مقتل زعيم متمرد في السودان الجنوبي على يد منشق عنه وجيش الجنوب ينفي ضلوعه في الحادث

بعد أسبوع من استقالته.. باقان أموم يتراجع ويؤدي القسم وزيرا مكلفا

TT

أعلن جيش السودان الجنوبي عن مقتل زعيم أحد الميليشيات المتمردة في إحدى الولايات القريبة من الشمال، في وقت أعلن فيه الأمين العام للحركة الشعبية، باقان أموم، عن تراجعه عن استقالته من وزارة السلام، بعد أن رفض الرئيس سلفا كير قبولها بعد أسبوع واحد من قيام الدولة الجديدة، في وقت شدد فيه سلفا كير على أن منطقة أبيي المتنازع عليها مع الشمال، ستعود «جنوبية وافق الرئيس البشير أم أبى».

وكشف الناطق باسم الجيش الشعبي الجنوبي، فيليب أقوير، عن مقتل أحد زعماء الميليشيات المتمردة بولاية الوحدة، الغنية بالنفط والقريبة من الشمال، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن المتمرد قلواك قاي بدأ محادثات قبل شهرين مع حاكم ولاية الوحدة، تعبان دينق، حول إنهاء التمرد بالولاية، وإعلان انضمامه للجيش الشعبي»، وأضاف: «إن الجيش الشعبي ظل طوال الفترة الماضية يقدم الغذاء لمجموعة قاي؛ حتى يتم استيعاب جنوده في جيش دولة الجنوب»، وأكد أقوير أن قاي قتل، أمس السبت، على يد أحد جنوده خلال مواجهة مسلحة مع مجموعة انشقت عنه بعد خلافات بين المجموعتين حول الانضمام إلى جيش الجنوب، مشيرا إلى أن لجنة شكلتها قيادة الجيش الشعبي برئاسة اللواء هنري مكانج، اجتمعت مع قاي ومجموعته لإكمال استيعابهم في الجيش، وأضاف: «لكن قاي منذ ثلاثة أيام تراجع عن اتفاقه وقام بسجن أربعة من ضباطه، مما دفع نائبه، العميد ماكور أشويل، للانسلاخ عنه»، وقال إن المجموعتين خلال اجتماع بينهما دخلوا في اشتباكات أدت إلى مقتل قلواك قاي وثلاثة آخرين من ضباطه، نافيا ضلوع الجيش الشعبي في مقتل قاي، غير أنه أكد أن أكثر من 80 من مجموعة زعيم التمرد القتيل، انضموا إلى الجيش الشعبي، وقال إن الأوضاع الأمنية في الولاية مستقرة ولا تشهد أي توتر.

إلى ذلك، وبعد أسبوع من تقديمه استقالته، تراجع الأمين العام للحركة الشعبية في السودان الجنوبي، باقان أموم، عن الاستقالة من منصبه كوزير مكلف في وزارة السلام وتنفيذ اتفاقية السلام، وأدى القسم، أمس، أمام رئيس السودان الجنوبي، سلفا كير ميارديت، ليعود للعمل في الوزارة، منهيا الجدل الذي دار حول استقالته من منصبه في الوزارة، التي تقدم بها في الحادي عشر من الشهر الحالي، وقد انخرطت قيادة الحركة الشعبية منذ ذلك (تاريخ تقديم الاستقالة) في اجتماعات مكثفة بغرض ثنيه عنها، إلى أن نجح مسعاها في حمله على التراجع عنها.

وقال أموم في تصريحات صحافية عقب أدائه القسم إنه يشكر الرئيس سلفا كير ميارديت؛ للثقة وللمسؤولية التي أولاهما له لمواصلة مهامه أمينا عاما للحركة، ووزيرا مكلفا للسلام وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، وعبر فيها عن استجابته لآراء زملائه في الحكومة وفي الحزب، بالعدول عن الاستقالة في هذا التوقيت الحرج من تاريخ السودان الجنوبي، لا سيما بعد أن نال استقلاله، ويتوجه الآن لبناء دولته الجديدة، وقال إنه سعيد بالعمل تحت قيادة الرئيس سلفا كير في الحركة الشعبية وفي حكومة السودان الجنوبي؛ لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، وإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير، وإعلان استقلال دولة السودان الجنوبي، معربا عن فرحته باعتلاء علم جمهورية السودان الجنوبي بين رصفائه من أعلام الأمم الحرة على مستوى العالم، وباعتراف 192 دولة، هي عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة، بميلاد الدولة الجديدة، ما وصفه بالإنجاز غير المسبوق.

وأكد أموم عزمه على دعم سلفا كير، وتنفيذ توجيهاته وسياساته من أجل بناء أمة ودولة السودان الجنوبي في رحلتهما الجديدة من النضال، وقال: «إن المرحلة تتطلب التحرر من الأحقاد والتفرغ لإطلاق الطاقات الخلاقة الكامنة؛ لخلق الثروات والرفاهية والسلام للسودان الجنوبي».