اليمن: محاولة اغتيال فاشلة لأحد زعماء المعارضة.. ومقتل خبير أجنبي في عدن

إقرار صيغة لمجلس وطني للقوى الثورية اليمنية

يمنيون يتجمعون حول السيارة التي أدى تفجيرها إلى مقتل بريطاني في عدن بجنوب اليمن، أمس (أ.ف.ب)
TT

تعرض أحد قادة المعارضة اليمنية البارزين، أمس، لمحاولة اغتيال. وفي الوقت الذي أدانت المعارضة اليمنية الحادثة، فقد عبرت أحزاب «اللقاء المشترك» عن موقفها من إعلان بعض الائتلافات الشبابية عن تشكيل مجلس رئاسي مؤقت، فبعد صمت دام عدة أيام من الإعلان، خرجت أحزاب «المشترك» عن صمتها وقالت إنها على وشك تشكيل مجلس وطني، في وقت ازدادت الأوضاع الأمنية سوءا، بعد مقتل خبير بريطاني في حادث تفجير بعدن، بينما استمرت الأوضاع الأمنية في التوتر في شمال صنعاء.

وقالت أحزاب «اللقاء المشترك» إن محمد عبد الله اليدومي، رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر أحزاب المعارضة، تعرض بعد ظهر أمس، لمحاولة اغتيال، واتهمت من وصفتهم بـ«بقايا النظام العائلي» بالتورط في الحادث، وقالت إن الهدف من ذلك هو «محاولة للتصعيد وخلط الأوراق والزج بالوطن في أتون حرب أهلية، تتوهم بقايا عائلة صالح أنها ستمكنهم من البقاء على كرسي الحكم»، حسب بيان للمعارضة.

وقال البيان إن «(اللقاء المشترك) إذ يحمل قيادة الأمن القومي، وقائد الحرس الجمهوري، وقائد الحرس الخاص، وقائد الأمن المركزي، مسؤولية هذا الحادث الإجرامي - ليحذرهم من مغبة اللعب بالنار، فالشعب لهم بالمرصاد ولن تثنينا ممارساتهم الإجرامية عن نهج الثورة السلمية التي سوف تطيح ما تبقى من فلولهم وترميهم إلى مزبلة التاريخ»، ودعت المعارضة اليمنية «كافة القوى الثورية إلى المزيد من اليقظة والحذر، ورفع وتائر التصعيد الثوري السلمي لإسقاط بقايا وفلول هذا النظام العائلي العفن».

ويعد اليدومي، في الوقت الحالي، أبرز قيادات الإخوان المسلمين في اليمن المؤطرين حزبيا، وكان في السابق عقيدا في جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، قبل أن يتركها في عهد الرئيس علي عبد الله صالح.

من ناحية أخرى، لقي مواطن بريطاني، أمس، مصرعه في انفجار شديد في مدينة عدن، وحسب شهود عيان فإن الخبير الأجنبي الذي يعمل مديرا لإحدى الشركات الملاحية، انفجرت به سيارته بمجرد أن أدار محركها أثناء خروجه من الفندق الذي تتخذ منه الشركة مقرا لها، وقالت المصادر إن السيارة تحولت إلى ركام محترق وإن جثة المواطن الغربي تفحمت، إضافة إلى أن نوافذ المنازل المجاورة دمرت جراء قوة الانفجار.

وذكرت مصادر في عدن أن عدة مواطنين أصيبوا في حادث التفجير الذي وقع بعد ساعات من دعوة بريطانيا إلى سرعة نقل السلطة في اليمن من الرئيس علي عبد الله صالح إلى نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي.

وفي التطورات الأمنية باليمن، قتل 3 أشخاص وجرح 5 آخرون في تجدد قصف قوات الحرس الجمهوري لمنطقة أرحب بشمال صنعاء، وذلك بعد قرابة مرور 24 ساعة على مقتل أسرة كاملة من 5 أفراد في القصف المدفعي وبقذائف «الكاتيوشا».

من جهة ثانية، واصل ضباط وجنود في القوات المسلحة والأمن انضمامهم إلى الثورة الشبابية المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس صالح، ففي محافظة لحج بجنوب البلاد، انضم أكثر من 70 ضابطا وجنديا من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والشرطة إلى الثورة، في مهرجان حاشد شهدته مدينة طور الباحة، مركز مديريات الصبيحة في الجنوب.

من جانبهم، حذر ضباط وأفراد القوات المسلحة في القاعدة الجوية بمحافظة الحديدة من استمرار التصعيد من جانب القيادة المركزية للقوات الجوية ضدهم، حيث تحدثت المصادر عن مصادمات وشيكة بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والقوات المؤيدة للثورة الشبابية، وبالأخص في القاعدة الجوية بالحديدة التي أعلنت منذ اليوم الأول تأييد الثورة وتخوض مواجهات مع القوات الموالية.

وحسب ضباط وطيارين فقد جرى تحميل قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس صالح، ونجل الرئيس العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، المسؤولية عن أي مصادمات تجري داخل المعسكرات.

على الصعيد السياسي، عاد جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إلى صنعاء لاستئناف مساعي المنظمة الدولية لحل النزاع الجاري في اليمن، وقالت مصادر رسمية إن بن عمر التقى، أمس، الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني، وبحث معه «آخر المستجدات على الساحة اليمنية وكذا دور الأمم المتحدة في حل الأزمة التي تمر بها بلادنا وما يمكن أن تلعبه منظمة الأمم المتحدة في تفعيل وتنشيط الحوار بين مختلف الأطراف السياسية»، وحسب ذات المصادر، فقد «أكد بن عمر دعوة الأمم المتحدة لكافة الأطراف السياسية في الجمهورية اليمنية إلى الدخول في حوار بناء، مشيرا إلى أن مسؤولية الوصول لحل هذه الأزمة تقع على عاتق اليمنيين أنفسهم».

وخلال لقائه المبعوث الدولي، دعا وزير الداخلية اليمني، اللواء الركن مطهر رشاد المصري «المجتمع الدولي إلى تبني موقف الأمم المتحدة الداعي إلى الحوار، باعتباره الخيار الوحيد الذي سيمكن اليمن من الخروج من هذه الأزمة، والتغلب على تداعياتها وانعكاساتها السلبية على الوضع الاقتصادي والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي».

وكان المبعوث الدولي زار اليمن أكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين وبحث مع كافة الأطراف اليمنية جملة من المقترحات في ضوء المبادرة الخليجية، غير أنه وعلى الرغم من موافقة الأطراف اليمنية المتصارعة على المقترحات الأممية، فإنه لم يؤخذ بها.

في سياق آخر، أقرت اللجنة التحضيرية المصغرة للجنة التحضيرية للحوار الوطني، الشريكة الرئيسية لأحزاب المعارضة في اليمن، صيغة لمجلس وطني للقوى الثورية، في إشارة واضحة إلى رفض المعارضة ما أعلنه شباب الثورة من مجلس رئاسي انتقالي قبل بضعة أيام، والذي ضم 17 شخصية وطنية من المعارضة في الداخل والخارج.