المحامي هشام زايد لـ «الشرق الأوسط»: الشعب الذي أسقط نظام مبارك قادر على إسقاط أي نظام لا يلبي مطالب الثورة

رئيس حزب الخضر المصري: انتقدنا مشروع «توشكى» فحاربنا النظام السابق ومنعنا من الظهور إعلاميا

المحامي هشام زايد («الشرق الأوسط»)
TT

جنوب العاصمة المصرية القاهرة يقع مقر الحزب الذي تأسس في التسعينيات من القرن الماضي، وبالقرب من ميدان الجيزة، حيث تتجمع أكوام من المخلفات تغفل عنها عين المسؤولين بالمحافظة، يحتل حزب الخضر المصري أحد الطوابق في بناية مبنية على الطراز المصري القديم.

على مدخل الحزب لافتة تحدد هويته مكتوب عليها « الله.. الإنسان.. البيئة»، في دلالة على أن الحزب يؤمن بحماية البيئة والحفاظ عليها، من منظور أوسع وشامل وحتى تكون أحد المقومات الأساسية في عملية التنمية. لكن مبادئ حزب الخضر التي ازدهرت في الغرب لا تجد لها صدى في مصر، فرغم مرور سنوات عدة على إنشائه، لا تزال موضوعات البيئة وتنمية الإنسان، التي يضعها الحزب في أولويات أجندته السياسية ويعتبرها قاطرة التنمية، بالنسبة لأغلب المصريين موضوعات هامشية أو ترفا لا يهتم به إلا الأغنياء، ولكن رئيس الحزب المحامي هشام زايد، أكد أن ثورة 25 يناير أعادت الحرية للحزب وأنه يأمل أن تجد أفكار الحزب وأهدافه أرضية جديدة في مصر بعد عقود من قمع الحريات إبان النظام السابق.

وأكد رئيس حزب الخضر في حواره مع «الشرق الأوسط» أن حزبه لا ينتمي إلى اليمين أو اليسار، ولفت إلى أن عدم معرفة الكثيرين للحزب يرجع، على حد قوله «لأننا لم نُلوث بالاشتراك في الحياة السياسية الفاسدة إبان النظام السابق»، وأعلن عن عزم الحزب خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. كما تطرق الحوار إلى الحديث عن دور الحزب مستقبلا في الحياة السياسية في مصر.. وهنا نص الحوار:

* على الرغم من أنه أُسس قبل أكثر من 20 عاما، فإن حزب الخضر لا يزال اسما جديدا على مسامع الكثير من المصريين. ما هي أهداف الحزب وأهم ملامح أجندته السياسية؟

- تأسس الحزب عام 1990، وهو حزب من الأحزاب القديمة في مصر ولكن أيديولوجيته متجددة دائما لأنها مرتبطة بالإنسان والبيئة، ولحزب الخضر تاريخ مشرف ولم يُلوث بالاشتراك في الحياة السياسية الفاسدة إبان النظام السابق أو ليكون واجهة له، وهذا أحد أسباب عدم معرفة بعض الناس بالحزب نتيجة لقمع النظام السابق ونتيجة لرفض الخضر أن يكون أحد الأحزاب الكرتونية التي استخدمها هذا النظام لإضفاء الشرعية عليه، واقتصرت مشاركتنا في الحياة السياسية طوال الفترة الماضية على المشاركة العلمية وطرح الرؤى العلمية لقضايا ومشكلات الوطن، إلا أن جميع هذه الرؤى لم تجد صداها لدى صناع القرار في ذلك الوقت، وتقوم أيديولوجية حزب الخضر على البيئة الشاملة أي تنمية البيئة بمعني كل ما يحيط بالإنسان والعمل على إيجاد إنسان قادر على الإنتاج وتحقيق التنمية والتقدم وهو ما يترجمه الحزب في شعاره «الله.. الإنسان.. البيئة».

