دراسة علمية: مؤسسات التعليم التقليدية في السعودية لا تعد طلابا ناجحين في التجارة والأعمال

قالت إن جودة التعليم مرحلة تمر عبر وسائل التقنية والاتصال الحديثة

مؤسسات التعليم التقليدي لم تستطع تخريج كوادر فورية لسوق العمل
TT

كشفت دراسة علمية تقنية قامت بها إحدى الباحثات السعوديات في مدينة جدة، أن مؤسسات التعليم التقليدية تواجه مشكلة مباشرة في سوق العمل بالسعودية، لأنها لا تقوم بإعداد طلاب ناجحين لديهم المهارات والقدرات التي يمكن الاستفادة منها بشكل فوري في مجال التجارة والأعمال، وبصفة خاصة المهارات المتعلقة بتقنية المعلومات.

وأضافت الباحثة سناء بنت صالح عسكول، في دراستها حول «دور تقنيات المعلومات في تطوير التعليم في مؤسسات التعليم العالي بقطاعيه الخاص والعام في دراسة تطبيقية على مدينة جدة»، أن التعامل مع جامعات تتطلع للمستقبل من خلال الإنترنت، وتوفير تقنيات المعلومات في مجال التعليم من خلال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، سيتيح للطالب التغلب على العوائق المتمثلة في عاملي الوقت والسفر.

وأضافت الباحثة أن هذا العامل سيتيح للجامعات فرصة الوصول إلى مجموعات جديدة ومتنوعة من الطلاب، مما يجعل الطلاب يحصلون على فرصة دراسة مناهج لم تكن متاحة لهم من قبل، معتبرة أن هذا التوجه يعد خطة رئيسية من شأنها أن تضمن إتاحة مستويات متميزة من التعليم للجميع بغض النظر عن حدود الموقع الجغرافي.

وأضافت عسكول أنه تحقيقا للهدف العام من الدراسة فقد تم إجراء دراسة ميدانية على جامعة الملك عبد العزيز كنموذج للتعليم الحكومي، والكليات الأهلية بمدينة جدة كنموذج للتعليم الخاص، وذلك باستخدام أسلوب الاستبانة، وتم توزيع 400 استبانة على أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والكليات السعودية عينة الدراسة، وكان العائد الصالح منها للتحليل 243 استبانة بنسبة 75.60 في المائة.

وزادت أنه تم اختبار هذه البيانات باستخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية التي تلائم طبيعة البيانات، وهي الأساليب الإحصائية الوصفية مثل التكرارات والمتوسط المرجح واستخدام اختبار «F» واختبار مربع «كاي» لحسن المطابقة، لمعرفة ما إذا كانت توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات العينة وبين فروض الدراسة.

وأشارت الباحثة إلى أنه تم التوصل إلى عدد من النتائج؛ أهمها أنه لوحظ وفقا لاتجاهات مفردات العينة أن أكثر تقنيات المعلومات أهمية بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس هي الإنترنت ويليها البريد الإلكتروني، وهذا يظهر أهمية استخدامهما في التعليم، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استخدام تقنية المعلومات في مؤسسات التعليم العام والخاص ودعم إدارة استخدام تقنية المعلومات.

وأفادت الباحثة بأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استخدام تقنية المعلومات في مؤسسات التعليم العالي العام والخاص وإدراك أعضاء هيئة التدريس لأهمية تقنية المعلومات، كما أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استخدام تقنية المعلومات في مجال التعليم عن بعد وتوفير التدريب التقني اللازم لأعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي بقطاعيه.

وذهبت عسكول بالقول «توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تطويع أو استخدام تقنية المعلومات وخاصة في نظام التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي بقطاعيه وتكلفة البنية الأساسية وتكلفة تصميم المادة العلمية، حيث لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استخدام تقنية المعلومات في نظام التعليم عن بعد وتوافر القوى البشرية المتخصصة في مجال تقنية المعلومات في مؤسسات التعليم العالي بقطاعيه».

وأكدت الباحثة أنه من خلال دراستها تبين أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استخدام تقنية المعلومات في التعليم العالي والجنس، كما أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استخدام تقنية المعلومات في التعليم العالي والعمر، وفروق ذات دلالة إحصائية بين تقنية المعلومات في التعليم العالي والمؤهل الأكاديمي، وأيضا لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين القطاع العام والخاص في استخدام تقنية المعلومات.

وأضافت الباحثة أننا نعيش اليوم عصرا له من السمات والخصائص ما لم يتسم به أي عصر من العصور السابقة، فقد اتسم العصر بالتفجر المعرفي الهائل الذي تتضاعف فيه المعلومات كل سبع سنوات مع سهولة انتقالها والوصول إليها دون عناء.

وأشارت إلى أن الثورة التقنية الهائلة اتصفت في مختلف جوانب الحياة، التي بفضلها لاحظنا التطور في كل مجالات الحياة؛ مما سهل اتصال الناس ووصولهم إلى بعض، كما فتح ذلك المجال أمام رأس المال للتحرك على المستوى العالمي فبرزت الشركات عابرة القارات ومتعددة الهويات مما عزز الاتصال والتواصل الثقافي حتى برزت إلى الوجود قيم عالمية وثقافية مشتركة تخطت الحدود الجغرافية لتكون الثقافة العالمية، والتعليم العالي أحد العناصر الثقافية المهمة في المجتمع، ولا يمكن أن يكون بمعزل عن هذه المتغيرات السريعة المتلاحقة، مما يحتم عليه أن يلعب دورا مهما ويكون له موقف تجاه العولمة ومتغيراتها المستمرة.

وأفادت بأن الفترة التي تعيشها السعودية تتميز بزيادة دعم وتنمية القطاع الخاص للاستثمار في كافة المجالات بما فيها التعليم، وتتجه إلى تشجيع الاستخدام الفاعل والكفء لشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) على مستوى الأفراد والمؤسسات التجارية والحكومية من أجل تنمية شاملة، وبما لا يتعارض مع القيم الإسلامية، بالإضافة إلى توجيهها إلى دمج تقنية المعلومات ضمن إطار نظام التعليم للانتقال بالسعودية إلى مكان مميز في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد.

وأضافت عسكول أن دراستها تهدف إلى التعرف على دور تقنيات المعلومات على تطوير التعليم العالي بقطاعيه العام والخاص من خلال دراسة وتحليل تقنيات المعلومات التي يمكن استخدامها في التعليم عن بعد.

مثل «الإنترنت، وخدمات البريد الإلكتروني، والمؤتمرات المرئية والمسموعة وغيرها»، ودراسة العوامل التي تؤثر في نظرة أعضاء هيئة التدريس على استخدام تقنيات المعلومات وتحديد العقبات والعوائق التي تمنع من استخدام تقنيات المعلومات ودراسة إمكانية تذليل العقبات لاستخدام مثمر لهذه التقنيات في نظام التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي بقطاعيه الخاص والعام.

واختتمت هذا الدراسة، لأنه يمكن تحقيق الجودة العالية في التعليم بالاتجاه نحو وسائل التقنيات والاتصالات الحديثة، فتحسين الجودة في التعليم والتدريب يعد عنصرا ذا فائدة اقتصادية؛ لاستخدام التقنيات في التعليم مما يجعل المنظمات تهتم بموضوع الجودة بوضع خطط استراتيجية لضمان جودة المناهج والخدمات المقدمة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والتأكد من توفير موظفي الدعم الفني لخدمة عملائها من طلاب وأعضاء هيئة تدريس.