الشرطة الأميركية تطمئن على نشطاء أميركيين سوريين

بعد تقارير تهديدات سفارة دمشق لهم.. «إف بي آي» تتدخل

TT

قال قادة منظمات أميركية سورية معارضة لحكومة الرئيس بشار الأسد إن مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) اتصل بهم بعد تهديدات قالوا إنهم تلقوها من مؤيدين للرئيس الأسد، وبعد اتصالات مسؤولين في سوريا مع عائلاتهم هناك لإدانة معارضتهم.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» قول هالة عبد العزيز، أميركية سورية تقيم في ولاية فرجينيا بالقرب من واشنطن، إن شخصا اتصل بها تليفونيا وحذرها أن ابنتها في سوريا سوف «تختفي» إذا استمرت الأم في رفع قضية في الولايات المتحدة ضد مسؤولين سوريين لانتهاكات حقوق الإنسان.

وقال رضوان زيادة، أستاذ سوري زائر في جامعة جورج واشنطن في واشنطن، إن «إف بي آي» اتصلت به وأعربت عن قلقها على عائلات نشطاء أميركيين سوريين في سوريا. وقال زيادة إن مسؤولين سوريين اتصلوا بعائلته في سوريا، وطلبوا منها استنكار نشاطاته الأميركية المعارضة للرئيس الأسد. وكانت الخارجية الأميركية استدعت السفير السوري، عماد مصطفى، وحذرته من إجراءات ضد أميركيين سوريين في سوريا أو أقاربهم هناك.

وقال مراقبون في واشنطن إن أميركيين سوريين يسيرون من وقت إلى آخر مظاهرات إلى السفارة السورية في واشنطن، وإن بعضهم اتهم موظفين في السفارة، وعملاء لها، بتهديدهم. وتركزت المظاهرات حول موقف عماد مصطفى من الأحداث الدامية في وطنه. وطلب بعض المتظاهرين من هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، اعتبار السفير «شخصا غير مرغوب فيه»، وإصدار أمر له بمغادرة الولايات المتحدة، وذلك لدفاعه عن سياسة الرئيس بشار الأسد الذي انتقدته الخارجية الأميركية، وحملته مسؤولية الأحداث الدامية، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية وشخصية. ومؤخرا أعلنت أنه «فقد شرعيته».

وكان إدوارد غنيم، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الكويت، والآن أستاذ في جامعة جورج واشنطن في واشنطن، قال إن السفير كان يظهر كثيرا في الإعلام الأميركي ينتقد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، لكنه صمت منذ بداية المظاهرات وقمعها. وقال غنيم: «هل تعرفون ماذا سيحدث لسفير سوريا في واشنطن إذا أعلن آراء معارضة للنظام في دمشق؟ سوف يستدعى إلى دمشق فورا، ويوضع في السجن».

وقال مراقبون في واشنطن إن السفير مصطفى لم يتحدث إلى الإعلام الأميركي مؤخرا، واكتفى بوضع بيان في موقع السفارة في الإنترنت، دافع فيه عن سياسة الرئيس الأسد. وانتقد الإعلام الأميركي لما سماه «تغطية سطحية» للأحداث في سوريا. وقال البيان: «سوريا تواجه حاليا تحديات لم يسبق لها مثيل، وتواجه في الوقت نفسه فرص الديمقراطية والسلام والازدهار والأمل. كل من الشعب والحكومة في مفترق طرق حاسم». وأضاف: «الأحداث التي وقعت في سوريا منذ مارس (آذار) تظل أكثر تعقيدا بكثير مما صورت وسائل الإعلام الدولية، ولا بد من تغطية أكثر صدقا من أجل أن تسود العدالة والمنطق».

وقال السفير إن «الغالبية العظمى من السوريين تريد الحوار، لكن لسوء الحظ ترى أقلية أن الانتفاضة المسلحة هي الطريق المفضل». وأضاف: «لن تتسامح أي حكومة في العالم، بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة، مع أي تمرد مسلح، بغض النظر عن الدافع». وقال: «تحت أي ظرف، لا يمكن أن تتسامح سوريا مع التمرد المسلح. وسوف يستمر سعينا لتحقيق إصلاحات بعيدة المدى، ولتحقيق رؤيتنا لسوريا أكثر ديمقراطية، وعادلة، ومزدهرة».

وقالت صحيفة «واشنطن دبلومات»: «ليس غريبا أن يؤيد السفير الرئيس الأسد الذي تربطه به علاقة صداقة قوية». وفي خطاب نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقتطفات منه، انتقد السفير الصحيفة لأنها نشرت تقارير من سوريا عن اغتصاب رجال أمن سوريين لنساء سوريات معارضات، وعن سوريين تطوعوا لزواج المغتصبات. وقال السفير إن الصحيفة لم «تقدم أدلة تثبت ذلك».

وفي تعليقات يكتبها السفير في صفحته في الإنترنت، كتب: «عندما واجهت أوضاعا كئيبة في الماضي، وجدت سلوى في أماكن كثيرة. منها مصادر ثقافية كنت ألجأ إليها في الأوقات الصعبة أيام شبابي، خصوصا روايات دستويفسكي (روائي روسي في القرن التاسع عشر كتب روايات عن النفس البشرية)».

ومؤخرا، أشاد السفير بالأسد في احتفال تأييد للأسد في ديترويت (ولاية ميشيغان)، حيث أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة. حضر الاحتفال أكثر من خمسمائة شخص أغلبيتهم أميركيون سوريون ولبنانيون، ومنهم عدد كبير من المسيحيين، وجلس ثلاثة قساوسة مسيحيين في الصف الأمامي مع السفير. وهتف الحاضرون باللغة العربية: «بالروح.. بالدم.. نفديك يا بشار». وقالت صحيفة «ديترويت نيوز»: «كثير من المسيحيين السوريين يميلون نحو تأييد الأسد لأنه يحميهم، ولأنه علماني بصورة عامة. وهم يخافون سوريا غير مستقرة، ويخافون سيطرة إسلاميين عليها».