مئات من الخريجين العاطلين ينسحبون من مقر حزب الاستقلال المغربي في الرباط

قائد الائتلاف الحكومي لجأ إلى «مظاهرة قوة» تزعمها حميد شباط

TT

أخلى خريجون جامعيون عاطلون عن العمل مقر حزب الاستقلال في الرباط فجر أمس الأربعاء بعد مفاوضات شاقة جرت خلال ليلة أول من أمس. وقال مصدر في حزب الاستقلال الذي يقود الائتلاف الحكومي إن الطرف الذي فاوض العاطلين المحتجين ليس الحزب وإنما سلطات ولاية (محافظة) الرباط. وكانت بعض المصادر أشارت إلى أن إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ساهم في التوصل إلى التسوية. وكان هؤلاء الخريجون العاطلون احتلوا مقر الحزب يوم الأربعاء الماضي، مطالبين بتوظيفهم في الإدارات الحكومية.

وقال مسؤول بمقر حزب الاستقلال لـ«الشرق الأوسط» إن سلطات ولاية الرباط «بدأت الحوار والمفاوضات مع الشباب المحتل لمقر الحزب في التاسعة والنصف حتى حدود الثانية من فجر الأربعاء». وأضاف أن إخراج العاطلين تم فجر أمس، لكن المصدر نفى معرفته بالطريقة التي تم بها إقناع العاطلين المحتجين الذين احتلوا مقر الحزب لأكثر من أسبوع، وأضاف أنه لا علم له «بالتفاصيل ولا بالنتائج التي انتهت إليها المفاوضات بين الطرفين»، وزاد المصدر نفسه مؤكدا: «لا علاقة لحزب الاستقلال بأي دور في إخراج المحتجين من المقر، ولم نشارك في التسوية».

وقالت مصادر إعلامية إن محضر اتفاق وقع بين الجانب الحكومي والمحتجين يشير إلى التزام بتوظيف الخريجين العاطلين في السنة المقبلة. ولم يتسن التأكد لدى سلطات ولاية الرباط من الضمانات التي تلقاها الخريجون الجامعيون العاطلون عن العمل لإنهاء احتلال مقر حزب الاستقلال. وقالت مصادر من الخريجين قبل ذلك إنهم لن يقبلوا بديلا قبل خروجهم إلا تسوية تؤدي إلى توظيفهم في القطاع الحكومي.

وعلى الرغم من إخلاء مقر حزب الاستقلال من جميع من كانوا بداخله، الذين قدرتهم مصادر حزبية بنحو 4000 خريج عاطل، فإن المقر لم يستأنف عمله بطريقة عادية، حيث ظل باب مدخل المقر مغلقا، وانتشرت أمامه عشرات من رجال الشرطة والقوات المساعدة، كما منعت السيارات من التوقف بالقرب من المقر تفاديا لأي احتمال.

يذكر أن حزب الاستقلال لجأ بشكل غير مباشر إلى استعمال ممارسة «ضغط غير مباشر» على خلاف ما تردد من أنه لجأ إلى «المنظمة الشبابية» للحزب لإنهاء اعتصام العاطلين بالقوة، وكان حميد شباط القيادي في الحزب وعمدة فاس قد اصطحب مجموعات من شباب حزب الاستقلال حيث كانوا يعتزمون مهاجمة المعتصمين وإخراجهم بالقوة، بيد أن الشرطة حالت دون ذلك ومنعتهم من دخول مقر الحزب خشية حدوث صدامات بين الجانبين. يشار إلى أن شباط، وهو في الوقت نفسه نقابي يقود اتحادا عماليا، يحظى بشعبية تزداد داخل حزب الاستقلال، نظرا لمواقفه التي تتسم بالجرأة وإثارة الجدل.