* يضع حزب الخضر المصري موضوع حماية البيئة ضمن أولوياته، لكن يبدو أن مفهوم البيئة الذي تقصدونه ملتبس وغير واضح؟

- البيئة لدي «الخضر» مفهوم مختلف عما هو متداول، فنحن نتحدث عن البيئة ليس فقط في إطارها الضيق كموضوعات الحفاظ على البيئة وحماية الموارد وحق كل مواطن في أن يحيا في بيئة نظيفة وجميلة، ولكن أيضا البيئة بمعناها الشامل كأساس للتنمية والنهضة لأنها تشمل البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تؤدي للنهضة، وجاء تأسيس حزب الخضر في مصر بسبب الدفاع عن البيئة، فالحزب تأسس بعد حادث تشرنوبيل والذي سبب ضررا لكثير من الصناعات في أوروبا، فحاول البعض توريد شحنة ألبان أطفال تضررت بالإشعاع لمصر، عندها وقف حزب الخضر في ألمانيا ضد توريد هذه الشحنة حفاظا على الإنسان أيا كان مكانه، من هنا كانت بداية الخضر في مصر عندما دعا الصحافي عبد السلام داود إلى أن مصر أولى من ألمانيا بالحفاظ على أطفالها وكانت هذه أولى قضايا الحزب.

* حدثنا عن جهود الحزب في نشر ثقافة حماية البيئة بين المصريين، وإلى أي مدى كان لها تأثير في الواقع؟

- الإنسان المصري معروف بارتباطه بالأرض فهي جزء منه لا يستطيع أن ينفصل عنها، والأرض في النهاية جزء من البيئة التي نعمل للحفاظ عليها ولذا فالحزب لا ينفصل عن المصريين بطبيعتهم الريفية المحبة للأرض والبيئة، ولكن كانت هناك معوقات كبيرة أمامنا لنشر هذه الثقافة خاصة أن نشر ثقافة معينة لا يتم بين يوم وليلة ولكنه يحتاج وقتا طويلا لترسيخها لدى المواطنين، والثورة أزالت الكثير من هذه المعوقات، وأنا أؤمن بأن المصريين سيدعمون هذه الأفكار لأنها مرتبطة بطبيعتهم في النهاية.. ولقد شاهدنا وعيا حضاريا لافتا بقضايا البيئة خلال الثورة، تجسد في حملات تنظيف جماعية للشوارع والأحياء والميادين، قام بها الشباب المصري، ولا تزال هذه الروح منتشرة، ومناخ الثورة سيدعمها بشكل أفضل وأرقى.

* لكن، تحديدا ما هي أهم القضايا البيئية التي عمل الحزب على مكافحتها في مصر؟

- الحزب يعمل على مكافحة التلوث بكافة أشكاله بالإضافة لتفجير الحزب قضية الألغام في سيناء والصحراء الغربية وخطورتها على مستقبل التنمية في مصر، وكذا معارضتنا لتوليد الطاقة من المفاعلات النووية، في حين تتخلى عنها دول العالم بحثا عن الطاقة النظيفة، والحزب هو أول من دعا لإنشاء وزارة للبيئة في مصر، ناهيك عن الأطروحات العلمية التي يقدمها الحزب للوزارات المختصة لحماية البيئة والحفاظ عليها، وآخر جهود الحزب في هذا المجال تقديم مشروع قانون للمجلس العسكري الحاكم في مصر للحفاظ على البيئة، وأن البيئة حق من حقوق الإنسان ليتم مراعاة هذا الأمر في الدستور القادم للبلاد.

* برأيك هل تجد أهداف ورؤى الحزب صداها لدى المصريين؟

- الكثير من المصريين يعتبر أن الحديث عن البيئة مجرد ترف، على الرغم من أن البيئة أساس للتقدم والتنمية فالحديث عن البيئة لا يقتصر فقط على البيئة بالمعنى الضيق أي تلك البيئة الطبيعية، ولكنه أيضا يمتد ليشمل البيئة بمعناها الواسع أي كل ما يحيط بالإنسان بداية من قضايا الفقر والتعليم والصحة والأمن وحتى قضايا العشوائيات والمفاعلات النووية، كما أن الحديث عن البيئة حتى بالمعنى الضيق ليس ترفا لأن الأكثر تضررا من التلوث البيئي على سبيل المثال هم الفقراء الذين يصابون بالأمراض السرطانية والذين لا يجدون العلاج، إلا أن هذه الأفكار لم تصل لرجل الشارع العادي ويجب عدم إلقاء اللوم فقط على سياسات النظام السابق على الرغم من أنها كانت أحد أهم الأسباب في ذلك، إلا أننا لا يمكن من ناحية أخرى أن ننكر أن الحزب كان يعاني من قصور في إيصال أفكاره والتواصل مع الجماهير وهو ما نعمل على إيجاد الحلول له في الوقت الراهن.

