اتفاق محدود للحد من التوتر في بحر الصين الجنوبي

بكين حاولت استرضاء دول «آسيان» قبل وصول كلينتون

كلينتون أثناء استقبالها من قبل السفير الأميركي في إندونيسيا، لدى وصولها إلى بالي للمشاركة في منتدى آسيان أمس (إ.ب.أ)
TT

وقعت الصين مع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) رسميا أمس على مبادئ عامة للحد من التوتر الناجم في بحر الصين الجنوبي، المستمر منذ نحو عشر سنوات.

وتهدف الوثيقة، وهي من صفحة واحدة، إلى تعزيز إعلان ميثاق للتعامل تم التوصل إليه عام 2002 بين الأطراف المتنازعة في بحر الصين الجنوبي.

وينظر إلى إقرار الوثيقة باعتباره مؤشرا بسيطا، وإن كان غير معتاد على التعاون في النزاع الدائر في بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب كل من الصين وتايوان وأربع من الدول الأعضاء في «آسيان»، هي الفلبين وماليزيا وبروناي وفيتنام بأحقيتها فيه.

وقال ليو تشن مين، مساعد وزير الخارجية الصيني، بعد توقيعه على الوثيقة مع نظرائه من دول «آسيان»، أمس، إن «وزراء الصين ودول (آسيان) وقعوا رسميا على المبادئ العامة، وبدأوا في التنفيذ الكامل والشامل لإعلان ميثاق التعامل»، لكن ليو حاول توجيه الحوار بعيدا عن النزاع البحري الحساس، والتركيز أكثر على التعاون التجاري بين الصين و«آسيان»، مكررا وعودا بزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2015. وصرح للصحافيين بعد اجتماع مغلق بين الصين و«آسيان»: «نحن نتطلع إلى المستقبل. نريد أن نكون أصدقاء وشركاء وجيرانا طيبين لدول (آسيان)».

لكن موافقة الصين على المبادئ العامة ربما جاءت كوسيلة لاسترضاء «آسيان» بما يكفي لحذف القضية من مائدة المفاوضات، قبل وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، لحضور المنتدى الإقليمي لـ«آسيان»، وهو أكبر مؤتمر أمني يعقد في آسيا. إلا أن هذا الأمر بدا مستبعدا لأن الفلبين، وهي واحدة من أبرز الدول التي تطالب بأحقيتها في بحر الصين الجنوبي، غير مقتنعة بأن المبادئ العامة كافية لإنهاء التوترات في المنطقة. وحتى البرلمان الفيتنامي أبدى تشدده في أحقية بلاده بمطالبها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، أمس.

فقد ذكر، نجوين سينه هونغ، نائب رئيس الوزراء الفيتنامي، في الجلسة الافتتاحية للجمعية الوطنية الجديدة، أمس، أن فيتنام ستدافع عن مطالبها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي. وأكد هونغ أن بلاده ستحمي الصيادين والأنشطة التجارية الاقتصادية وعمليات التنقيب عن النفط والغاز «تحت بحارها المستقلة». وقد ارتفعت حدة التوتر مع الصين في الأشهر الأخيرة بسبب تنازع كل منهما على السيادة على المنطقة البحرية في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك جزر سبراتلي الغنية بالموارد. ويشار إلى أن الصين تتهم الولايات المتحدة بإثارة التوترات في المنطقة، من خلال إجراء تدريبات بحرية في المياه المتنازع عليها.

وحول شأن ذي صلة، صرح وزير الخارجية الإندونيسي مارتى ناتاليجاوا، أمس، بأن رابطة «آسيان» دعت لسرعة استئناف المباحثات المعلقة بشأن إنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وقال وزير الخارجية الإندونيسي: «نحن نأمل في أن يتم استئناف المباحثات السداسية، وأن تستأنف الكوريتان الاتصالات بينهما». وكان وزراء خارجية دول «آسيان» قد التقوا مع نظرائهم من اليابان وكوريا الجنوبية والصين في إطار ما يسمى بـ«(آسيان)+3) لمناقشة الجمود في قضية كوريا الشمالية والتعاون الاقتصادي. وقد علقت المباحثات السداسية بين الكوريتين واليابان والصين والولايات المتحدة وروسيا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008. وتخضع كوريا الشمالية لضغوط دولية من أجل التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.