السعودية: محاكمة «التنظيم السري» تكشف علاقة زعيمه بشخصيات حزبية إسلامية

استضاف التونسي الغنوشي.. وسلم مسؤولا عراقيا أموال تبرعات

TT

لليوم الثاني على التوالي، واجهت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في السعودية، المتهم الأول في قضية التنظيم السري الذي يعتقد تورطه في السعي إلى الوصول للسلطة بالتعاون مع تنظيم القاعدة، بأدلة الادعاء العام ضده في القضية، وبشهادة اثنين من الشهود، وهما متهمان في ذات القضية تم إطلاق سراحهما بكفالة.

وكشفت مجريات المحاكمة، التي جرت في مدينة جدة الساحلية أمس، عن علاقة الرجل الأول في ما بات يعرف بقضية «التنظيم السري»، بشخصيات حزبية إسلامية عربية، بعضها ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، مثل راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية.

وأقر المتهم الأول في قضية «التنظيم السري»، باستضافته لمجموعة من الشخصيات الحزبية والسياسية من الكويت والجزائر وتونس، وذلك في إطار النشاط الذي كان يقيمه بشكل دوري في «الديوانية» الملحقة في منزله بمدينة جدة.

وكشف أحد الشهود الذين استمعت المحكمة لهم أمس في اعترافاته التي واجهه بها قاضي المحكمة، أن «ديوانية» المتهم الأول، جنحت منذ 6 سنوات نحو المواضيع السياسية الساخنة المعارضة لسياسة الحكام في العالم العربي، وذلك عبر استضافة مجموعة من رؤساء الأحزاب السياسية العرب.

وكشفت مجريات المحكمة، علاقة المتهم الأول في القضية، بكل من: عبد الله جاب الله رئيس حزب النهضة الجزائري، وراشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي عضو مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، وحاكم المطيري رئيس حزب الأمة الكويتي.

وأقر الرجل الأول في قضية «التنظيم السري»، باستضافته لهذه الشخصيات الحزبية في ديوانيته، لكنه أشار إلى أن حضورهم للديوانية جاء بإذن الجهات الرسمية.

وأشار المتهم الأول في القضية، إلى أن جاب الله والغنوشي وحاكم المطيري، هم بمثابة أصدقاء وإخوة له، لافتا إلى أن الموضوعات التي تطرح في الديوانية، تشمل القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية، والاهتمام بتوعية الشباب بالفكر الوسطي البعيد عن التطرف، في وقت كانت الديوانية تشهد إقبالا كبيرا من الشباب الذي تظهر عليه علامات الالتزام الديني أكثر من غيرهم.

كما جاء في اعترافات أحد الشهود التي تم تصديقها شرعا، تسليم المتهم الأول كيسا متوسط الحجم لرافع العيساوي (أيام كان مديرا لمستشفى الفلوجة) الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس الوزراء العراقي، به مبالغ مالية عبارة عن تبرعات.

وأقر الرجل الأول في التنظيم السري، بهذه الحادثة التي تمت في منزله، حيث كان توجد فيه مجموعة من العراقيين منهم رافع العيساوي، وتم تسليمه كيسا به مبالغ مالية، ذلك ليتم توزيعه على شكل أدوية ومواد إغاثية للعراقيين، بحسب ما جاء في دفاع المتهم.

وقال بيان صدر عن وزارة العدل السعودية، «واصلت المحكمة الجزائية المتخصصة الأربعاء، في جلستها السابعة والعشرين، نظر القضية المرفوعة على 16 متهما بجمع التبرعات بطرق غير نظامية وتهريب الأموال وإيصالها إلى جهة مشبوهة توظفها في التغرير بأبناء الوطن وجرهم إلى الأماكن المضطربة».

وأضاف البيان المقتضب «استكملت المحكمة عرض أدلة الادعاء العام على المتهم الأول، بالاستماع إلى شهادة المتهمين الثاني عشر والخامس عشر ضده، بخصوص ما وجه إليه من اتهامات عن اتصاله والتقائه عناصر من الجماعات المسلحة في العراق وجمعه للأموال بأساليب مخفية ومضللة للجهات الرسمية الرقابية بقصد تمويل الأعمال الإرهابية داخل المملكة وخارجها، وقدم المتهم الأول في إطار دفاعه عددا من المستندات إلى قاضي المحكمة».

وكان ملاحظا الارتباط في بعض الإجابات التي أدلى بها الشهود، عند سؤال القاضي لهم عن بعض ما ورد في اعترافاتهم، في وقت وجه فيه القاضي للمتهمين بشكل عام، بأهمية التزام الصدق في ما يقولونه داخل المحكمة.