عمال الإغاثة في إثيوبيا يكافحون للتعامل مع تدفق اللاجئين الصوماليين

كلينتون تحذر حركة الشباب الإسلامية من عرقلة وصول المساعدات للمناطق المنكوبة

TT

اكتشف موظفو الأمم المتحدة الذين يديرون مخيما للاجئين الصوماليين في منطقة كوبي بإثيوبيا، أمرا محزنا. فقد تم اكتشاف مقبرة صغيرة تضم 36 قبرا بين الخيام وأكوام القمامة في المخيم.

وأقام القبور التي حددت معالمها بالصخور وأفرع الأشجار أقارب الصوماليين الذين لم ينجوا من الجوع والجفاف والرحلة المضنية إلى الجارة إثيوبيا. والأجزاء المرتفعة من التراب على القبور معظمها صغيرة، مما يشير إلى أن معظم الضحايا من الأطفال. ولا تزال قبورهم شاهدا صامتا على المعاناة التي سببها العنف والجوع في الصومال لشعب ذاك البلد. وصنف مارك بودين، منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة في الصومال، الوضع في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي بأنه «حالة مجاعة». وقال بودين إن الوضع «صادم وبائس»، مطلقا مناشدة للمتبرعين. ومن بين اللاجئين في كوبي دهيبة، التي سارت لخمسة أيام مع زوجها إبراهيم وابنهما البالغ من العمر تسعة أعوام حتى وصلوا إلى منطقة دولو أدو، حيث يوجد مخيم كوبي ومخيمان آخران.

وتركت خلفها قبري أمها وشقيقتها اللتين لما تنجيا من المجاعة. وتقول دهيبة: «فقدنا مزرعتنا وكل ماشيتنا. كل ما تبقى لنا هو أطفالنا»، وتضيف: «الآن، يتعين علينا الكفاح من أجل إبقائهما على قيد الحياة». لكن أطفالهما مرضى، إما لأنهم يعانون من سوء تغذية خطير أو يعانون من الملاريا. اثنان من أبنائها نحيفان وضعيفان للغاية ويرقدان بلا حراك في كوخ العائلة المغطى بالخرق البالية.

وتعد دهيبة من المحظوظات، لعثورها على مكان خال لعائلتها في مخيم كوبي، الممتلئ بالفعل بنحو 25 ألف لاجئ، بعد افتتاحه فقط بأسابيع قليلة.

وقال جو هيجانور، منسق بمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) خلال زيارة للمنطقة، إنه «يجري بالفعل إعداد مخيم آخر هو مخيم هالوين».

وسيستوعب المخيم الجديد 35 ألف لاجئ صومالي. وقال هيجانور إن بعض اللاجئين وصلوا على متن شاحنات مكتظة بالبشر، لكن الغالبية العظمى ساروا عبر الحدود.

ومن جهة أخرى أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقديم 28 مليون دولار مبلغا إضافيا كمساعدات للصومال واللاجئين الصوماليين في كينيا، وطالبت الجهات المانحة العالمية بدفع المزيد من الأموال لمساعدة أكثر من 10 ملايين شخص في القرن الأفريقي يعانون أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من ستين عاما. وقالت كلينتون في تصريحات أثناء زيارتها للهند «إن الولايات المتحدة لا تستطيع حل الأزمة في منطقة القرن الأفريقي وحدها، ولا بد أن تلتزم جميع الجهات المانحة في المجتمع الدولي باتخاذ خطوات إضافية لتقديم المساعدات الفورية وتعزيز القدرات في المنطقة للاستجابة للأزمات في المستقبل».

وحذرت كلينتون من تفاقم الأوضاع في الصومال بسبب سيطرة المتمردين التابعين لتنظيم القاعدة على المناطق المنكوبة وأضافت أنها «متفائلة بحذر» أن المسلحين لن يعرقلوا وصول المساعدات الدولية إلى المناطق التي تضريها المجاعة. وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى الصومال 430 مليون دولار خلال العام الجاري.

وأشارت كلينتون إلى أن الولايات المتحدة عملت مع شركائها على زيادة التمويل لنظم الإنذار المبكر وتعزيز المساعدات غير الغذائية في قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي، بهدف العمل على كسر حلقة الجوع مرة واحدة وإلى الأبد، ومعالجة الأسباب الجذرية للجوع وانعدام الأمن الغذائي من خلال توفير تقنيات زراعية مبتكرة. كانت الأمم المتحدة قد أعلنت انتشار المجاعة في منطقتين في جنوب الصومال وحذرت من احتمالات انتشار المجاعة في مناطق أخرى خاصة في كينيا وإثيوبيا وجيبوتي، ما لم تتحرك الجهات المانحة بسرعة. وحذرت من أن منطقة القرن الشرقي لأفريقيا معرضة للدخول في مرحلة انعدام للأمن الغذائي بسبب الجفاف الذي تعاني منه المنطقة منذ عامين وأدى إلى جفاف المحاصيل ومقتل المواشي والارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية. وأوضح منسق الشؤون الإنسانية بالصومال مارك بودين أن منطقتي جنوب باكول وشيبلي بالصومال تعانيان من أسوأ مجاعة في المنطقة منذ عشرين عاما بسبب ضعف المحاصيل وتفشي الأمراض المعدية، مطالبا بالقيام بإجراءات استثنائية لتوفير الإغاثة.

وقال بودين «إن كل يوم تأخير يعرض حياة الأطفال وعائلاتهم للموت». واتهم حركة الشباب الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة بعرقلة عمل وكالات المعونة الإنسانية ومنع وصول المساعدات إلى جنوب الصومال. وأوضح أن الحركة تسيطر على أجزاء من العاصمة مقديشو ووسط الصومال، وتسعى الأمم المتحدة لتحسين قدرتها على الوصول إلى مهابط الطائرات في الأراضي التي تسيطر عليها حركة الشباب بحيث يمكن توفير كميات كبيرة من المواد الغذائية للصوماليين في المناطق المنكوبة.