نص كلمة المشير طنطاوي

TT

أبناء شعب مصر العظيم، تمر هذه الأيام تسعة وخمسون عاما على قيام ثورة يوليو المجيدة، التي توجت بها القوات المسلحة كفاح ونضال شعب مصر عبر العصور، في سبيل الحرية والاستقلال والقضاء على الاستغلال والإقطاع، وتحكم رأس المال في الحكم.

انطلقت تلك الثورة المجيدة، ليلة 23 من يوليو (تموز) عام 1952، من مبادئ سامية ونبيلة، استهدفت تحرير الإرادة وإعلاء الكلمة، واستقلال القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية في غير تميز أو تفرقة، وإرساء حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة الجيش الوطني القوي.

رعت ثورة يوليو المجيدة صالح الوطن والمواطن، فالتف الشعب حولها، وأيدها وناصرها، وحظيت بتقديره واحترامه.

ساندت ثورة يوليو الأحرار في كل بقاع الأرض، والشعوب المتطلعة إلى الحرية والاستقلال، فدعمت نضالها وكفاحها حتى تهاوت حصون الاستعمار على كل بقعة عربية، في المغرب والمشرق، وعلى امتداد القارة الأفريقية، ونالت تلك الدول حريتها واستقلالها، واستعادت عزتها وكرامتها، فتحية إعزاز وتقدير من شعب مصر العظيم وقواته المسلحة لرجال ثورة يوليو الأحرار، الذين خرجوا في تلك الليلة المباركة، حاملين رؤوسهم على أكفهم فداء للوطن وإعلاء لشأنه.

ويتواكب احتفالنا بذكرى ثورة يوليو المجيدة، التي حملت القوات المسلحة لواءها، وحظيت بتأييد شعب مصر العظيم ومساندته، مع مرور 6 أشهر على انطلاق ثورة 25 من يناير (كانون الثاني)، التي حمل لواءها الشعب، وحظيت بحماية القوات المسلحة وتأييدها.

وإن هذا الجيل من شباب الوطن، الذين خرجوا يوم 25 من يناير، مطلع هذا العام، نبت طيب من أرض مصر، ينتمون لشعب عريق، تبنوا مبادئ سامية ونبيلة، أكدت إحساسهم الوطني وإدراكهم بمسؤوليات شباب الوطن في تقدمه وصنع تاريخه.

تحية إجلال وإكبار لشهداء ثورة 25 من يناير وتضحياتهم ولكل الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر وعزة شعبها.

سوف نواصل جهودنا ودعمنا لعملية سلام الشرق الأوسط واضعين تحركنا على الصعيد العربي على رأس أولويات سياستنا الخارجية، ولن نتردد في اتخاذ مواقف تدعم التعاون بين مصر وشقيقاتها العربيات، نساند قضايا أمتنا في كافة المحافل الدولية، ونحمي أملها القومي وندافع عنه في مواجهة أي محاولات للنيل منه.

كما أننا نضع تحركنا على الصعيد الأفريقي في مقدمة اهتمامات سياستنا الخارجية، ونولي اهتماما كبيرا بعلاقات مصر بدول حوض النيل، تقوم على التعاون وتحقيق المصالح المشتركة، وإننا واثقون في قدرتنا على التوصل إلى رؤى مشتركة تحقق أهدفنا الوطنية.

إننا عاقدون العزم على مواجهة تحديات الداخل والخارج بقوة لا تلين، واثقين في قدرتنا على التغلب عليها بروح أكتوبر («تشرين الأول» الذي شهد حربا بين مصر وإسرائيل) التي قويت على الصعاب وحققت النصر التاريخي المجيد.

كما أننا مواصلون تطوير وتحديث قواتنا المسلحة لتظل الدرع الواقي للوطن والحصن المنيع للشعب، ولرجالها أوجه تحية الإعزاز والتقدير، لدورهم الوطني الذي يضطلعون به وهم يرابطون على الحدود وفي كل المواقع يحمون مصر أرضا وشعبا، مؤكدين أن كرامة مصر من كرامة مواطنيها، ولدورهم في تقديم الحماية الكاملة للشعب خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير وحفاظهم على الممتلكات العامة والخاصة، في إيمان كامل بأنه لا تفريط في أمن الوطن واستقراره.

حمى الله مصر ووقاها شر الفتن، ورعى شعبها العريق، وأيده دوما بنصره.