النرويج: عشرات القتلى والجرحى في انفجارين قرب مقر الحكومة وإطلاق نار بمخيم لشباب الحزب الحاكم

الجيش ينتشر.. وإخلاء وسط العاصمة * بيان لتنظيم متطرف مجهول يتبنى الهجمات * إسلاميون لـ «الشرق الأوسط»: الظواهري هدد النرويج مرتين

جنود من الجيش يشاركون في اغاثة المصابين وسط العاصمة اوسلو امس (إ.ب.أ)
TT

قالت الشرطة النرويجية إن 20 شخصا قتلوا بانفجارات وقعت وسط العاصمة أوسلو أمس، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 15 شخصا، اثنان من بينهم جراحهما خطيرة وأعلنت السلطات النرويجية عن اعتقال شخصا يرتدي زي شرطي أطلق النار في معسكر للشباب تابع للحزب الحاكم. وفي الأثناء، قالت السلطات النرويجية إنها «تعتقد بوجود صلة بين الانفجار في وسط أوسلو والهجوم الذي استهدف مخيما لشباب حزب العمل». من ناحية ثانية، أدانت الولايات المتحدة الأميركية الانفجار الذي هز وسط العاصمة النرويجية أوسلو والهجوم الذي أعقبه واستهدف مخيما للشباب.

وتبنى بيان لتنظيم متطرف مجهول يدعى «أنصار الجهاد العالمي» الهجمات. وكان انفجار ضخم قد هز العاصمة النرويجية أوسلو ظهر أمس، وقالت مصادر رسمية وشهود عيان إنه استهدف عددا من المباني الحكومية الواقعة في وسط المدينة، وأسفر عن سقوط قتيلين على الأقل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وتسبب في إثارة الهلع بين سكان المدينة.

وبعد قليل من الانفجار، أوردت وسائل الإعلام الرسمية ومتحدث صحافي باسم الحكومة النرويجية، أن شخصا يرتدي زي الشرطة قام بإطلاق النار داخل معسكر لشباب حزب العمال، في جزيرة «أوتوفا»، شمالي أوسلو. وفيما لم تتضح على الفور أسباب الانفجار الذي وقع بوسط العاصمة النرويجية، وتسبب بأضرار شديدة في عدد من المباني الحكومية، من بينها مكتب رئيس الحكومة، فقد قامت السلطات بإخلاء منطقة وسط أوسلو من السكان.

وانتشر جنود الجيش النرويجي في وسط العاصمة أوسلو بعد الهجمات بالقنابل والرصاص على مقر الحكومة والحزب الحاكم. وكان انفجاران قويان قد هزا وسط أوسلو، قرب مقر رئيس الوزراء مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 15 شخصا على الأٌقل. وأكد رئيس الوزراء النرويجي شتولتنبرغ في مقابلة هاتفية مع محطة تلفزيونية نرويجية أنه لم يصب بأذى في الانفجار، وقال: «حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فإن وقوع أمر مثل هذا دائما ما يترك أثرا خطيرا». وصرح قائد شرطة أوسلو بأن الانفجار ناجم عن قنبلة أو أكثر وأصيب مبنى رئاسة الوزراء النرويجي بأضرار بالغة، كما أدى الانفجار إلى إلحاق أضرار كبيرة بمقر وزارة النفط والطاقة وعدد من الأبنية المجاورة. وغطت أكوام الورق المتطاير بسبب الانفجار من المكاتب الحكومية الشوارع المجاورة. ونقلت الأنباء عن شهود عيان أن الانفجار وقع في منطقة تقع بين مقر رئاسة الوزراء ووزارة النفط والطاقة. وسارعت فرق الإنقاذ والإسعاف إلى موقع الانفجار وأخلت السكان من وسط العاصمة.

وقال أحد المشاركين في مخيم شبيبة الحزب الحاكم «أصيب أربعة أشخاص على الأقل وقتلوا». وأعربت الشرطة النرويجية عن اعتقادها بوجود علاقة بين تفجير أوسلو وإطلاق النار في مخيم الشبيبة.

وقالت مصادر أمنية في العاصمة أوسلو أنه عُثر على سيارة صغيرة متفحمة في موقع الانفجار أمام مقر الحكومة بوسط العاصمة مما يوحي بأنه كان هجوما مدبرا بالنظر إلى حجم الضرر في المباني التي دمر بعضها جزئيا، خاصة مبنى رئاسة الوزراء، وتحطم زجاج نوافذها وواجهاتها بالكامل، فيما أعلنت الشرطة النرويجية أن الانفجار الذي وقع في الحي الحكومي في العاصمة أوسلو أمس أسفر عن مقتل عدة أشخاص. وكانت التقارير الأولية قد تحدثت عن مقتل شخص واحد وإصابة العشرات. وأضاف بيان الشرطة «نؤكد وقوع قتلى وجرحى في أعقاب الانفجار في المنطقة التي تضم مباني حكومية بعد ظهر أمس». وتفيد التقارير بأن مبنى رئاسة الوزراء النرويجي أصيب بأضرار بالغة. وحثت الشرطة النرويجية سكان أوسلو أمس إلى تجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في منازلهم في أعقاب انفجار هائل هز مباني حكومية وصحافية في المدينة، وأوقع قتلى وجرحى.

