أبو مازن: مضطرون للذهاب للأمم المتحدة بعد 64 عاما من الاحتلال والنسيان

قال في كلمة افتتاح اجتماع للسفراء في اسطنبول إنه لا يريد مواجهة مع واشنطن

جدل بين محتج فلسطيني ضد الجدار الفاصل وجندي اسرائيلي في بلدة الامر قرب الخليل جنوب الضفة الغربية، امس (ا ف ب)
TT

وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خطوة الذهاب إلى مجلس الأمن في سبتمبر (أيلول) القادم، للمطالبة بانضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة بالخطوة «الاضطرارية»، قائلا في افتتاح اجتماع عقد في اسطنبول التركية لجميع السفراء الفلسطينيين في العالم «إننا مضطرون لذلك وهذه ليست خطوة أحادية الجانب». وأضاف، «إننا سنلجأ بعد الله إلى الأمم المتحدة ونقول لهم هذا نحن بعد 64 عاما تحت الاحتلال ونريد حلا لنا» وأردف «مثل بقية شعوب العالم، نريد أن نكون أعضاء في الجمعية العامة، أعضاء في الأمم المتحدة، لا أكثر ولا اقل».

وقال أبو مازن إن الفلسطينيين سيلجأون إلى تفعيل قرار التقسيم 181، مستطردا «نريد أن نتعايش مع إسرائيل كجيران عندما نحصل على حقوقنا، ونريد أن نحصل على دولتنا بعد أن حصلوا على دولتهم وفق قرار الجمعية العمومية رقم 181، المشروط بإقامة دولة فلسطين، لكنهم أسسوا دولتهم ونسونا وما زلنا منسيين».

غير أن أبو مازن حرص على التأكيد أن أي تحرك باتجاه الأمم المتحدة، لن يكون بديلا للمفاوضات، وأنه ما زال مؤمنا بضرورة العودة إليها حتى بعد سبتمبر. وأوضح «حتى إذا حصلنا أو لم نحصل على ما نريد فسيبقى الطريق الوحيد أمامنا هو المفاوضات لأن هناك قضايا لا تحل من خلال مجلس الأمن أو غيره، إنما تحل عبر المفاوضات». وأضاف، «خيارنا الأول والثاني والثالث هو العودة إلى المفاوضات».

وينسجم ذلك مع تصريحات سابقة لأبو مازن في برشلونة الأسبوع الماضي، قال فيها إن الجهود التي تبذل للحصول على الاعتراف بدولة فلسطينية لن تكون على حساب المفاوضات، مؤكدا «نعرف أننا سنعود، مهما حصل، إلى طاولة المفاوضات لإيجاد أفضل الحلول الممكنة مع الإسرائيليين».

وخاطب أبو مازن أكثر من 90 سفيرا فلسطينيا حضروا لتنسيق الخطوات، «المطلوب الآن من سفرائنا، توحيد جهودهم والتفكير بكل الأساليب، للحديث مع الدول الموجودين فيها، وإقناعهم بدعمنا في سبتمبر المقبل».

ويشكل خطاب أبو مازن بداية إطلاق حملة دبلوماسية هي الأضخم، لإقناع العالم بدعم طلب العضوية، ويترافق ذلك مع إرسال أبو مازن موفدين إلى القارات الخمس. وقال أبو مازن «نحن ذاهبون للأمم المتحدة بهذا الخيار، ونسير في كل الاتجاهات نبحث عن كل صديق أن يعطينا رأيا في هذا الموضوع من الآن وحتى سبتمبر وعند ذلك سنرى النتيجة كانت سلبا أو إيجابا، سنعود إلى شعبنا وقيادتنا، ونقول هذا الذي حصل معنا».

