اندفاعة شباب سوريا لإسقاط النظام يقابلها تردد النخب السياسية المعارضة

محمد سرميني لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمرا إسطنبول وأنطاليا فشلا وهدفنا إنشاء هيئة إنقاذ وطني

جانب من مظاهرة حماه مأخوذة من موقع اوغاريت
TT

يشتكي الشباب السوري اليوم من سعي النخب السياسية المعارضة وعدد من قادة الرأي للجم اندفاعتهم باتجاه إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحجة وجوب انتظار بلورة المعطيات على أرض الواقع. ويعتبر الشباب السوري أنه لم يعد هناك جدوى من الانتظار بعدما حزموا أمرهم بوجوب التغيير بعيدا عن أي حوار ومن أي نوع كان لاعتبارهم أنه مضيعة للوقت.

وتتكاثر الصفحات الشبابية الداعمة للثورة عبر الـ«فيس بوك» والتي تنتقد التخبط الذي تعيش فيه المعارضة السورية. ويدعو معظم الشباب الناشطين من خلال صفحات التواصل الاجتماعي القيمين على الانتفاضة اليوم للتحرك سريعا لإسقاط النظام لأن الأثمان التي دفعها الشارع السوري باتت كبيرة، لا بل كبيرة جدا.

صفحة «حركة شباب سوريا من أجل الحرية» عبر الـ«فيس بوك» التي فاق عدد المنتسبين إليها الـ21 ألفا معظمهم من الشباب تتلاقى مع غيرها من الصفحات الشبابية كصفحة «تجمع شباب سوريا» و«كتلة شباب تحرير سوريا» وغيرها لتشكيل أداة ضغط على النخب السياسية المعارضة لإنشاء حكومة ظل أو أقله هيئة إنقاذ وطني تقود الانتفاضة إلى خواتيم سعيدة وتؤسس لمرحلة ما بعد بشار الأسد.

محمد سرميني عضو اللجنة التنظيمية لمؤتمر الإنقاذ الوطني الذي عقد في إسطنبول يتحدث باسم «شباب سوريا» فيشدد على أن «المطلب الأساسي لهؤلاء اليوم هو إنشاء هيئة إنقاذ وطني لمساعدة الناشطين السوريين بالداخل ولتكون الكيان الأساسي الذي يخاطب المجتمع الدولي»، لافتا إلى أن «الشارع السوري قدم الكثير فمن آلاف الشهداء إلى عشرات آلاف المهجرين والملايين الذين يشاركون أسبوعيا بالمظاهرات، وبالتالي حان دور قادة الرأي والنخب السياسية لتأخذ بزمام المبادرة لهدفين أساسيين: تحريك الشارع وتوجيهه لإسقاط النظام بشكل ممنهج، ومخاطبة المجتمع الدولي».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، اعتبر سرميني أن «مؤتمري أنطاليا وإسطنبول فشلا في تحقيق الغاية الأساسية بإنشاء هيئة الإنقاذ»، مشيرا إلى أن «كل ما قدماه دعم معنوي للثورة لا أكثر ولا أقل». وتساءل سرميني «لماذا ننتظر وإلى متى ننتظر؟ لقد قدمنا أثمانا غالية جدا ثم بعض السياسيين يدعوننا للانتظار قبل إنشاء هيئة الإنقاذ!».

وأوضح سرميني أن «ما يطالب به الشباب السوري ليس حكومة ظل بل هيئة تستمد شرعيتها من الداخل والخارج لقيادة الثورة»، وقال: «المتعارف عليه أن الثورات يطلقها قادة الرأي والنخب السياسية فتكون هي صاحبة زمام المبادرة يليها الشعب ولكن ما حصل في سوريا مختلف تماما فالشعب هو من قام بالخطوة الأولى وكسر حاجز الخوف، وهو من طالب برفع السقف وبدأ يرفعه تباعا في وقت كان سقف النخب السياسية وقادة الرأي السياسيين متدنيا». وأضاف: «حان الوقت للتحرك على مستويات أعلى لأننا مقتنعون جميعا بأن لا جدوى بعد اليوم من الحوار مع نظام قام بمجزرة فاق ضحاياها الـ20 شهيدا والـ40 جريحا قبل يوم من انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في الداخل».

وشدد سرميني على أن «المعارضة السورية مكونة من جناحين واحد داخلي وآخر خارجي»، لافتا إلى أن «الجناح الثاني يحلق وأن الجناح الأول سيحلق عاليا عاجلا أو آجلا».