وصرح ضابط في الشرطة للصحافيين «يجب تجنب التجمعات الكبيرة والعودة إلى المنازل». وأضاف «ننصح بعدم مغادرة المنازل». وذكرت الشرطة أن الانفجار سببه قنبلة كما تحدث الإعلام النرويجي عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العديدين. فيما تطرق متحدث باسم الشرطة إلى إدخال عشرة أشخاص إلى مستشفى جامعة أوسلو بعد الانفجار والعديد منهم أصابته خطيرة. وقال شاهد من «رويترز» إن انفجارا ضخما ألحق أضرارا بمبانٍ حكومية في وسط أوسلو أمس بينها مكتب رئيس الوزراء ينس شتولتنبرغ. وحطم الانفجار معظم نوافذ المبنى المكون من 17 طابقا الذي يضم مكتب شتولتنبرغ فضلا عن عدة وزارات قريبة، من بينها وزارة النفط التي اشتعلت فيها النيران. وقال مراسل «رويترز» إنه أحصى ثمانية مصابين على الأقل. ولم يعرف بعد سبب الانفجار لكن كان هناك حطام سيارة أمام أحد المباني. وأحجم مسؤولو الشرطة والمطافئ عن التعقيب على سبب الانفجار.

وصرح رئيس وزراء النرويجي ينس شتولتنبرغ بأن كل الوزراء في حكومة ائتلاف يسار الوسط يبدو أنهم سالمون بعد انفجار هز العديد من المباني الحكومية في وسط أوسلو. وقال لتلفزيون «تي.في2» النرويجي في اتصال هاتفي: «هذا خطير جدا». وأضاف أن الشرطة التي أكدت أن الانفجار نتج عن قنبلة طلبت منه عدم كشف المكان الذي يتحدث منه. وقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما تعازيه الشخصية إلى شعب النرويج بعد الانفجار وإطلاق النار في أوسلو وقال إنه ليس لديه معلومات بعد عن الدوافع. وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الهجوم الذي استهدف مقر الحكومة النرويجية وسط أوسلو وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص، فيما أعرب رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي عن شجبه للانفجار الناجم عن قنبلة والذي أوقع سبعة قتلى على الأقل قرب مقر الحكومة النرويجية في أوسلو بعد ظهر الجمعة! واصفا إياه بـ«العمل الجبان». وقال فان رومبي «أشعر بالصدمة وأدين بأشد العبارات هذه الأعمال الجبانة التي لا يمكن تبريرها»، معربا عن دعم بلدان الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين للنرويج ورئيس وزرائها ينز شتولتنبرغ.

إلى ذلك ذكرت صحيفة «فاردن» أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا أمس عندما أطلق رجل النار على مخيم لشبيبة حزب العمال الحاكم بالقرب من أوسلو. وأعلن التلفزيون الحكومي النرويجي أن الشرطة ألقت القبض على مطلق النار، وأنه كان متنكرا في ملابس شرطي. لكن الشرطة لم تؤكد ذلك. وقال أحد المشاركين في مخيم الشبيبة للصحيفة «حسب ما رأيته! أصيب سبعة أشخاص على الأقل وقتلوا». ولم تعلن الشرطة النرويجية أي حصيلة لإطلاق النار الذي جاء بعد انفجار استهدف وسط أوسلو وأوقع سبعة قتلى وجريحين بحال الخطر، بحسب الشرطة. وذكرت وسائل إعلام نرويجية أن مطلق النار دخل إلى مخيم الشبيبة مدعيا أنه يريد الاطمئنان على أمنهم بعد تفجير أوسلو، وهو ما يدعو إلى الاعتقاد بوجود صلة بين الهجومين، كما ذكرت محطة «تي في 2» التلفزيونية. وقال صحافي من التلفزيون إن الرجل كان طويل القامة قوي البنية وله ملامح أوروبية وكان يحمل بندقية هجومية. ولكن الشرطة لم تؤكد ذلك.

وعقد رئيس الوزراء النرويجي شتولتنبرغ اجتماع أزمة مع حكومته مساء أمس. جاء ذلك في تصريحاته لقناة «إن آر كيه» المحلية لبحث تداعيات سلسلة الاعتداءات على بلاده. وشوهد عدد من الأشخاص وهو ممددون على الأرض والدماء تغطي وجوههم وطلبت الشرطة من السكان الابتعاد عن المنطقة وحذرت من إمكانية وجود قنبلة أخرى.

