الحكومة العراقية تؤجل تسلم 10 معتقلين لدى الأميركيين من بينهم اللبناني دقدوق

وزارة العدل لـ «الشرق الأوسط» : رفضنا تسلم قيادي حزب الله لعدم اكتمال أوراقه

TT

أعلنت وزارة العدل العراقية أنه «لا صلة بين عدم تسليم باقي المعتقلين لدى القوات الأميركية إلى السلطات العراقية، وعددهم 10 أشخاص، وبين هوية أحدهم، وهو اللبناني موسى دقدوق، ولكن خشية تهريبه أو إطلاق سراحه». وقال وكيل وزارة العدل العراقية رئيس الجانب العراقي في عملية تسلم المعتقلين من الجانب الأميركي، بوشو إبراهيمفإن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطات العراقية غير معنية بهوية المعتقلين بقدر صلتها بصحة أوراقه التحقيقية وكون عملية اعتقاله قد تمت بأمر قضائي أصولي».

وأوضح بوشو أن «الجانب العراقي وعندما تسلم مؤخرا المعتقلين الذين بلغ عددهم 196 معتقلا من الجانب الأميركي ومن ضمنهم القياديون الخمسة من رموز النظام السابق فإننا رفضنا تسلم 10 أشخاص وجدنا أن أوراقهم لم تكتمل بعد وطلبنا من الجانب الأميركي إكمال أوراقهم حتى يتسنى لنا تسلمهم بشكل أصولي». وحول ما نشرته وسائل الإعلام كون أن الأميركيين رفضوا تسليم القيادي في حزب الله اللبناني علي موسى دقدوق إلى السلطات العراقية والمتهم بتدريب الميليشيات التابعة لحزب الله العراقي، قال إبراهيم: «لا صحة لمثل هذه الأنباء على الإطلاق وقدر صلة الأمر بي كوني رئيس الجانب العراقي في عملية التسليم فإنني لم أكن أعرف أو أسمع حتى هذه اللحظة بدقدوق أو غيره من المعتقلين وكل ما حصل أننا لم نتسلمهم بعد لكون أوراقهم ناقصة وقيل لنا إن من بينهم لبنانيا ولم أكن أعرف أنه دقدوق أو غيره وسودانيا وعندما تكتمل أوراقهم سوف نتسلمهم بشكل أصولي ونودعهم السجون العراقية طبقا للأحكام الصادرة بحقهم».

يذكر أن دقدوق كان أحد المتهمين بالضلوع في عملية استهدفت 5 جنود أميركيين بالإضافة إلى دوره في عملية تدريب الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران وأهمها عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي والتي أعلنت انشقاقها عن التيار الصدري عام 2007. وكان دقدوق قد دخل العراق عن طريق إيران بأوراق مزورة وباسم حامد محمد اللامي بمعية الخزعلي. وفيما تمكن دقدوق من خداع الأطباء الذين عاينوه بوصفه أبكم وأصم فقد اعتقل من قبل القوات البريطانية التي سلمته بدورها للجانب الأميركي الذي لا يزال يحتفظ به حتى هذه اللحظة برغم تسليم الأميركيين آخر معتقلي سجن كروبر «الكرخ المركزي» أوائل هذا الشهر وعددهم 206 أشخاص. غير أن الجانب العراقي تسلم 196 شخصا ولم يعرف مصير العشرة الباقين طوال فترة الأسابيع الثلاثة الماضية حيث ظهر الآن وطبقا لتصريحات وكيل وزارة العدل أن أوراقهم لا تزال ناقصة.

وكان دقدوق وهو أبرز من تبقى من معتقلي كروبر قد انضم إلى حزب الله اللبناني في ثمانينات القرن الماضي وقد قاتل ضد القوات الإسرائيلية ثم خضع لدورات تدريبية أهلته لأن يكون قياديا ضمن القوات الخاصة لحزب الله اللبناني الذي يتزعمه حسن نصر الله قبل أن ينتقل إلى إيران ومن ثم إلى العراق ليتولى عملية تدريب عناصر كتائب حزب الله وجماعة عصائب أهل الحق من خلال تشكيل خلايا سرية بإشراف مباشر من قيادة فيلق القدس الإيراني الذي يديره الجنرال قاسم سليماني.