«ثقافة التغيير السلمي والتخطيط الثوري» صفحة عبر «فيس بوك» لتأهيل الناشطين السوريين

تتضمن الأفكار والخطط التي يمكن استخدامها لتفعيل دور الانتفاضة

سوري يحتمي من رصاص قوات الأمن في حمص أمس في صورة مأخوذة من «يوتيوب»
TT

يعرف القيمون على صفحة «ثقافة التغيير السلمي والتخطيط الثوري» عبر «فيس بوك» صفحتهم على أنها «مساحة لتأهيل شباب الثورة السورية وتزويدهم بالمعلومات الضرورية عن مبادئ التغيير السلمي وأسسه واستراتجياته والوسائل اللازمة لحماية الأفراد وتطوير مهاراتهم ورفع مستوى أدائهم ميدانيا وفكريا، بهدف ترشيد الثورة السورية وتنظيمها ودعمها بالأفكار والدراسات والتحليلات العلمية النافعة والخطط العملية المدروسة».

وفي المبادئ التي يلتزم بها هؤلاء، نشر المعلومات الخاصة بالتوعية والتثقيف الثوري السلمي، مع الاعتذار عن نشر الأخبار والإعلانات على الصفحة الرئيسية حفاظا على تخصص الصفحة وتنظيم المعلومات.

ولا ينفي القيمون على الصفحة أن بعض التحليلات والدراسات والتكتيكات خاصة بصفحتهم في حين أن بعضها الآخر منقول من صفحات أخرى ومن مشاركات بعض الناشطين من هنا وهناك، لافتين إلى أنه قد تتم إعادة لصق الموضوع القديم مجددا في الصفحة الرئيسية إذا وجدت حاجة إلى ذلك، أو إذا تم تجديده وإضافة معلومات جديدة إليه.

ويقسم الناشطون المعلومات التي يتم تحميلها على صفحة «فيس بوك» ما بين «أفكار وخطط» و«نصائح للتوعية»، فيمدون الناشطين في القسم الأول بكل الأفكار والخطط التي يمكن استخدامها لتفعيل دور الانتفاضة. وكأحد الأمثلة يدعو هؤلاء «لاستخدام الحزام الجلدي كسلاح آمن للدفاع عن النفس». ويقولون: «يجب أن نتصدى لإرهاب النظام بوسائل بسيطة في متناول يد المتظاهر لا تخرجه عن سلميته، ويتخذها فقط للدفاع عن النفس وردع الشبيحة. وأبسط هذه الوسائل وأسهلها وأكثرها أمانا في الحمل الأحزمة الجلدية التي اعتاد الرجال ارتداءها، وهذه لا تفيد في ضرب الشبيحة وردعهم فقط، بل يمكن استخدامها في تكبيلهم لإعاقتهم أطول مدة ممكنة ومنع التفافهم على المتظاهرين».

ومن الخطط البسيطة التي يعممها الناشطون عبر «فيس بوك» سعي كل ناشط أسبوعيا لإقناع شاب من أصدقائه أو معارفه الذين يثق بهم بالثورة، ويشجعه على المشاركة في المظاهرات، ويتعاهد معه على التعاون والنصرة أثناء المظاهرة والثبات على الأرض، ثم يبدأ كل واحد من المنضمين الجدد بإعادة التجربة نفسها مع من يثق به من أصدقائه وأقربائه، وبذلك تتضاعف الأعداد تضاعفا مذهلا.

أما في خانة «التوعية والنصائح»، فيقول هؤلاء: «إذا كنت تريد أن تدعم الثورة وتخاف من النزول، فما عليك إلا مواجهة مخاوفك لتتحرر منها. اقترب من المظاهرات، وعش بأجوائها».

ومن النصائح أيضا «الكتابة على العملة السورية». وهنا يقول الناشطون: «من الممكن الاستفادة من العملة السورية في نشر شعارات الثورة وأفكارها ومبادئها، وفائدتها ضمان الانتشار الواسع، وعدم القدرة على التطويق، أو الإتلاف. بالإضافة إلى فاعليتها في كسر حظر النظام، وإعلان العصيان. فلمن لا يزال يخاف من التظاهر، من الممكن أن تفيد الثورة وتدعمها بهذه الطريقة، وتمارس النضال السلمي بأيسر وسيلة. ولكن وعلى الرغم من سهولة الأمر فيجب توخي الحذر والحرص، وعدم الإفراط في الكتابة على كل العملة الصادرة عنك». وهنا يقترح الناشطون بعض العبارات التي يمكن كتابتها على العملة ومنها: «حرية، يسقط النظام، الشعب والجيش يد واحدة، لا يوجد عصابات ولا مندسون فقط مجرمو الأمن، الإعلام السوري كاذب، التظاهر السلمي خير من حرب مسلحة، نرفض الحرب الأهلية، نرفض الطائفية، الدم السوري غال..».

وفي الوسائل السلمية لإرباك الأمن والقناصة وإعاقتهم وتحييد سلاحهم، يعدد الناشطون التالي: توزيع المتظاهرين بحيث يكون أصحاب الأجساد القوية والشجعان في المقدمة، البقاء مع الجماعة وعدم الانفراد عنها، ما يحمي المتظاهرين من رجال الأمن، الألوان الفاقعة والواضحة تجعل من المتظاهر هدفا مباشرا للقناصة ورجال الأمن فالأفضل الابتعاد عنها، قطع الطرق بالحجارة أو الإطارات واتخاذ سواتر كأكياس الرمل والسيارات أو الصفائح المعدنية، أو حاويات القمامة، أو البراميل المعدنية الثقيلة، الاستعانة بمجموعة من سيارات التحميل بحيث تدور متتابعة دون ترك فراغ حول المظاهرة فلا تسمح للشبيحة بالتسلل إلى المتظاهرين، وبهذا يمكن جعل المظاهرة تمتد لفترة أطول في أمان، الحرص على الوصول إلى مكان القناصة الذين يكونون محميين من قبل فرقة خاصة والالتفاف عليهم وإعداد الكمائن لهم للوصول إلى القناص والقبض عليه، استعمال مرايا تعكس أشعة الشمس وتعمي أبصار رجال الأمن والقناصة، صناعة الدخان الكثيف بإشعال الدواليب واستعمال القنابل الغازية، استخدام خراطيم المياه القوية..

ويشدد القيمون على صفحة «ثقافة التغيير السلمي والتخطيط الثوري» والتي تخطى المنتسبون إليها الألف، على ضرورة السعي لتنظيم الثورة والتأسيس لما بعدها ويقولون: «تحتاج الثورة السورية إلى أربعة أمور هامة: بنية تنظيمية قوية متماسكة معروفة وجديرة بالثقة، برامج واضحة لما بعد الثورة، إعلان ثوابت الثورة النضالية اليوم وصياغة ثوابت الثورة الاستراتيجية غدا».

ويرى هؤلاء أن «الثورة ما زالت تفتقد لبرامج تأسيسية واضحة لما بعد الثورة تطمئن الناس المتخوفين من الانجرار إلى مجهول لا تحمد عقباه»، معتبرين أن «غياب الثوابت العليا يصرف شريحة عريضة من المجتمع السوري عن دعم الثورة، ويهدد بمخاطر التفكك والاضطراب».