حلف الناتو يشن غارات على طرابلس.. ويواصل هجماته على زليتن والبريقة

نظام القذافي يندد بمقتل 6 مدنيين خلال ضربة استهدفت مصنع أنابيب النهر الصناعي

ثوار ليبيون خلال معارك ضد القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بالقرب من الزنتان أمس (رويترز)
TT

أغارت طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على وسط طرابلس ليل الجمعة - السبت، خصوصا على المنطقة التي يسكن فيها العقيد معمر القذافي، وسمع دوي 7 انفجارات عنيفة على الأقل وسط العاصمة الليبية دون ورود أي خسائر، وجاء ذلك بينما واصل الناتو غاراته الجوية دعما للثوار وخصوصا في ضواحي مدينة زليتن على بعد 150 كلم شرق العاصمة.

ودوت الانفجارات خصوصا في المنطقة التي يقيم فيها القذافي بوسط طرابلس، وقد سبق واستهدفتها العشرات من غارات حلف الأطلسي منذ بداية التدخل العسكري الدولي في ليبيا.

وعلى الأثر أعلن التلفزيون الليبي في خبر عاجل، استنادا إلى مصدر عسكري، أن حلف الأطلسي قصف «مواقع مدنية في العاصمة» وأعلن أن «مدينة طرابلس تتعرض الآن لقصف استعماري صليبي».

ودوى انفجاران آخران ظهر أمس في المنطقة نفسها كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. كما هزت 4 انفجارات الفندق الذي تقطن فيه الأطقم الإعلامية الدولية، بحسب وكالة «رويترز». وقبل ذلك نفى النظام الليبي تصريحات تفيد بأن الثوار نفذوا الخميس الماضي عملية في طرابلس استهدفت عددا من أعيان النظام بمن فيهم سيف الإسلام، نجل العقيد القذافي.

وقال المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم في مؤتمر صحافي «لم يقع أي هجوم»، مؤكدا أن الثوار «بصدد خسارة المعركة في شرق البلاد وجنوبها الغربي وأنهم يحاولون رفع معنوياتهم بهذه الأكاذيب عن انتصارات صغيرة».

وقد أعلن علي العيساوي مساعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي أحد ممثلي المتمردين الليبيين أول من أمس في روما في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن رجاله نفذوا عملية في طرابلس استهدفت عددا من أعيان نظام العقيد معمر القذافي أسفرت عن إصابة بعضهم بـ«جروح خطيرة».

وقال العيساوي «أمس (الخميس) في طرابلس نفذت عملية استهدفت مركز عمليات لكبار مسؤولي النظام من بينهم سيف الإسلام القذافي»، نجل معمر القذافي.

من جانبه، واصل حلف الأطلسي غاراته الجوية دعما للثوار وخصوصا في ضواحي زليتن على بعد 150 كلم شرق طرابلس حيث أسفرت معارك عنيفة عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلا و126 جريحا في صفوف المتمردين هذا الأسبوع.

وأعلن حلف الأطلسي في بيان أمس أنه دمر الجمعة مستودعا عسكريا ودبابتين وبطاريتين مضادتين للطيران وآلية مدرعة قرب زليتن بينما استهدفت غارات أخرى قرب البريقة مستودعا و4 آليات مصفحة.

ومن جانبها، اتهمت السلطات الليبية حلف شمال الأطلسي بقتل 6 مدنيين في غارة على مصنع لأنابيب «النهر الصناعي العظيم» جنوب مدينة البريقة النفطية، في هجوم ندد به الزعيم معمر القذافي في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال مدير عام شركة النهر لتصنيع الأنابيب والإنشاء عبد الحكيم الشويهدي إن «ستة حراس قتلوا في هذا الاعتداء». وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن «حلف الناتو الصليبي قصف اليوم الجمعة (أول من أمس) مصنع البريقة لتصنيع أنابيب النهر الصناعي العظيم الذي يعتبر أكبر مصانع لإنتاج الأنابيب الخراسانية في العالم».

وأكد أن «حلف التخريب الصليبي قصف هذا المصنع بثلاثة صواريخ من طائراته»، مشيرا إلى أن «تدمير حلف الناتو له سيؤثر بشكل سيئ جدا على المشاريع الجديدة وعلى أعمال الصيانة التي تشتغل حاليا».

كما ندد المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم بهذا القصف واصفا إياه بـ«المجرم وغير المبرر»، مذكرا بأن طرابلس سبق وأن حذرت الأطلسي من أي مساس بهذا المشروع.

و«النهر الصناعي العظيم» مشروع بلغت تكلفته 33 مليار دولار ويقوم على استخراج الماء من الآبار الجوفية في جنوب ليبيا ونقلها بواسطة أنابيب عبر الصحراء إلى شمال البلاد حيث تتركز المدن ذات الكثافة السكانية العالية.

ولاحقا أوردت وكالة الأنباء الليبية أن القذافي وجه رسالة إلى «أعضاء مجلس الأمن من الدول غير المشاركة في العدوان على ليبيا، وذلك حول قيام الناتو الصليبي باستهداف وتدمير مصنع أنابيب النهر الصناعي العظيم بمنطقة البريقة الذي يتم فيه تصنيع الأنابيب لتعويض أي عطب في أنابيب النهر».

واتهم القذافي حلف الأطلسي في رسالته، بحسب الوكالة الرسمية، بممارسة «القتل الجماعي لكل الشعب الليبي عن طريق استهداف مصدر المياه الوحيد الذي يملكه واستثمر فيه المليارات ومن دونه تتوقف الحياة في ليبيا».

وتساءل القذافي في رسالته «ما علاقة مصنع كهذا بحماية المدنيين التي يدعي الحلف أنه يقوم بها؟»، مؤكدا أن «الحلف يستغل ذريعة حماية المدنيين لقتل المدنيين في ليبيا بالقنابل وبالتجويع والتعطيش وبتعطيل الحياة العامة».

وأضاف القذافي أن «المدنيين في ليبيا أحوج ما يكونون للحماية اليوم من عدوان الحلف الأطلسي»، داعيا أعضاء المجلس إلى أن «يتحملوا مسؤولياتهم الدولية والأخلاقية كأعضاء مجلس الأمن، وأن يوقفوا عدوان حلف الأطلسي على ليبيا الذي فاق كل وصف».

من جهة أخرى، أعلن الثوار أن طائرات مدنية تقوم برحلات جوية بين بنغازي (شرق) العاصمة وجبل نفوسة (غرب) بإذن من حلف شمال الأطلسي رغم الحظر الجوي المفروض على البلاد. وأعلن مسؤول الأمن في مدرج يقع على طريق في غرب ليبيا لم يكشف موقعه لأسباب أمنية «يمكن أن نسميه جسرا جويا بين بنغازي وجبل نفوسة، لقد بدأ قبل شهر» مؤكدا «أنها رحلات تجارية تنقل مدنيين، وأحيانا تتم يوميا حسب الضرورة، وبإذن من حلف الأطلسي».