دول «صديقة» تطالب تل أبيب بالكف عن استخدام «الموساد» جوازات سفرها

دبلوماسي مقرب: سمعة إسرائيل العالمية سيئة جدا في هذا المجال

جانب من خيام الاعتصامات في «ميدان التحرير الاسرائيلي» بتل أبيب للاحتجاج على ارتفاع الأسعار لا سيما أجور السكن، أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن عدة دول تعتبر نفسها صديقة لإسرائيل، توجهت إليها بـ«طلب حازم» أن تكف عن استخدام جوازات سفرها في نشاطات عملاء «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية). وقالت هذه المصادر إن الحديث لا يجري عن دول كانت إسرائيل، حسب مصادر أجنبية، قد استخدمت جوازات سفرها في عملية اغتيال رئيس قسم مشتريات السلاح في حماس محمود المبحوح في دبي في مطلع السنة الماضية، مثل استراليا وبريطانيا وآيرلندا وفرنسا وألمانيا وغيرها، إنما الحديث يجري عن دول أخرى، غربية بالأساس، ولكن يوجد بينها أيضا دول آسيوية وأفريقية وأوروبية شرقية.

يذكر أن شرطة دبي اتهمت إسرائيل باغتيال المبحوح في 20 يناير (كانون الثاني) 2010، وكشفت أسماء 33 شخصا قالت إنهم عملاء «الموساد» وشاركوا في جريمة الاغتيال. ثم كشفت أنهم دخلوا إلى دبي بجوازات سفر أجنبية. وعلى أثر ذلك أقدمت بريطانيا على طرد مسؤول الموساد في السفارة الإسرائيلية في لندن، عقبتها بذلك كل من استراليا وآيرلندا، بينما اكتفت فرنسا وألمانيا بتسجيل احتجاج وطلب توضيحات. وفي أعقاب هذه العملية، بدأت تصل إلى إسرائيل طلبات من عدة دول أخرى بأن لا تستخدم جوازات سفرها في نشاط «الموساد».

وقالت المصادر الإسرائيلية السياسية إنها لا تعرف إذا كانت الطلبات الأخيرة مبنية على معلومات موثوقة تفيد بأن عملاء الموساد يستخدمون جوازات سفر صادرة عنها أو مزيفة، أو إنها توجهت بالطلب في إطار خطوات رادعة. ولكن تكرار الطلبات وتعدد مصادرها من دول كثيرة يقلق وزارة الخارجية الإسرائيلية، خصوصا أن بعض الدول الصديقة هذه توجهت بلهجة حازمة لا تخلو من التهديد برد قاسٍ وشديد. ونقلت على لسان أحد الدبلوماسيين الذين تكلموا في الموضوع أنه قال: «منذ اغتيال المبحوح، أصبح لإسرائيل سمعة سيئة جدا في العالم في مجال استخدام جوازات السفر الأجنبية».

والجدير بالذكر أن رئيس الحكومة في نيوزيلندا، جون كي، الذي كان قد اتهم إسرائيل بإرسال عملاء الموساد إلى بلاده خلال أحداث الهزة الأرضية قبل خمسة شهور، عاد ونفى التهمة. وقال إن شرطته حققت في هذا الاتجاه ولكنها لا تملك بعد إثباتات على أن الإسرائيلي الذي قتل ورفاقه الثلاثة هم عملاء «الموساد». بيد أن صحيفة «ساوث لاند تايمز» النيوزلندية، التي نشرت الاتهام في حينه، نشرت خبرا بعد تصريحات رئيس الوزراء أعلنت فيه إصرارها على صحة النبأ.