طهران تطالب بغداد وأربيل بـ«الوفاء بالتزاماتهما» في منع هجمات معارضيها الأكراد

خلافات بين لجنتين في البرلمان حول آليات التعامل مع القصف الإيراني

TT

طالب قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني الحكومة العراقية وسلطات كردستان العراق بـ«الوفاء بالتزاماتهما» ومنع المتمردين الإيرانيين الأكراد في حزب «بيجاك» من التحرك ضد إيران انطلاقا من العراق. من جهتها، طالبت حكومة إقليم كردستان باحترام سيادة العراق.

وقال الجنرال محمد باكبور لقناة «العالم» التلفزيونية الناطقة بالعربية «ننتظر من الحكومة العراقية والسلطات في كردستان العراق أن تفيا بالتزاماتهما وتمنعا متمردي (بيجاك) من التحرك ضد إيران انطلاقا من الأراضي العراقية».

وشنت إيران السبت هجوما عسكريا ضد معسكرات «بيجاك» داخل أراضي كردستان العراق. وأكد باكبور أنه «خلال الساعات الـ72 الماضية، تكبد المتمردون خسائر كبيرة»، موضحا أن «معسكرات الـ(بيجاك) في منطقة جسوكان تم تدميرها، ويستطيع الصحافيون التوجه إلى هناك للتأكد من الأمر». لكنه نفى أي قصف لقرويين أكراد، مؤكدا أن المنطقة المستهدفة «غير مأهولة».

بدورها، دعت سلطات كردستان العراق إيران إلى احترام الحدود بعدما أكدت القوات الإيرانية الاثنين أنها سيطرت على ثلاثة معسكرات لـ«بيجاك» داخل الأراضي العراقية. وقال المتحدث باسم الحكومة كاوة محمود لوكالة الصحافة الفرنسية «نطالب بالحفاظ على سيادة إقليم كردستان، باعتبارها جزءا من سيادة العراق»، مؤكدا «وجود خرق إيراني للحدود العراقية». وأضاف «إذا كانت هناك أي مشاكل حدودية، فإن الطريق الأمثل هو المفاوضات وطريق السلام والحوار وليس قصف المدنيين الأمنين». ويقوم حزب «بيجاك» (الحياة الحرة) بأعمال مسلحة ضد القوات الإيرانية التي ترد بقصف المناطق الحدودية الجبلية في كردستان العراق.

إلى ذلك، كشف عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف الكتل الكردستانية وعضو لجنة الأمن والدفاع فيه شوان محمد طه، عن وجود «خلافات بين لجنتي العلاقات الخارجية والأمن والدفاع في البرلمان بشأن آليات التعامل مع القصف الإيراني المتواصل للقرى الحدودية العراقية من جهة إقليم كردستان». وقال طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «في الوقت الذي تم فيه تشكيل لجنة تقصي حقائق في قضية استمرار القصف الإيراني للقرى الحدودية الكردية الواقعة بالقرب من الحدود الدولية العراقية - الإيرانية، فإن لجنة العلاقات الخارجية التي كان يفترض أن تكون ممثلة بعضو منها في اللجنة والتي ستبدأ عملها غدا (اليوم) من خلال زيارة المناطق الحدودية بين البلدين، فإنها تذرعت بأنها تنتظر كتابا من وزارة الخارجية في هذا الاتجاه»، مشيرا إلى أن «عمل لجنة تقصي الحقائق الخاصة بهذا الموضوع الهام لا صلة لها بعمل الحكومة وأن دور اللجنة يتمثل، وبعد أن تشاهد ما يجري على أرض الواقع، في أن تقدم توصياتها إلى الحكومة لتقوم بما يلزم من خلال البرلمان لا أن تنتظر توصية من الحكومة أو كتابا بهذا الخصوص». وأضاف طه أن «تشكيل اللجنة تم بناء على توصية البرلمان قبل نحو عشرة أيام لمعرفة حقيقة ما يجري في تلك المناطق الحدودية، لا سيما أن اللجنة ستمثل فيها كل الكتل النيابية لكي تكون نظرتها متوازنة ومهنية في الوقت نفسه، ولا سيما أننا نرى أن القصف الإيراني تعدى كل الحدود وليس له ما يبرره على الإطلاق»، معتبرا أن «ما تقوم به إيران بات يمثل انتهاكا للسيادة العراقية، وهو أمر غير مقبول ويتطلب تدخلا مباشرا من أجل إيقافه بأسرع وقت ممكن». وأوضح أن «تشكيل اللجنة التي يرأسها القيادي بدولة القانون حسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، تم بالتنسيق مع برلمان إقليم كردستان، وهو ما يعني أن النظرة ستكون متكاملة بين برلمان الإقليم والبرلمان الاتحادي». وحول السبل التي يمكن اتباعها لإيقاف هذا القصف، قال طه إن «أمام العراق خياران للتعامل مع هذا القصف الأول، ويتمثل في إجراء حوارات مباشرة مع إيران بهذا الخصوص، وهو ما يمكن العمل به بعد أن ترفع لجنتنا تقريرها إلى البرلمان ومن ثم الحكومة، والثاني هو رفع الملف برمته إلى الأمم المتحدة لكي يكون القانون الدولي هو الفيصل بيننا وبين الإيرانيين».