اشتباكات في جنوب أفغانستان مع الاحتفال بنقل مسؤولية الأمن في لشكركاه

إقليم هلمند شهد أشرس المعارك في الحرب الدائرة منذ 10 أعوام

القوات الأفغانية في انتظار تسلم المهام الأمنية من القوات الدولية في ولاية هلمند أمس (إ.ب.أ)
TT

اقتحم مسلحان مركزا للشرطة في مدينة قندهار المضطربة بجنوب أفغانستان أمس، وقتلا رئيس المركز مع بدء تسليم مسؤوليات الأمن للقوات الأفغانية في إقليم مجاور. وتذكر المعركة التي استمرت تسع ساعات في قندهار بالتحديات التي تنتظر الجيش والشرطة الأفغانية مع بدء عملية نقل المسؤولية الأمنية بخطى بطيئة بهدف بسط السيطرة على البلاد بالكامل بحلول نهاية عام 2014. وقال قائد شرطة قندهار عقب انتهاء الاشتباكات قتل ثلاثة من رجال الشرطة وأصيب ستة حين هاجم مسلحان مركزا للشرطة. وأضاف أن المسلحين وهما من طالبان لقيا حتفيهما، وأن الهجوم انتهى في ساعة متأخرة من الصباح. وتابع أن الشرطة تمشط المركز للتأكد من عدم اختباء مسلحين هناك. وفي مدينة مزار الشريف قال متحدث باسم الشرطة إن دراجة ملغومة انفجرت مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وإصابة ثمانية من بينهم طفلان. ومزار الشريف في الشمال إحدى سبع مناطق تسلم القوات الأجنبية المسؤولية الأمنية فيها إلى القوات الأفغانية الأسبوع الحالي. وأبدى الرئيس حميد كرزاي منذ فترة رغبته في اضطلاع البلاد بمسؤولية الأمن وتساعد الدول الغربية التي أرهقتها تكلفة الحرب، سواء المادية أو البشرية في تدعيم القوات الأفغانية لتمهيد الطريق لعودة قواتها للوطن. وانتقلت المسؤولية الأمنية في لشكركاه، عاصمة إقليم هلمند المجاور لقندهار للشرطة والجيش الأفغاني أمس، فيما يوصف بأنه قد يكون أبرز مراسم تسليم المسؤوليات الأمنية. ويشهد الأسبوع الحالي سبعة احتفالات من هذا النوع. ويقر ضباط أفغان وأجانب بأنه لن يكون هناك تغيير فعلي نظرا لأن القوات الأفغانية تسيطر بالفعل على هذه المناطق منذ أشهر طويلة.

وشهد إقليم هلمند بعضا من أشرس المعارك في الحرب الدائرة منذ نحو عشرة أعوام وسقط في الإقليم أكبر عدد من القتلى من القوات الأجنبية مقارنة بالأقاليم الأخرى وما زالت طالبان تسيطر على بعض المناطق في هلمند.

وانتقال المسؤولية الأمنية في عاصمة الإقليم يهدف لتوجيه رسالة بأن القوات الأفغانية متأهبة وراغبة في تولي السيطرة في مناطق تنطوي على تحد أكبر من إقليمي باميان وبانجشير المعاديين لطالبان، وهما أيضا ضمن المناطق التي تشملها المرحلة الأولى من انتقال المسؤوليات الأمنية. ويعقب احتفال مدني في لشكركاه يتضمن إلقاء كلمات مراسم احتفال عسكري تلقي في نهايته قوات حلف شمال الأطلسي التحية العسكرية وتغادر بشكل رمزي. وتبقى القوات في قواعد على بعد كيلومترات قليلة من المدينة على أهبة الاستعداد للمساعدة في حالة حدوث أزمة كبرى.

وشددت القوات الأفغانية الإجراءات الأمنية بعد تهديدات بعرقلة مراسم تسليم مسؤوليات الأمن وسلسلة من الهجمات والاغتيالات في أرجاء البلاد. واصطفت قوات الشرطة والجيش حاملة بنادق «إيه كيه - 47 وام - 16»، بينما أحاطت أعلام أفغانستان بالمكان الذي أقيم فيه الاحتفال.