«القاعدة» تتجه لإنتاج أفلام كارتون لتجنيد أطفال لتنفيذ عمليات

«قاعدة اليمن» تعلن ولاءها للظواهري في نسخة مجلة «إنسباير» بالإنجليزية

«القاعدة» تتجه لإنتاج أفلام كارتون لتجنيد أطفال لتنفيذ عمليات
TT

كشفت مؤسسة «كويليام» لمكافحة التطرف البريطانية أمس عن عزم تنظيم القاعدة إنتاج سلسلة أفلام كارتونية للأطفال لتعليمهم تاريخ «القاعدة» وتشجيعهم على اتباع خطى قادة الجهاد وارتكاب أعمال عنف إرهابية باستخدام صور وأفلام كارتونية تحمل اسم «القاعدة في جزيرة العرب». ونقلت «كويليام» في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس عن أبي الليث الليبي قيادي «القاعدة» في موقع «الشموخ الأصولي» قوله: «إن الفيلم الكارتوني عبارة عن قصة مثيرة تخبر الأطفال بحقائق أدت إلى تدهور العقيدة الإسلامية. ويتضمن الفيلم الكارتوني أحداثا حقيقية تجسد أعمالا سابقة نفذتها (القاعدة) من قبل، منها شن غارات وغزوات مسلحة وعمليات انتحارية، وهي بديلة لما يتم بثه من سموم علمانية لأطفالنا الغار»، على حد قول ابي الليث الليبي. وقد أفرج صانعو فيلم القاعدة الكارتوني عن أربع صور من الفيلم الكارتوني الذي بات جاهزا للعرض على الإنترنت باللغة العربية. من جهته قال نعمان ابن عثمان القيادي السابق بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة كبير محللي مؤسسة «كويليام»: «إن هذا الفيلم يوضح تطورا ملحوظا في أدبيات (القاعدة) تجاه الإعلام وتوظيفه، إنهم يتبعون طرقا جديدة لتجميل صورة الإرهاب بالنسبة للشباب حتى الأطفال منهم، ويكشف أيضا أنهم ينظرون إلى شبكة الإنترنت ووسائل الميديا الحديثة كأداة حاسمة لنشر أفكارهم». وأضاف «على الرغم من ذلك فإن (القاعدة) يمكن أن تتأثر بشكل سلبي، حيث إن أولياء أمور مسلمين كثيرين سيرون ذلك على أنه محاولة مباشرة من قبل (القاعدة) لخلق انقسامات داخل العوائل الإسلامية».

إلى ذلك، صدر عدد الصيف من مجلة «إنسباير» أو «الإلهام» الإلكترونية التابعة لتنظيم القاعدة باللغة الإنجليزية، وتعد الطبعة السادسة هذه هي الطبعة الأولى للمجلة منذ مقتل أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» في مدينة أبوت آباد الباكستانية مايو (أيار) الماضي. ويتصدر غلاف المجلة مقال بعنوان «حزن ورضا وطموح» يرثي فيه بن لادن. ويؤكد عنوان فرعي آخر أن «تنظيم القاعدة سيكون أكثر قوة رغم مقتل بن لادن».

كاتب المقال هو الأميركي من أصل يمني سمير خان الذي هرب إلى أبين باليمن العام الماضي.

وتشير مصادر فيدرالية إلى أن مجلة «إنسباير» تستخدم لتجنيد وضم عناصر إلى تنظيم القاعدة. وعبر خبراء في مكافحة الإرهاب عن الخوف من اجتذاب المجلة المصقولة بالألوان والبراقة للشباب الصغار سريعي التأثر.

ويعد سمير خان مؤلف قصة الغلاف أحد رؤساء تحرير المجلة. وكتب مقالات غالبية الطبعات الست التي نشرت حتى الآن. وفي هذا العدد قام سمير خان، وهو في أوائل العقد الثالث، بكتابة مقالين، أحدهما قصة الغلاف حول بن لادن. بدأ خان مقاله في رثاء أسامة بن لادن بوصف شعوره لدى سماعه أنباء مقتله.

وكتب «فجأة شعر العالم بفراغ كبير. هل حقا مات؟ هل حقا عادت روح الأسد إلى بارئها؟… كان من الصعب تصديق هذا نظرا للمكانة الرمزية التي يمثلها ضد الأخطاء والتدخلات الأميركية». وتدعي طبعة مجلة «إنسباير» في عددها السادس من مجلة تنظيم القاعدة الرسمية أن أسامة بن لادن خاض «معركة شرسة» مع القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية أدت إلى مقتله في مايو (أيار). وذكرت المجلة في مدح زعيم تنظيم القاعدة: «لقد واجههم ولم يكن بحوزته أي سلاح سوى نفسه وقوته ضد جميع قواتهم وأعدادهم. وقبل التحدي مع معداتهم الكثيرة وآلياتهم وأسلحتهم وطائراتهم وقواتهم. ولم تكل عزيمته في مواجهتهم ولم تخر قواه. بل وقف وواجههم وجها لوجه في معركة حامية الوطيس... أدت إلى مقتله برصاص الغدر». ولكن هذه الرواية المرتبطة بتنظيم القاعدة بأنه كان أعزل عند مقتله تنافي رواية البيت الأبيض عن «مقاومة» بن لادن لقوات مشاة البحرية الأميركية. وتبدو مجلة «إنسباير» - التي يعتقد أنها من بنات أفكار سمير خان، الشاب الأميركي الذي كان يعيش في ولاية كارولينا الشمالية، والذي سافر إلى اليمن للالتحاق بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية - الأنشط حتى الآن، وتضم قسما تقوم فيه بالإجابة عن الأسئلة وتطلب من القراء إرسال أسئلتهم إلى أنور العولقي أحد قادة التنظيم.

وفي المجلة أيضا تأكيد من تنظيم «قاعدة اليمن» بدعمه لأيمن الظواهري الذي عين على رأس التنظيم بعد مقتل قائده أسامة بن لادن، وذلك وفق العدد من مجلته الناطقة بالإنجليزية «إنسباير». وأوردت افتتاحية للمجلة أن الظواهري الذي كان اليد اليمنى لبن لادن «كان في مقدم المعركة الإسلامية وسيقود التنظيم الذي ساعد في إنشائه». وأضافت افتتاحية المجلة المؤرخة في 18 يوليو (تموز) «نسأل الله أن يوفق الشيخ أيمن في هذه المهمة الكبرى». وتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي مقره في اليمن ولد من دمج الفرعين اليمني والسعودي لـ«القاعدة» في يناير (كانون الثاني) 2009.

ويشن التنظيم هجمات على قوات الأمن اليمنية في جنوب البلاد وشرقها. وعينت «القاعدة» في يونيو (حزيران) الظواهري (59 عاما) خلفا لأسامة بن لادن الذي قتل في هجوم أميركي في مايو الماضي في باكستان.