باراك يتباهى بمنع وصول قارب صغير إلى غزة بلا عنف

أحد الناطقين بلسان سفينة «الكرامة» لـ «الشرق الأوسط»: الغرض إظهار الحصار غير القانوني لقطاع غزة

بارجة إسرائيلية تقتاد قارب الكرامة نحو ميناء أسدود الإسرائيلي بعد سيطرتها عليه ومنعه من الوصول إلى شواطئ غزة، أمس (أ.ب)
TT

قبل ساعات من سيطرة سلاح البحرية الإسرائيلية، على قارب «الكرامة» الفرنسي، قال درور فايلر، أحد الناطقين باسم ناشطي أسطول الحرية على متنه، إنهم يتوقعون أن تسيطر قوات سلاح البحرية عليه. وأنهم لن يقاوموا. «فنحن لا نريد شيئا سوى أن نظهر للعالم أن إسرائيل ما زالت تحاصر قطاع غزة»، كما أكد فايلر في تصريح لـ«الشرق الأوسط». ومع هذا فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، اعتبر السيطرة السهلة على القارب الذي لم يقاوم بمثابة «انتصار للحكمة والحزم اللذين يتمتع بهما الجيش الإسرائيلي، وبرهان على أن الجيش استخلص العبر الصحيحة من تجربة السيطرة على سفينة (مرمرة) وبقية سفن أسطول الحرية الأول».

وقال فايلر، وهو مواطن إسرائيلي يساري يشارك في العديد من النشاطات الاحتجاجية ضد سياسة الاحتلال وشارك في أسطول الحرية الأول أيضا، إن معركة غزة هي إزالة الحصار الإسرائيلي عنها، «وقد جئنا لنساهم في رفع هذا الحصار، فوجدنا إسرائيل ومؤيدي سياستها في العالم يفرضون حصارا علينا نحن، نشطاء الحرية الذين ننتمي إلى دول الغرب. وهذا يقول كل شيء عن عالمنا المتلون والمليء بالنفاق». وأضاف: «مع أن إسرائيل تمكنت من تجنيد العديد من دول العالم معها، وفي مقدمتها اليونان والولايات المتحدة، فإن هذا القارب تمكن من الإفلات من حصار حلفاء إسرائيل ووصلنا إلى مسافة قريبة جدا من شواطئ غزة (12 ميلا بحريا)، وأوصلنا صوتنا العالي: ارفعوا الحصار عن قطاع غزة. وأنا شخصيا وغيري المئات من نشطاء الحرية والسلام في العالم لن نسكت ولن نستكين قبل أن نرى قطاع غزة متحررا تماما من الحصار، والدولة الفلسطينية قائمة إلى جانب إسرائيل».

ولم ير فايلر أي غضاضة في كونه إسرائيليا على متن هذا القارب، وقال إنه في مثل هذه الظروف لا يعتز بكونه إسرائيليا، ولكنه يعتز بكونه يهوديا يقف ضد سياسة حكومة إسرائيل العدوانية. وكان القارب قد بدأ إبحاره باتجاه قطاع غزة من المياه الإقليمية المصرية، فجر أمس. فتوجهت نحوه أربع سفن حربية إسرائيلية وطوقته وبدأت حوارا هادئا مع الربان الفرنسي. فطلبت في البداية معرفة وجهته، فقال إنها ميناء غزة. فقال له الضابط الإسرائيلي: «ولكنكم أعلنتم لسلطة الموانئ اليونانية أن وجهتكم هي ميناء الإسكندرية. فأجاب: نعم، هذه كانت وجهتنا ولكن الركاب هم المسيطرون على السفينة وقد أملوا علينا أن نتوجه إلى غزة. فقال له الضابط: نحن ننصحكم بالعودة من حيث أتيتم لأننا لن نسمح لكم بالعبور». ثم اقترح الضابط الإسرائيلي على القبطان أن يتجهوا إلى ميناء أسدود وهناك ينزلون البضاعة التي يحملونها إلى غزة وإسرائيل تضمن نقلها إلى القطاع بواسطة الصليب الأحمر أو أي هيئة دولية يريدونها. فرد القبطان بأنه لا توجد أي مواد مساعدات إلى غزة وأن حمولته تقتصر على أناس متضامنين سياسيا وإنسانيا مع غزة. وقال إن بينهم إسرائيليا واحدا ونشيطين من أوروبا وكندا وشمال أفريقيا. وسأله إن كانوا يحملون السلاح فجاءت الإجابة سلبية. عندها، أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أمرا إلى قائد سلاح البحرية، الأدميرال أليعيزر مروم، أن يسيطر على القارب بـ«بصرامة وودية وإذا أحوج الأمر فبقوة معتدلة وطالما لا يوجد سلاح، فإذن من دون إصابات». وتم إنزال عدد من جنود الكوماندوز البحرية بقوارب مطاطية إلى الماء، فاعتلوا قارب «الكرامة» وطلبوا من النشيطين أن ينزلوا عن القارب ويعتلوا إحدى السفن الحربية. واقتيدوا إلى ميناء أسدود، إلى حين تنتهي الإجراءات. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه يوجد على متن السفينة 16 راكبا.