مصريون بسطاء لـ «الشرق الأوسط»: مطالبنا معروفة ورئيس الحكومة يجب أن يكون قويا

ثوار التحرير يوحدون مطالب الثورة في الميادين

TT

اندهشت إحدى السيدات اللاتي كن يقفن منذ ساعات بانتظار بعض الإعانات التي تقدمها جمعية مصطفى محمود الخيرية بحي المهندسين بالجيزة عندما طرحنا عليها سؤالا: ماذا تريدين من حكومة الدكتور عصام شرف؟ حتى بدا لنا أن المرأة ذات الملامح الستينية لم تسمع جيدا فكررنا السؤال مرة أخرى، ولكن دهشتها ازدادت واكتفت بصمتها وبكلمات قليلة تتلعثم على شفتيها، فأم حسين، مطالبها قد تختلف كليا عن مطالب الثوار في ميدان التحرير والميادين الأخرى، وهي مثلها مثل غيرها من المصريين البسطاء الذين يختصرون أواصر الود بينهم وبين الحكومة، في طابور الصباح اليومي للحصول على بعض أرغفة الخبز، وفي طابور آخر يتجدد مع مطلع كل شهر للحصول على المعاش. وفي المسافة ما بين الطابورين لا يسترعي انتباه هؤلاء البسطاء أمور، رغم أهميتها السياسية فإنها تبدو لهم مزعجة، كتشكيل الحكومة أو تعثرها أو تحديد صلاحيات المجلس العسكري من عدمه، فالمهم لديهم أن تزيد الحكومة من رواتبهم أو رواتب ذويهم التي يتعيشون منها وأن توفر لهم حاجاتهم الأساسية بأسعار رخيصة، لذا لم تجب أم حسين إلا بعبارة معتادة «الحكومة كويسة».

ولكن تعثر رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف في تشكيل حكومة جديدة لإرضاء الثوار الذين لا يزالون معتصمين في التحرير وغيره من الميادين، لا يشغل بال الثوار، فالكثير من البسطاء في الشارع المصري يراقبونه بقلق وينتظرون من «حكومة الثورة» آمالا ووعودا كثيرة.

«الشرق الأوسط» استطلعت جوانب من هذا الترقب، فمن جهته يلقي محمد سيد، سائق تاكسي، اللوم على عصام شرف نفسه بسبب عدم الوفاء بهذه الوعود وعدم قدرته على تشكيل الحكومة التي تلبي مطالب الشعب قائلا «لو الحكومة اللي فاتت كانت عملت اللي الناس عايزاه ما كنش حد يقدر يطلب منها تمشي»، مؤكدا أن كثيرا من الآمال التي كان يعقدها هو والكثيرون لم يجدوا منها شيئا، وقال بحزن: «الحال لم يختلف كثيرا عن أيام مبارك.. وعشان كده الحكومة لازم تتغير»، أما عادل داود (بائع متجول) فيلقي باللوم على شرف نفسه وأنه لم يكن صارما منذ البداية فأتاح الفرصة للبعض لانتقاد حكومته والتدخل في عملها ويقول بغضب: «شرف ده لو راجل بصحيح اللي يقوله يتنفذ، ومش كل حد ميعجبوش وزير يمشيه لازم شرف يكون قوي وإحنا معاه».

ويؤكد توفيق حسن، عامل بأحد المستشفيات، أن السبب الرئيسي في الأزمة هو الشعب فيقول «الشعب ده ما بيرحمش جابوا للراجل الضغط (قاصدا الأزمة الصحية الأخيرة التي ألمت بالدكتور شرف) والناس الطيبة اللي زي شرف ما تنفعش مع الشعب ده وملهوش غير اللي يحكوموه بالنار»، يضيف توفيق: «أنا لو مكانه (شرف) أي حد يعترض على قراراتي ياخد علقة سخنة لأن المطالب تبقى بالأدب مش بقلة الأدب!»، وينتقد توفيق معتصمي التحرير مطالبا إياهم بإنهاء هذه البروباغندا السياسية، وأن ينظروا لمطالب الفقراء قبل أن يتشبثوا بمطالبهم من الحكومة أو المجلس العسكري.