غليان في البلدات السورية المحاذية لشمال لبنان والجيش السوري يحكم انتشاره فيها

بعد مقتل شاب من بلدة هيت كان يحاول الفرار مع عائلته إلى لبنان

صورة مأخوذة من أحد المواقع للمعارضة السورية لمظاهرة في دمشق أمس
TT

تعيش البلدات السورية المتاخمة لحدود لبنان الشمالية حالة من الغليان، على خلفية مقتل الشاب ماجد أحمد آغا من بلدة هيت السورية على يد جنود سوريين أثناء عملية دهم للبلدة أول من أمس. وأعلن أحد وجهاء بلدة هيت الذي رفض ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن «أبناء هيت يعيشون كابوسا حقيقيا بفعل المداهمات اليومية لمنازلهم بحجة البحث عن إرهابيين»، مؤكدا أن «هذا الوضع دفع بمعظم أهالي البلدة إلى ترك بيوتهم والهرب إلى البلدات اللبنانية المجاورة». وأشار إلى أنه «خلال فرار الشاب ماجد آغا ومعه زوجته وطفلتاه ووالداه، وبينما كانوا يحاولون اجتياز ساتر ترابي يفصل بين أراضي هيت وبلدة النصوب اللبنانية، أطلق الجنود السوريون النار عليهم بشكل مركز، مما أدى إلى إصابة ماجد في ظهره إصابة متوسطة وغير قاتلة، ثم حضر الجنود واقتادوه بآلية عسكرية غير آبهين بصراخ أطفاله وعائلته بحجة نقله إلى المستشفى لمعالجته». وقال الوجيه المذكور الذي ترك بلدته ونزح إلى إحدى قرى وادي خالد «لدينا معلومات مؤكدة تثبت أن الشهيد آغا لم يفارق الحياة نتيجة الإصابة، إنما جرت تصفيته بعد اعتقاله وهو جريح ومن ثم أعيدت جثته إلى ذويه الذين رفضوا تسلمها ودفنها قبل معرفة حقيقة وفاته، لا سيما أن إصابته لم تكن خطيرة، غير أن عائلات البلدة ارتأت دفن الجثة تحسبا لأي طارئ قد يحصل».

وكشف هذا الرجل الستيني عن أن «بلدة هيت باتت منذ فجر اليوم (أمس) مقفرة وشبه خالية من سكانها، رجالا ونساء وأطفالا، وأن الأهالي نقلوا معهم حتى المواشي تخوفا من الأسوأ، ومن أي رد فعل قد يحصل من قبل عشيرة الشاب القتيل»، واصفا الوضع بـ«الحذر والمتوتر والسيئ للغاية».

إلى ذلك، أعلنت مصادر ميدانية أن «الجيش السوري زاد في الساعات الـ24 الماضية من وجوده وانتشاره العسكري على طول الحدود السورية مع شمال لبنان، وتحديدا بمحاذاة السواتر الترابية من جهة بلدات حاويك وهيت والبيوت امتدادا إلى بلدة العريضة السورية، المواجهة لبلدات أكروم، والنبي بري، وحلواص، والنصوب، والكنيسة، وحنيدر ووادي خالد اللبنانية. وهو يسير دوريات راجلة وأخرى مؤللة من دون انقطاع وعلى طرقات ترابية شقتها جرافات تابعة له على طول هذه الحدود»، مشيرة إلى أن «الجنود السوريين دائما ما يشاهَدون بالعين المجردة يعتلون السواتر الترابية ويراقبون المناطق اللبنانية المحاذية بالمناظير». وفيما تستمر عمليات النزوح، وإن بشكل أقل من السابق، بسبب الانتشار المحكم للجيش السوري على الحدود، أكد مصدر لبناني معني بشؤون النازحين السوريين لـ«الشرق الأوسط»، أن «23 شخصا من نساء وأطفال ومسنين وصلوا أمس إلى منطقة عكار اللبنانية قادمين من محافظة حمص السورية، هربا من الأوضاع المضطربة هناك»، مشيرا إلى أن «غياب الإعانات الدولية وسوء الاهتمام بأوضاع النازحين الموجودين في لبنان ما زال على حاله». ونقل المصدر عن بعض السوريين الوافدين حديثا إلى لبنان، أن «آلاف العائلات من مدينة حمص والقصير والمناطق الساخنة في محافظة حمص تركت منازلها وأرزاقها ولجأت إلى البساتين والحقول، وهي عاجزة عن الوصول إلى لبنان، بسبب عدم توفر وسائل لنقلهم، والأهم خوفا من المجازفة بالانتقال إلى لبنان مع عدم ضمان وصولهم بسبب الإجراءات المشددة على الحدود والمعابر الشرعية وغير الشرعية»، مشيرا إلى أنه «لو كان الانتقال إلى لبنان ميسرا لكان عدد النازحين إليه تجاوز العشرين ألف شخص».