صربيا تعتقل آخر مطلوب للمحكمة الدولية.. وتعزز تطلعاتها الأوروبية

هادجيتش متهم بقتل المئات وتهجير الآلاف.. وترحيب دولي بتوقيفه

هادجيتش أثناء اعتقاله بمنطقة فروسكا الصربية أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتقلت صربيا أمس غوران هادجيتش آخر الملاحقين لدى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة الذي كان لا يزال فارا، والمتهم بقتل مئات المدنيين الكروات وبارتكاب مجزرة فوكوفار خلال الحرب في كرواتيا بين عامي 1991 و1995.

وقد اعتقل غوران هادجيتش، 52 عاما، في الساعة السادسة و24 دقيقة صباحا، كما أعلن الرئيس بوريس تاديتش في مؤتمر صحافي، موضحا أن الاعتقال حدث في منطقة فروسكا غورا التي تبعد مائة كلم شمال غربي بلغراد. وأضاف تاديتش: «بذلك، تغلق صربيا الفصل الأكثر صعوبة في التعاون مع محكمة لاهاي». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول مطلع على القضية قوله: «اعتقلناه بينما كان على وشك مقابلة أحد المساعدين. غير مظهره نوعا ما ولديه وثائق مزورة. لم يقاوم الاعتقال لكننا كنا مستعدين لأي مفاجآت».

من جانبه، قال المتحدث باسم المدعي الصربي لجرائم الحرب برونو فيكاريتش إن غوران هادجيتش سينقل إلى لاهاي في مهلة أقصاها سبعة أيام مقررة في القانون الصربي. ويبدأ سريان هذه المهلة لدى مثول غوران هادجيتش أمام المحكمة الخاصة لجرائم الحرب.

وأعرب الرئيس تاديتش عن الأمل في أن يحفز اعتقال غوران هادجيتش التطلعات الأوروبية لصربيا التي تأمل في الحصول بنهاية العام على صفة المرشح للاتحاد وعلى موعد لبدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي بيان مشترك، رحب رئيسا الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي والمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ووزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، «باعتقال السلطات الصربية غوران هادجيتش». وأضافوا: «هذه خطوة إضافية مهمة لصربيا نحو تحقيق تطلعاتها الأوروبية»، وهو التعبير الذي عادة ما يستخدم للحديث عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في النهاية، مطالبين بـ«الإسراع» في نقل غوران هادجيتش إلى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي. ورحب المدعي في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة سيرج برامرتس باعتقال هادجيتش. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت وهو مبعوث سابق للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للمنطقة، إن اعتقال هادجيتش يطوي صفحة مهمة في تاريخ أوروبا الحديث، وأضاف بيلت: «أنا أهنئ صربيا بحرارة».

ويتهم القضاء الدولي هادجيتش بالضلوع في قتل مئات المدنيين الكروات وفي ترحيل عشرات الآلاف منهم إضافة إلى آخرين من غير الصرب من جانب القوات الصربية خلال حرب كرواتيا بين 1991 و1995. وكان هادجيتش «رئيس جمهورية كرايينا الصربية» خلال حرب كرواتيا التي كانت تشكل نحو ثلث أراضي كرواتيا.

ويبقى اسم هادجيتش مرتبطا خصوصا بمجزرة مستشفى فوكوفار في نوفمبر (تشرين الثاني) 1991 التي قتلت فيها القوات الصربية نحو 250 كرواتيا وآخرين من غير الصرب كانوا لجأوا إلى مستشفى هذه المدينة في شرق كرواتيا، وذلك بعد ضربهم وتعذيبهم.

من جهة أخرى، وصف عمدة فوكوفار، زيليكو سابو اعتقال هادجيتش بأنه «بشرى كبيرة» لمدينته. وأعرب عن الأمل في أن يساعد هذا الاعتقال في توضيح مسألة المفقودين لدى سقوط فوكوفار في نوفمبر 1991.

ويأتي اعتقال هادجيتش بعد نحو شهرين من اعتقال راتكو ملاديتش القائد العسكري السابق لصرب البوسنة في 26 مايو (أيار) في قرية لازاريفو الواقعة على بعد ثمانين كلم شمال شرقي بلغراد. وملاديتش متهم بارتكاب إبادة من جانب محكمة الجزاء الدولية لدوره خلال حرب البوسنة بين 1992 و1995.

ورغم أن هادجيتش يعتبر أقل أهمية من ملاديتش أو رادوفان كراجيتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي اعتقل في بلغراد في يوليو (تموز) 2008، فإن اعتقاله هو آخر ما كانت تطالب به محكمة لاهاي. وبذلك، تكون صربيا قد اعتقلت 44 متهما تطالب بهم محكمة الجزاء، الأمر الذي يعزز موقفها حيال الاتحاد الأوروبي. ويعد هادجيتش أيضا آخر متهم على قائمة تضم 161 شخصا تطالب محكمة يوغوسلافيا السابقة باعتقالهم لدورهم خلال الحروب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة خلال التسعينات.

ورغم أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 27، تطالب بلغراد أيضا بالتقدم في حوارها الذي بدأته في مارس (آذار) مع كوسوفو وبتبني العديد من التشريعات، كقانون حول إعادة الممتلكات المصادرة بعد الحرب العالمية الثانية من قبل نظام تيتو، فإنه يمكن للقادة الصرب أن يتفاءلوا حيال طموحاتهم الأوروبية في نهاية العام.