عين على اليمين المتطرف في النرويج

رفض المهاجرين ومعاداة السامية والإسلام.. أبرز مواقفه

شرطية نرويجية تقوم بالحراسة وسط العاصمة أوسلو أمس (إ.ب.أ)
TT

فتح اتهام الشرطة النرويجية لشخص قالت إنه «أصولي مسيحي»، بالمسؤولية عن تفجيرات أوسلو أول من أمس، الباب مجددا حول تنامي اليمين المتطرف في أوروبا بشكل عام والنرويج بشكل خاص، خاصة بعد اتجاه لمنحى عنيف ربما لم تشهده الدول الإسكندنافية من قبل. وقالت الشرطة النرويجية إن الشخص المشتبه به في تنفيذ تفجير أوسلو ومؤتمر الشباب بالحزب الحاكم، الذي أوقع أكثر من 90 قتيلا «أصولي مسيحي»، غير أنها أكدت أنه من السابق لأوانه تحديد دوافعه.

وأشارت الشرطة إلى أن المشتبه به، ويدعى أندريس بيرنج بريفيك، نرويجي الأصل وفي الثانية والثلاثين من عمره، نشر على موقعه على الإنترنت تعليقات تشير إلى أن لديه اتجاهات مسيحية أصولية. وقد وضع رسالة على حسابه على موقع «تويتر» تقول: «شخص واحد مؤمن يساوي قوة مائة ألف من الأشخاص الباحثين عن المصالح فقط».

وتعاني الدول الأوروبية من تنامي المشاعر اليمينية المتطرفة، التي تحمل عداوة لعمليات الهجرة من غير الجنس الأوروبي، حيث يعتقدون أن الجرائم والسرقات هي بسبب كثرة الأجانب في بلادهم، وأن هذا الكم الكبير من المهاجرين إلى أوروبا يسبب خللا في التركيبة السكانية والنسل، وأن الأجانب لديهم عادات وتقاليد قد تكون دخيلة وغير مرغوبة في مجتمعهم الأوروبي، خاصة إن كانوا مسلمين أو من دول فقيرة، كما يحمل معظمهم عداوات ضد أصحاب الديانات الأخرى غير المسيحية خاصة الإسلام، ولديهم إمكانات كبيرة للعنف، والتاريخ مليء من جرائم القتل والتفجيرات والحرائق المتعمدة، والاعتداءات وإطلاق النار. ونقلت وكالة «رويترز» عن تقرير عن الأمن القومي لعام 2011 نشره جهاز الشرطة النرويجية في فبراير (شباط) من العام الجاري، أن «الصورة تتسم بعدم وضوح متنام.. وأن ذلك يرجع جزئيا لما يطلق عليه تصعيد غير متوقع لمستوى نشاط يمينيين متطرفين في عام 2011».

وقال التقرير «اليمينيون المتطرفون في النرويج على اتصال بيمينيين متطرفين في السويد ويمينيين متطرفين في دول أوروبية أخرى.. كما أن ثمة اتصالا بين نرويجيين ويمينيين متطرفين في روسيا». وتابع: «قد يقود تنامي مستوى النشاط بين جماعات معادية للإسلام لزيادة الاستقطاب وعدم الارتياح بصفة خاصة أثناء احتفالات أو مظاهرات أو ما شابه ذلك». وقال رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرغ أول من أمس: «مقارنة بدول أخرى لن أقول إن لدينا مشكلة كبيرة مع المتطرفين اليمينيين في النرويج.. لكن لدينا بعض الجماعات وقمنا بملاحقتهم من قبل والشرطة النرويجية على علم بوجود بعض الجماعات اليمينية». ويعد حزب «التقدم»، ثاني أكبر حزب سياسي في النرويج وأنشئ عام 1973، ومن أبرز الأحزاب اليمينية المتطرفة في النرويج، وكان معروفا بتعاطفه الشديد مع الفاشية، حتى وإن كان يتصف بالليبرالية. وقد أسهمت النزعة القومية والعنصرية في الترويج للحزب خلال الانتخابات. ويشن الحزب دائما حملة منظمة ضد الأقلية السامية (نحو 50 ألف شخص يعيش معظمهم في شمال النرويج)، وضد المهاجرين، حيث يدعي الحزب أن زيادة نفقات الدولة نجمت عن زيادة الهجرة ومشاركة النرويج في تقديم المساعدات الدولية. ولا تظهر العنصرية مباشرة في برنامج الحزب، لكن له العديد من الروابط مع منظمات أخرى من اليمين المتطرف في النرويج. بالإضافة إلى ذلك يوجد حزب «الأمة»، الذي تأسس عام 1990، ويتكون أساسا من المتشددين كبار السن، وهو حزب قومي جدا وله مواقف معادية للمهاجرين. وحزب «التحالف الانتخابي الأبيض»، الذي يرفع شعار «عودة الأجانب إلى ديارهم أو سنفقد بلادنا». وقد تم القبض على زعيمه ليونارد نسدال مرتين في أعمال شغب بأوسلو. كما يوجد حزب «القوميين» النرويجي المتطرف، الذي قرر قبل ذلك إحراق نسخة من القرآن الكريم خلال إحدى الحملات الانتخابية، في محاولة لكسب أصوات الناخبين المعادين للإسلام. وتوجد مجموعات يطلق عليها «النازيين الجدد»، وهم حركة متطرفة عنصرية سياسية آيديولوجية منتشرة في معظم الدول الأوروبية، وإن كانت أعدادها قليلة، وتتبع هذه الحركة أهداف ومبادئ الحركة النازية تحت قيادة أدولف هتلر. ويريدون القضاء على الجنس غير الأبيض الموجود في دولهم أو في باقي أوروبا عن طريق ترحيلهم أو وقف الهجرة عنهم.

وفي السنوات الأخيرة، كان هناك تطرف واضح في الجماعات اليمينية في النرويج، حيث أصبحت أكثر عنصرية وعلانية وتتباهى الآن بمعاداتها للسامية.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»