* يؤمن حزبكم بالقيم الروحية والدينية ويستلهم قيم الحضارة الإسلامية، ولكن البعض يصر على وضعه في خانة اليسار السياسي؟

- حزب الخضر لا يمكن أن يكون في اليمين أو اليسار، لأن تقسيم الأحزاب ليمين ويسار جاء بناء على معيار الحرية، وهو المعيار الأساسي الذي يقوم عليه هذا التصنيف فموقف كل حزب من قضية الحرية يحدد موقعة من اليمين أو اليسار، ولكن القيمة الأساسية للخضر هي الإنسان وليست الحرية لذا فمن الصعب أن نصنف الخضر في اليمين أو اليسار، ونحن في حزب الخضر نؤمن بأن الخضر لا ينتمي لليمين أو لليسار ولكنه دائما في المقدمة لأنه يحمل على عاتقه هموم الإنسان المصري ويسعى لحلها، ولأن الإنسان المصري وثيق الصلة بالأرض التي نشأ بها وبقيمه الروحية والدينية فلم يكن من المنطق أن ينفصل الخضر عن الإنسان المصري بكل تراثه ومكوناته الثقافية والروحية. لذا فالحزب يؤكد في أيديولوجيته وبرنامجه السياسي على أهمية هذه القيم لأن عدم الإيمان بها هو انعزال عن واقع المجتمع وعن القيم الأساسية التي يؤمن بها الحزب، وأهمها الإنسان، فالله هو الخالق الذي كلف الإنسان بإعمار الأرض والحفاظ عليها والاستفادة منها بما يحفظ حق الأجيال القادمة في الموارد وتحقيق استدامة الموارد بما يحقق بدوره التنمية المستدامة، وهي أحد المفاهيم المهمة ولكن للأسف يغيب عن نظر الكثيرين في مصر.

* الأهداف والقيم التي يتبناها الحزب مستلهمة من أكثر من أيديولوجية فيما يعتبره البعض محاولة للتوفيق لم تر النجاح بعد؟

- تعودت الأحزاب المصرية في الغالب الاعتماد على قوالب جامدة آتية من الغرب وتقوم بتطبيقها بشكل أعمى، لا يراعي الواقع مما يؤدي لفشل هذه الأحزاب أو انعزالها عن واقع مجتمعها، ولكننا نؤمن بأن أي أيديولوجية يؤخذ منها ويرد ويجب أن تكون مطابقة للواقع الذي يعيش فيه الحزب ونحن لدينا أيديولوجية مختلفة قائمة على منهاجية الطرح العلمي، أي إيجاد الحلول العلمية للمشكلات التي تواجه المجتمع عن طريق البحث في بذور هذه المشكلات، ووضعها على طاولة التطبيق. وعلى الرغم من أن الحزب قدم الطرح العلمي لأكثر من مشكلة تواجه المجتمع إلا أن التمكين السياسي لم يكن متاحا في الفترة الماضية ونأمل أن تجد هذه الرؤى طريقها لخدمة المجتمع في الفترة المقبلة.

* ما هي رؤية حزب الخضر وكيف ترى دوره في الحياة السياسية في مصر بعد 25 يناير؟

- سيعيد الحزب رؤية نفسه مرة أخرى بعد الثورة، وبالفعل بدأت مجموعات العمل بالحزب إعداد خطة وتصور للحزب ودوره بعد الثورة وبدأنا نعد لمجموعة من الفعاليات سيكون أولها صياغة ورقة عن الحقوق البيئية للإنسان المصري، وسيتم طرحها على كافة القوى السياسية لاعتمادها وهي نابعة بالأساس من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، كما قرر الحزب المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وطرح أجندتنا وأفكارنا بحرية على الشارع المصري والتواصل معه مره أخرى، إضافة لتفعيل دور أمانات الحزب في المحافظات المصرية المختلفة والبدء في وضع تصورات عن المرحلة المقبلة، والاشتراك الفعلي في الحياة السياسية المصرية.

