المعلم يهدد بفرض «حظر تجول» على السفيرين الأميركي والفرنسي إذا استمرت «مخالفاتهما»

قال: اعترفنا بالدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 لأنه لا يعقل أن ندعمهم ونحن لم نعترف بعد بالدولة

المعلم يتوسط وزير الشؤون الدينية محمد عبد الستار السيد والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في جامعة دمشق أمس (سانا) (ا.ب.ا)
TT

قال وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم إن الأبعاد السياسية للأزمة الراهنة في سوريا تشير بقوة إلى «خطورة هذه الأزمة من حيث التدخلات الخارجية التي بوشر بها والمحتملة أيضا». وفي قراءته لتطورات الأحداث في البلاد، قال المعلم في ندوة حوارية سياسية دينية حول الرؤية الإصلاحية عقدت في كلية الشريعة في جامعة دمشق يوم أمس إن «الأسرة السورية بأمس الحاجة اليوم لأن تهدئ من اندفاعات الغضب والتحديات وتتمسك بالوحدة الوطنية، ملاذا ومصدر قوة لنصنع من سوريا وطنا للديمقراطية والحرية الإنسانية في ظل الوحدة الوطنية»، ودعا المعلم، الذي جلس متوسطا رجلي الدين وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، إلى إغلاق «الأبواب أمام التدخلات الخارجية أيا كان مصدرها»، وأكد أنه «لا بد من الالتفاف هنا إلى عامل الوقت، ومطلوب منا في السلطة وخارجها أن نتحرك بسرعة كبيرة باتجاه الإصلاح فهو سبيلنا لاتقاء الأخطار التي نراها اليوم تهدد وطننا».

وفي رد على سؤال حول اعتراف الحكومة السورية بدولة فلسطين، أوضح وزير الخارجية السوري أنه «لا يعقل أن ندعم الموقف الفلسطيني ونحن لم نعترف بعد بالدولة الفلسطينية، إضافة إلى حجم الرفض الإسرائيلي من التوجه إلى مجلس الأمن وهل يعقد ونحن نكون في هذا الصف»، لافتا إلى أن «بيان وزارة الخارجية كان واضحا» بهذا الخصوص، وقال «نحن اعترفنا بالدولة الفلسطينية المبنية على أساس حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة والثوابت الوطنية الفلسطينية». وفيما يتعلق بالعلاقات السورية - الأوروبية، قال المعلم: «إذا أراد الأوروبيون العودة إلى الخارطة عليهم العودة عن سياستهم حيال سوريا»، مضيفا أن «الأوروبيين ينتهجون سياسة فتح ونبش الملفات لكي يصطادوا موقفا ضد سوريا، ولكن حتى الآن لم يفلحوا، لذلك لجأوا في إطار محيطهم الغربي لفرض عقوبات على سوريا، وكذلك فعلت الولايات المتحدة الأميركية».

وكان الوزير المعلم قال في مؤتمر صحافي عقد في وزارة الخارجية السورية في 20 من الشهر الماضي «أنا كوزير خارجية أقول ما قلته في عام 2006 سننسى أن أوروبا على الخارطة وسأوصي القيادة بتجميد العضوية في الاتحاد من أجل المتوسط، العالم ليس أوروبا وسوريا ستصمد كما صمدت في الماضي». وقد أثارت هذه التصريحات استهجان المراقبين للوضع في دمشق.

كما انتقد المعلم التدخل الأميركي في الأحداث التي تشهدها سوريا من خلال تصريحات المسؤولين الأميركيين وزيارة السفير الأميركي إلى مدينة حماه، وفي إجابته عن سؤال حول عدم اتخاذ سوريا إجراء ضد تحرك السفيرين الأميركي والفرنسي اللذين زارا حماه منذ أسبوعين، حذر المعلم سفيري البلدين من التجول خارج دمشق من دون إذن رسمي. وقال: «إذا استمرت هذه المخالفة سنفرض إجراء، وهو منع التجول في محيط يزيد على 25 كلم»، مضيفا: «أرجو ألا نضطر إلى هذا الإجراء»، لافتا إلى أن سوريا لم تطرد السفيرين لأن «ذلك مؤشر على رغبتنا المستقبلية في علاقات أفضل» مع واشنطن وباريس. و«نأمل أن يعيدوا النظر في علاقاتهم الخارجية». وقال المعلم «نحن نعلم أن السياسة الأميركية تصنع من قبل إسرائيل وتنفذ من قبل الولايات المتحدة الأميركية».

وعن تعليق أعمال السفارة القطرية في دمشق بداية الأسبوع الحالي ومغادرة السفير القطري، قال وزير الخارجية: «السفير القطري غادر دمشق دون أن يُعلم وزارة الخارجية وإلى الآن لم يصدر بيان من وزارة الخارجية القطرية، ومع ذلك نتطلع إلى علاقات طيبة مع دولة قطر بغض النظر عما تفعله قناة (الجزيرة) وشعبنا يدرك مدى الزيف التي تقوم به».

في غضون ذلك أكد مصدر وثيق الاطلاع، فضل عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، أن السلطات السورية بعثت برسالة اعتذار إلى وزارة الخارجية القطرية بعد مهاجمة سفارة الدوحة في دمشق وتجميد نشاطاتها.

وقال المصدر «لقد أرسلت سوريا رسالة اعتذار إلى وزارة الخارجية القطرية».

وكان مسؤول في البعثة القطرية في سوريا أكد الاثنين أن سفير قطر في دمشق زايد الخيارين غادر سوريا مؤخرا، وقامت السفارة «بتجميد أعمالها».

وقال هذا المسؤول، طالبا عدم كشف هويته، إن «الدبلوماسيين غادروا سوريا والأعمال جمدت إلى موعد لم يحدد». ولم يذكر المصدر تاريخ مغادرة السفير ولا أسبابها.

وأكدت مصادر دبلوماسية لوكالة «فرانس برس» أن السفارة القطرية تعرضت لهجوم بالحجارة والبيض من قبل متظاهرين مؤيدين للرئيس السوري وبالتالي جمدت قطر أعمال سفارتها.

وكانت قطر تقيم حتى فترة قصيرة علاقات جيدة مع سوريا.

لكن سلطات دمشق انتقدت بحدة قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية لتغطيتها للتحركات الاحتجاجية في سوريا منذ منتصف مارس (آذار)، معتبرة أنها مبالغ فيها.