الصحافيون الأجانب يهددون بمقاطعة نتنياهو احتجاجا على «التفتيش المهين»

حتى خيمة اعتصام عائلة شاليط لم تسلم من هذه الإهانات

نتنياهو (أ.ب)
TT

هددت نقابة الصحافيين الأجانب في إسرائيل بمقاطعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومكتبه إذا لم تتوقف الإهانات لهم خلال عمليات التفتيش التي يتعرضون لها من رجال المخابرات العامة (الشاباك)، عند وصولهم إلى مكتبه في القدس الغربية.

وجاء هذا التهديد في رسالة حادة وجهتها النقابة إلى نتنياهو، في أعقاب إجبار 3 صحافيات أجنبيات على خلع ملابسهن، بما في ذلك الداخلية، بحجة التفتيش الأمني.

واستنكرت النقابة هذه الحوادث بشدة وذكرت بحوادث أخرى تم فيها تفريغ حقائب الصحافيين من كل شيء، قطعة قطعة، بما في ذلك الأغراض الشخصية الحساسة وإدخالها إلى ماكينة الكشف بالأشعة على مرأى من الناس. وقالت إن الصحافيين الذين يأتون إلى مكتب رئيس الحكومة يكونون قد أجروا كل عمليات التنسيق اللازمة مع مكتب الصحافة الحكومية ومع مكتب الناطق بلسان نتنياهو وفي كثير من الأحيان يصلون بناء على دعوة من هؤلاء. والتفتيش المهين في هذه الحالة يكون موجها ضد أناس غير مشبوهين، بل يكونون معروفين جيدا لمكتب رئيس الحكومة. ويأتون إليه في إطار تأدية واجبهم المهني.

واعتبرت النقابة هذه التصرفات إهانة مقصودة للصحافيين. ووجهت لرئيس الحكومة نتنياهو مسؤولية مباشرة عن هذه التصرفات، لأن جهاز المخابرات العامة خاضع له. وأكدت أن هذه التصرفات كانت موضوع شكاوى كثيرة لنتنياهو، ولكنه لم يكترث بها. ولذلك، قررت إجراء مشاورات بين أعضائها تبحث فيها شكل الرد على هذه الإهانات، بما في ذلك مقاطعة مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية والامتناع عن نشر أي شيء صادر عنه.

يذكر أن رئيس مكتب الصحافة الحكومية، أورن هيلمان، كان قد اعتذر لإحدى مراسلات قناة «الجزيرة» التي تعرضت لتفتيش مهين كهذا قبل عدة شهور. وفي يوم أمس عقب على رسالة نقابة الصحافيين الأجانب بالإعراب عن الأسف والألم. وقال إن تصرفات كهذه من رجال الأمن لا تعبر عن سياسة الحكومة كما عبر عنها وزير الإعلام، يولي أدلشتاين. وإنها تلحق ضررا كبيرا بسمعة إسرائيل. وأضاف أنه سيحاول كل ما في المستطاع وضع حد لهذه الظاهرة.

يذكر أن حراس مكتب رئيس الحكومة من «الشاباك» يجرون، منذ يوم الاثنين الماضي، تفتيشا استفزازيا يوميا أيضا في خيمة الاعتصام التي تقيمها عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس، جلعاد شاليط، أمام بيت نتنياهو. وقد احتجت العائلة بشدة على هذا التفتيش. وقال نوعم شاليط للصحافيين، أمس: «نحن موجودون هنا منذ أكثر من سنة ولم يصدر عنا أي عمل غير مسؤول يتيح إمكانية الشك في تهديد أمن رئيس الحكومة، والإقدام على تفتيش الخيمة يوميا يعتبر إهانة لنا ويدل على أن رئيس الحكومة لا يحترم مشاعرنا الإنسانية».

وقال إيهود كنار، مدير حملة الاحتجاج على فشل الحكومة في إطلاق سراح شاليط، إنه توجه إلى ضابط الأمن في مكتب رئيس الحكومة سائلا عن سر هذا التفتيش فأجابه بأنه إجراء أمني عادي في حالة وجود مشبوهين. وفي وقت لاحق، أصدر مكتب نتنياهو نفسه بيانا برر فيه هذا التفتيش بالقول أنه إجراء أمني عادي فـ«ضباط الأمن يجرون مسحا دائما لمحيط مقر رئيس الحكومة ولا يوجد قصد للمساس بعائلة شاليط». ويشير المراقبون إلى أن مثل هذه التصرفات تدل على اهتزاز الثقة بالنفس لدى مكتب نتنياهو، بل هو ضرب من عوارض مرض الملاحقة «بارانويا».