* من واقع دورك كرئيس حزب، أيضا له توجه سياسي هل ستتمكن الثورة المصرية من حماية نفسها، والإطاحة بمن يريد القفز عليها؟

- الشعب المصري عرف طريق الحرية ولن يتنازل عنها مرة أخرى ولن يسمح لأي شخص بأن يسرقها منه، والثورة أعطت شعورا لدى كل مواطن أنه قادر على حماية هذه البلد وهذا الإحساس هو ما يجعلني مطمئنا أن أحدا لن يستطيع القفز على هذه الثورة وأن الشعب الذي أسقط نظام مبارك قادر على إسقاط أي نظام لا يلبي مطالب الثورة.

* هل تعتقد أن الصراعات الداخلية في الحزب الوطني المنحل كانت أحد أسباب نجاح الثورة؟

- ما كان موجودا في مصر قبل الثورة لا يصح أن نطلق عليه حزبا، بل تجمع لمجموعة من أصحاب المصالح، وغابت فكرة الحزب من حيث التجمع على رؤية محددة وواضحة ومنهاجية في التعامل مع المشكلات، وأعتقد أن عدم وجود بناء حزبي قوي بالإضافة لهذه الصراعات بين الحرس القديم والحرس الجديد داخل هذا الحزب أدى لنجاح الثورة، بالإضافة إلى فشل هذا النظام في تحقيق التنمية وفشله في تحقيق رضا المواطن والدخول في مشروعات فاشلة. مثل مشروع توشكى الذي اعترض عليه حزب الخضر من منطلق دراسة علمية أعدها الحزب حول جدوى المشروع، ولكن النظام السابق أصر عليه رغم تأكيد كافة الدراسات عدم جدواه.

* كيف يرى حزب الخضر شكل العلاقة بين مصر ومختلف القوى الخارجية؟

- يرى الحزب أن مصر لها دور محوري يجب عليها أن تلعبه نظرا لأهميتها الإقليمية والدولية، وهذا الدور يتركز في إطار مجموعة من دوائر السياسة الخارجية، أولى هذه الدوائر هي الدائرة «الإيكولوجية»، والتي تضم مصر والسودان وليبيا كوحدة جغرافية واحدة، يجب أن تعمل معا لتكمل بعضها بعضا لإحداث نهضة متكاملة، فمصر على سبيل المثال تمتلك العنصر البشري، وتمتلك السودان الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي الخصبة، وتمتلك ليبيا موارد الطاقة المختلفة، والدائرة الأفريقية كذلك من أهم الدوائر التي تحدد علاقة مصر بواجبها الطبيعي تجاه القارة السمراء، فهناك منبع النيل والذي من دونه سيتوقف كل شيء في مصر، إضافة إلى أن العديد من الدول الأفريقية تعتبر مصر القائد وتنتظر منها الكثير، كذلك الدائرة العربية وعلاقة مصر مع أشقائها العرب وهي علاقة تاريخية حضارية يجب تدعيمها قدر الإمكان، ونهاية بالدائرة الإنسانية فهناك في كل مكان تراث مشترك للإنسانية كافة مع مراعاة الخصوصية لكل قطر، ومصر دائما دورها في التاريخ والتراث الإنساني كان محوريا وسيظل كذلك.

* في ظل الأوضاع الحالية، هل يمكن من وجهة نظركم البدء في إجراء الانتخابات في سبتمبر (أيلول) المقبل؟

- أعتقد أن موضوع الانتخابات أولا، أو الدستور أولا الذي أُثير في مصر في الفترة الأخيرة ما هو إلا «خناقة» سياسية ضيقة على لا شيء، فمن يأتي قبل من، الدستور أم الانتخابات ليس هو المهم في الوقت الراهن ولكن الأهم هو تبني أسس الدولة الجديدة، ورؤية واضحة حول المجتمع وتحديد أولوياته، لأن هذه الرؤية هي التي ستحدد ما يأتي بعدها من دستور وانتخابات وعلى الرغم من أهمية هذه الرؤية فإنها لا تزال غائبة ونحتاج بالفعل لتفعيل النقاش المجتمعي حولها قبل الحديث عن الانتخابات والدستور.

