مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: هذه ليست تصرفات حكومة تقول إنه ليس لديها ما تخفيه

أكد أن سوريا أبلغت السفارة بضرورة الحصول على موافقة مسبقة لسفر الموظفين الأميركيين خارج دمشق

تشييع أحد القتلى المدنيين في حمص أمس في صورة مأخوذة من موقع شام نيوز أمس
TT

أكد مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية أن وزارة الخارجية السورية قد قامت بإبلاغ السفارة الأميركية في دمشق أن السفارة في حاجة إلى موافقة مسبقة من وزارة الخارجية السورية لسفر الموظفين الأميركيين إلى خارج دمشق.

وقال المسؤول في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه ليست تصرفات حكومة تقول إنه ليس لديها ما تخفيه، خاصة أن الحكومة السورية ترفض السماح لوسائل الإعلام الدولية بالعمل، كما ترفض دخول عمال الإغاثة وموظفي وكالات حقوق الإنسان.

وانتقد المسؤول الأميركي تصريحات وزير الخارجية السوري إبراهيم المعلم بتقييد سفر السفراء الأجانب في سوريا، وقال: «يجب أن تكون للدبلوماسيين القدرة على السفر في جميع أنحاء البلاد لمراقبة الأوضاع في الواقع». وأضاف المسؤول الأميركي: «سوف نستمر في تقييم تنفيذ هذا الأمر لتحديد ما إذا كان يحول دون قدرة الدبلوماسيين على الاضطلاع بمسؤولياتهم داخل سوريا، وسنرد على هذا الأمر وفقا لذلك».

كان السفير الأميركي روبرت فورد والسفير الفرنسي إريك شوفالييه قد قاما بزيارة إلى حماه في 7 يوليو (تموز) الحالي وسط مظاهرات كبيرة في المدينة ضد نظام بشار الأسد. واتهمت سوريا السفير الأميركي بالسعي لتقويض الاستقرار في البلاد واتهمته بالاجتماع مع جماعات من المخربين والخارجين عن القانون في حماه.

وكان وليد المعلم قد سبق له مهاجمة أوروبا وانتقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد النظام السوري، وقال: «سنعتبر أن أوروبا غير موجودة على الخريطة، وسنجمد عضويتنا في الاتحاد من أجل المتوسط»، وأضاف: «إننا لا نأخذ دروسا من أحد وسنقدم لهم نموذجا للديمقراطية». وهاجم المعلم فرنسا ووزير خارجيتها ألان جوبيه متهما إياه بأنه يستقي أفكاره من التاريخ الفرنسي الاستعماري وأن فرنسا تعيد إنتاج استعمارها القديم. وطالب المعلم فرنسا بأن تتوقف عن التحريض وممارسة سياساتها الاستعمارية تحت ستار حقوق الإنسان.

في واشنطن، كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت في مطلع الأسبوع الماضي إن حكومة الأسد فقدت شرعيتها في أعقاب الهجوم على السفارة الأميركية في دمشق، وهو تصعيد في اللغة الدبلوماسية بما ينطوي على قطيعة مع دمشق. وتوقع المحللون أن يخرج البيت الأبيض للمطالبة بالإطاحة بالأسد كما حدث في وقت سابق مع العقيد الليبي معمر القذافي والرئيس المصري حسنى مبارك، لكن خرجت بعض التصريحات من الإدارة الأميركية بأن عبارة كلينتون كانت ارتجالية. وعادت كلينتون يوم السبت الماضي لتقول إن «الإدارة الأميركية لا تزال تأمل أن يعمل نظام الأسد على وقف العنف والعمل مع المتظاهرين لتنفيذ إصلاحات»، وهو ما فسره المحللون بأنه يعكس الارتباك والجدل المستمر حول قدرة الرئيس بشار الأسد على أن ينجو من الأزمة الحالية التي تواجهه داخليا، وقدرات الولايات المتحدة في استخدام أفضل السبل الدبلوماسية للضغط عليه.