وأضاف، «يجب أن نذهب الآن مسلحين بهذه الحجج وأمامكم الكثير من الكتب والدراسات، والكتيبات من أجل تعزيز حججكم وتتكلموا بلغة واحدة أمام العالم.. نريد الموقف الموحد من جميع السفارات، الجهد المستمر من أجل الدول الأخرى التي لم تعترف بنا حتى الآن، لدينا 118 دولة وهناك عدد آخر سيقف إلى جانبنا وليصل العدد إلى نحو 130 دولة، وهذا شيء مفيد لنا كلما كثرت الدول التي تعترف بنا ازداد موقفنا تصلبا وصمودا».

ومن غير المعروف ما إذا كان سيمضي الفلسطينيون فعلا نحو طلب عضوية الدولة في ظل رفض الولايات المتحدة، وبعدما أبلغت قيادة السلطة أنها ستستخدم الفيتو وستقطع المساعدات إذا ما أصرت السلطة على خطوتها.

وقال أبو مازن تعقيبا على الموقف الأميركي «قلنا للأميركان لا نريد أن نتواجه معكم، وليس لدينا مقدرة أو رغبة في ذلك، نحن نريد أن نذهب بالتفاهم معهم، ونحن مستمرون ودون انقطاع في الاتصال والحديث معهم».

وستحسم السلطة موقفها بشكل نهائي في اجتماع مصغر للجنة المتابعة العربية من المفترض أن يعقد في قطر في 4 أغسطس (آب) المقبل، على أن تقدم رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة بعد يومين من هذا الاجتماع.

وكانت اللجنة قد اجتمعت في الدوحة قبل أسبوعين، ووكلت أبو مازن بقيادة التوجه إلى الأمم المتحدة بنفسه، إذ سيحمل الملف إلى هناك.

من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، دعم تركيا بكل قوتها للمسعى الفلسطيني لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وقال إنه لا يمكن لإسرائيل أن تمنع الشعب الفلسطيني المحروم من تأسيس دولته. وأكد في كلمته في افتتاح مؤتمر السفراء، تأييده للتوجه للأمم المتحدة. وقال «فيما يخص دعوة التوجه إلى الأمم المتحدة، فهي دعوة محقة لفلسطين في هذه اللحظة التاريخية، وفي هذه اللحظة أؤمن بأننا سنستقي دروسا وعبرا مهمة وسنبدأ بمسيرة مهمة بالنسبة لكافة الشعب الفلسطيني ولكل من يدعم القضية الفلسطينية». وأضاف، «القضية الفلسطينية ليست للفلسطينيين وحدهم بل لكل من يؤيد العدالة». ووجه أردوغان رسالة إلى إسرائيل، دعاها فيها «بوقف إجراءاتها في القدس الشرقية المحتلة» و«وقف الاستيطان» و«إزالة العوائق التي تضعها لعرقلة الفلسطينيين» و«أن تقر بأن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية».

كما دعا إسرائيل إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، والسماح بإيصال المساعدات إلى أهلها قائلا «غزة جرح في قلوب الإنسانية وما يجري فيها هو ظلم تعلم به الإنسانية جمعاء». وأردف «تحياتي إلى عيون الأمهات الفلسطينيات الدامعات، أود أن أحيي الآباء والأمهات والأطفال واقبلهم من عيونهم فردا فردا».

وفي ما يخص الأزمة التركية الإسرائيلية، شدد أردوغان على ضرورة اعتذار إسرائيل الرسمي عن هجومها على أسطول الحرية، وتقديم التعويضات لأهالي الشهداء الأتراك، محذرا «إن لم تعتذر إسرائيل عما فعلته فإن العلاقات التركية معها لن تعود إلى وضعها الطبيعي». وقال «إذا لم تعتذر إسرائيل بشكل رسمي وإذا لم تقدم التعويضات لأهالي الشهداء ولم تقم بإزالة الحصار عن غزة، فإن العلاقات بينها وبين تركيا لن تعود إلى وضعها الطبيعي.. من يعتقد بأن الظلم سيدوم إلى الأبد فإنه مخطئ».