* لكن بعض الأحزاب ترى أن إجراء الانتخابات البرلمانية سريعا سيقلل من فرص نجاحها خاصة في ظل تفوق بعض القوى الإسلامية على الأرض؟

- لا أعتقد أن هذه القوى الإسلامية بهذا الحجم من الضخامة الذي يخشى منه البعض ولكن المواطن المصري فطن وسيختار من سيقدم له الأفضل، وعلينا ألا نقلق طالما أن هذه الأحزاب ستعمل وتجتهد في إيجاد حلول لمشكلات هذا المواطن، فبالتأكيد ستحصل على صوته، ولكنها يجب ألا تعلق فشلها على أي أشياء أخرى إذا لم تقدم رؤى علمية موضوعية لهذه المشكلات.

* هل تعتقد أن حزبكم قادر على المنافسة السياسية في مصر في الفترة القادمة؟

- نحن مقصرون في الوصول للناس لأسباب عدة داخل الحزب، وأخرى تتعلق بالسلبية الشديدة التي كان عليها المصريون بسبب سياسات النظام السابق، مما أدى لعزوف الكثير من المصريين عن المشاركة في الحياة السياسية، وأنه لم يكن مسموحا للصياغات العلمية التي كان الحزب يطرحها لحل بعض المشكلات أن تجد الذراع السياسي لها، وبعد اصطدام الحزب مع النظام السابق بسبب مشروع توشكى، أصبح غير مسموح لنا بالظهور في الإعلام، ولكننا نأمل في أن تكون الانتخابات القادمة بداية جديدة بيننا وبين الشارع المصري بعد الثورة ونعرض أفكارنا بكل حرية ونتواصل مع الناس، وبالتأكيد ستكون لنا القدرة على المنافسة السياسية لأننا كحزب نتميز عن باقي الأحزاب المصرية بوجود أطروحات علمية لمشكلات المواطن المصري مما يساعدنا على توظيفها لتحقيق التنمية والنهضة التي يتمناها كل المصريين.

* هل سيؤيد الحزب مرشحا معينا للرئاسة أم أنه سيرشح أحد أعضائه لشغل هذا المنصب؟

- الحزب لن يرشح أحدا لمنصب الرئاسة، ولكنه أعد أجندة معينة بعدد من القضايا الهامة مثل التعليم والطاقة والمياه.. وغيرها، والمرشح الذي سيضع جدولا زمنيا لتنفيذ وعلاج هذه القضايا لن يحظى بدعم الحزب فقط بل بدعم أغلب جمعيات الحركة البيئية في مصر، وهي مجموعة كبيرة من الجمعيات الأهلية والمدنية التي تهتم بالبيئة.

* لكن، من في رأيك الأصلح لكي يكون رئيسا لمصر في الفترة المقبلة؟

- لم يطرح أي من المرشحين الموجودين على الساحة حاليا رؤية علمية أو مشاريع تنموية سيقوم بها عند توليه الرئاسة، أو حتى خطة عمل نستطيع التعرف عليها والحكم عليه سواء بالموافقة عليها أو الاختلاف معها، وما زال الأمر يتركز حول أشخاص يرشحون أنفسهم للمنصب دون برنامج واضح يمكن الحكم عليه والاختيار على أساسه من الأصلح، وأتمنى أن يظهر الشخص الذي يحمل معه أجندته وبرنامجه الانتخابي الكامل للرئاسة محددا بخطة عمل ومشاريع تنموية واضحة عندها يمكن أن نعرف من الأصلح لحكم مصر في الفترة المقبلة.

* أخيرا، هل أنت متفائل بمستقبل مصر بعد الثورة؟

- نعم، وأعتقد أن مستقبل مصر بإذن الله سيكون مشرقا، فهي وطن به كافة الموارد والخيرات بداية من الإنسان العظيم الذي بنى وعمّر وفجر ثورة الحرية وصولا للموارد الطبيعية الأخرى، ولكنها في الفترة الماضية كانت فقط تفتقر إلى الإرادة السياسية التي عطلت كل هذه الموارد والآن أصبحت الإرادة السياسية موجودة فالمستقبل واعد بإذن الله.