حركة طالبان تتهم الأميركيين بقرصنة هواتفها لإعلان وفاة الملا محمد

ادعت أن واشنطن تخترق هواتف مسؤوليها

TT

اتهم متمردو طالبان، أمس، «الأعداء» بقرصنة الهواتف الجوالة للناطقين باسمهم من أجل نشر أنباء كاذبة عن وفاة القائد الأعلى للحركة، الملا محمد عمر، التي نفوها بشدة. وصباح أمس تلقت وكالة الصحافة الفرنسية ووسائل إعلام أخرى رسالة نصية أرسلت من هاتف يستخدمه عادة ذبيح الله مجاهد، أحد الناطقين باسم الحركة، تقول إن «قيادة إمارة أفغانستان الإسلامية تعلن أن أمير المؤمنين توفي (رحمه الله)». و«إمارة أفغانستان الإسلامية» هو اسم نظام طالبان التي تولت قيادة أفغانستان بين 1996 و2001 وعلى رأسها الملا محمد عمر الذي أعلن في 1996 «أميرا للمؤمنين» من قبل مجلس من رجال الدين الأفغان.

وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية قال مجاهد إنه «ينفي نفيا قاطعا هذا التأكيد».

وأضاف: «لسنا على علم بخبر كهذا. الأميركيون قاموا بقرصنة هواتفنا الجوالة، وأرسلوا هذه الرسالة إلى وسائل الإعلام». ونفى ناطق آخر باسم طالبان، قاري يوسف أحمدي، أيضا هذا النبأ، وقال: «إنها رسالة خاطئة. الغربيون قاموا بقرصنة هواتفنا وأرسلوا هذه الرسالة من أرقامنا إلى كل العالم». وأضاف: «هذا خطأ.. لم يمت.. إنه على قيد الحياة». ونقلت وسائل إعلام أخرى رسالة إلكترونية طويلة جدا تفيد بأن الملا عمر توفي، وأن خليفته على رأس الحركة هو غل آغا، الرئيس السابق للجنة المالية لطالبان. وفي بيان، أكدت طالبان أن موقعها على الإنترنت تعرض للقرصنة أيضا. وقالت إن «إمارة أفغانستان الإسلامية تدين بشدة هذه السرقة التقنية والسلوك الإجرامي للعدو وتدعو أمة المجاهدين إلى عدم الإصغاء لاختراعات العدو أو تصديق دعايته». وقال صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية إنه لا يمكن منذ أيام دخول الموقع الإلكتروني لطالبان التي تخوض حركة تمرد ضد الحكومة الأفغانية وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.

وصرح عبد الوهاب صالح، نائب رئيس الوكالة الأفغانية للاستخبارات في قندهار، مهد حركة طالبان، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، أن الوكالة الأفغانية لم تتلق حتى الآن أي تأكيد رسمي لوفاة الملا عمر.

وقال: «لدينا معلومات تفيد بأن طالبان بثت رسالة نصية من هذا النوع، لكن مصادرنا والحكومة لم تتلق أي تأكيد رسمي لوفاته».

وكانت مصادر في الاستخبارات الأفغانية أعلنت وفاة الملا عمر الذي حددت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يسهم في العثور عليه، في مايو (أيار) لكن الحركة نفت ذلك بشدة.

وأعلنت وكالة الاستخبارات الأفغانية بعد ذلك أن الملا عمر «اختفى» من مخبئه في باكستان.

ومحمد عمر الذي كان متكتما جدا على رأس الحركة خلال حكمها لأفغانستان، لم يظهر علنا منذ إسقاط طالبان في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2001 على أثر تدخل عسكري قادته الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول). وشنت الولايات المتحدة الهجوم بعد رفض محمد عمر تسليمها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي كان «ضيف شرف» لدى طالبان وتبنى الاعتداءات. وتمكن بن لادن والملا محمد عمر من الفرار إلى باكستان.

وترى واشنطن وكابل أن محمد عمر والقادة الرئيسيين للتمرد تمكنوا من اللجوء إلى مدن باكستان، وهذا ما تنفيه إسلام آباد بشدة. وقتل بن لادن في الثاني من مايو برصاص فرقة كوماندوز أميركية، بينما كان في منزله في أبوت آباد على بعد 100 كلم تقريبا شمال إسلام آباد.

وأدى كشف وجود أسامة بن لادن في المدينة (الثكنة)، على الرغم من أن باكستان حليفة الولايات المتحدة في المنطقة، إلى إعادة إشعال الجدال حول عدم كفاءة أو تواطؤ قسم من الاستخبارات الباكستانية مع التنظيم الإسلامي.