وأكد رئيس الوزراء النرويجي شتولتنبرغ في مقابلة هاتفية مع محطة تلفزيونية نرويجية أنه لم يصب بأذى في الانفجار، وقال: «حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فإن وقوع أمر مثل هذا دائما ما يترك أثرا خطيرا». وصرح قائد شرطة أوسلو بان الانفجار ناجم عن قنبلة أو أكثر وأصيب مبنى رئاسة الوزراء النرويجي بأضرار بالغة كما أدى الانفجار إلى إلحاق أضرار كبيرة بمقر وزارة النفط والطاقة وعدد من الأبنية المجاورة وغطت أكوام الورق المتطاير بسبب الانفجار من المكاتب الحكومية الشوارع المجاورة ونقلت الأنباء عن شهود عيان أن الانفجار وقع في منطقة تقع بين مقر رئاسة الوزراء ووزارة النفط والطاقة وسارعت فرق الإنقاذ والإسعاف إلى موقع الانفجار وأخلت السكان.

إلى ذلك قال خبير مكافحة الإرهاب البريطاني دوغلاس موراي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك أكثر من سبب لتوجيه أصابع الاتهام إلى قيادات «القاعدة» في تدبير هذه الاعتداءات وهي أن النرويج كانت من الدول الداعمة للحرب في أفغانستان، وأن هناك أكثر من صحيفة نرويجية أعادت نشر الرسوم المسيئة للرسول، بالإضافة إلى الموقف المتعمد للنرويج من جماعة «أنصار الإسلام» الكردية وزعيمها نجم الدين فرج أحمد المعروف باسم «الملا كريكار» الذي اعتقلته النرويج قبل ساعات من اندلاع الحرب الأميركية على العراق.

إلى ذلك قال أصوليون في لندن لـ«الشرق الأوسط» إن أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» الحالي بعد مقتل بن لادن في أبوت آباد الباكستانية مايو (أيار) الماضي، كان قد هدد النرويج مرتين في مايو عام 2003 وأكتوبر (تشرين الأول) 2004 «بشن عمليات إرهابية في النرويج إلى جانب أميركا وإنجلترا واستراليا» بزعم أنها دول «لا تتمتع بذمة ولا عهد ولا أمان». فيما وجه تنظيم القاعدة في المغرب العربي الشهر الماضي تحذيرا لشركة «شتات اويل هيدروا» النرويجية التي تستثمر مليارات الدولارات بالغاز الجزائري وكذلك السفارة النرويجية بالجزائر بضرب مصالحها بالبلاد إذا لم توقف نشاطاتها بالجزائر وتستمر في دعم النظام الجزائري، حسب البيان.

وتعيش النرويج هاجس المتطرفين الإسلاميين الموجودين على أراضيها والذين لهم صلة بتنظيم القاعدة حيث هناك شخصان حاليا قيد الاعتقال في انتظار توجيه الاتهام لهما رسميا.

وقد وجه الادعاء العام في النرويج تهمة الإرهاب إلى رجل الدين الكردي العراقي الأصل ملا كريكار لتهديده الساسة النرويجيين بالقتل إذا تم ترحيله من النرويج في تصريحات له عبر عدد من وسائل الإعلام.

وعرض التلفزيون النرويجي أمس صورا لمكتب رئيس الوزراء وغيره من المباني وقد أصيبت بأضرار، فيما غطى الزجاج المكسور الأرصفة وارتفعت أعمدة الدخان من المنطقة. وحثت شرطة النرويج السكان على مغادرة وسط أوسلو.

فيما قالت تقارير إن رئيس الوزراء النرويجي لم يكن في مكتبه وقت الانفجار. وأغلقت الشرطة المنطقة التي تضم مكاتب رئيس الوزراء ووزارة المالية ومبنى صحيفة «فردينز غانغ» (في جي) أكبر صحيفة شعبية في البلاد. وصرح صحافي يعمل مع إذاعة «إن آر كي» العامة في موقع الانفجار «أرى أن بعض نوافذ مبنى صحيفة في جي والمقر الحكومي قد تحطمت. بعض الناس ملطخون بالدماء ومستلقون على الشارع». وأضاف صحافي «إن آر كي» أن «شظايا الزجاج تنتشر في كل مكان، والفوضى تعم المشهد. انفجرت نوافذ كافة الأبنية في محيط الانفجار»، وقال إنه ظن في بادئ الأمر أن ما وقع كان «زلزالا».

وتظهر صور نشرها موقع «إن آر كي» شظايا الزجاج المتناثرة أمام مبنى الصحيفة المحطة، وتطويق قوات أمن نرويجية للمنطقة حيث يجري أيضا تقديم المساعدة للمصابين.

ولم تعرف على الفور الجهة التي وراء الهجوم، إلا أن جهاز الشرطة الاستخباراتية النرويجية ذكر في فبراير (شباط) الماضي أن التطرف الإسلامي يشكل تهديدا كبيرا على البلاد.