اليمن: مواجهات عنيفة في شمال صنعاء وتدمير وإعطاب عدد من الدبابات

مبعوث دولي يلتقي بأطراف في السلطة والمعارضة اليمنية لبحث تنفيذ المبادرة الخليجية

TT

أخذت المواجهات الدائرة في شمال صنعاء بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين القبليين بعدا جديدا بعد أن تطورت إلى حد المواجهات الميدانية، في وقت يواصل مبعوث أممي مشاوراته ولقاءاته في صنعاء من أجل بلورة رؤية للأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن. وأكدت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات الدائرة منذ أكثر من شهرين في أرحب بشمال صنعاء، والتي استخدمت فيها قوات الحرس الجمهوري المدافع والدبابات و«الكاتيوشا» في قصف مناطق القبائل الموالية للثورة، تطورت إلى حد المواجهات البرية، حيث قال شهود عيان إن دبابات تابعة للواء العسكري 63 حاولت التوغل في منطقة بني جرموز بأرحب، غير أن المواطنين تصدوا لها بأسلحتهم الشخصية. وذكرت المصادر أن الهجوم الذي نفذته قوات الحرس الجمهوري على مناطق في أرحب كان عنيفا، وأن مواجهات دارت بين القبائل وقوات الجيش، أسفرت عن تدمير وإعطاب القبائل لعدد من الدبابات وإجبار رتل منها على العودة من حيث أتى.

وأشارت إحصائية أولية إلى سقوط عدد من رجال القبائل جرحى في المواجهات التي تجري منذ أكثر من شهرين، بعد أن منعت قبائل شمال صنعاء القوات الموالية لصالح من الدخول إلى صنعاء لتعزيز الوضع الميداني للقوات النظامية. واتهمت مصادر قبلية الحملة العسكرية التي توجهت إلى قرى أرحب بتدمير بعض المنازل والمزارع في طريقها، وتقول السلطات اليمنية إن مسلحين قبليين في شمال صنعاء يشنون هجمات على المواقع العسكرية هناك، في حين تتهم المصادر القبلية الحرس الجمهوري بقصف القرى بسبب تأييد قبائل المنطقة للثورة المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح. وفي منطقة «ثومة» بمديرية نهم بشمال صنعاء، أيضا، سقط قتيلان وجرح عدد آخر من المواطنين في مواجهات مسلحة مع قوات الجيش التابعة للحرس الجمهوري والمرابطة في المنطقة، بعد قصف عنيف للقرى بمختلف أنواع الأسلحة. وفيما يتعلق بأزمة المشتقات النفطية وعد وزير الصناعة والتجارة في حكومة تصريف الأعمال هشام شرف بإنهاء الأزمة الحادة في المشتقات النفطية التي تعاني منها معظم مدن اليمن مطلع الأسبوع الجاري. وقال شرف في تصريح نقلته صحيفة الثورة الرسمية إن الأزمة «ستنتهي مطلع الأسبوع الجاري حيث بدأت عملية تزويد مختلف محطات البنزين على مستوى أمانة العاصمة وبقية المحافظات بالبنزين الخالي من الرصاص كخطوة أولى لإنهاء الأزمة الراهنة في المشتقات النفطية». وأضاف هشام شرف أنه تم استيراد 90 ألف طن من النفط كدفعة أولى لتغطية العجز القائم في المشتقات النفطية. وتعيش معظم مدن اليمن أزمة خانقة في المشتقات النفطية من شهرين، فاقمها تفجير أنبوب نفط رئيسي يزود السوق المحلية بالمحروقات. وأعيد إصلاح أنبوب النفط قبل نحو أسبوع. وقال هشام شرف إن الاحتياج اليومي من الديزل لجميع المحافظات يصل إلى 8 آلاف طن، ويبلغ احتياج صنعاء منها 140 طنا، مضيفا أن الاحتياج اليومي من البنزين لليمن 4.5 ألف طن. وكانت مصادر رسمية قالت الجمعة إن ميناء الزيت بعدن سيستقبل الأسبوع القادم أول شحنة من النفط الخام المحلي من مأرب قادمة من ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» عن مصادر محلية قولها إن ناقلات النفط اليمنية بدأت بالتزود بخامات النفط بعد إعادة إصلاح الخط الواصل من محافظة مأرب، مضيفة أن 400 ألف طن متري ستصل إلى ميناء الزيت تباعا بحيث تبلغ الكمية الأولى 80 ألف طن متري. وتوقعت المصادر أن تسهم إعادة تشغيل الخط النفطي في تخفيف أزمة المشتقات النفطية التي تشهدها محافظات اليمن.

إلى ذلك، يواصل جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، لقاءاته ومشاوراته مع الأطراف السياسية اليمنية لبحث الأزمة في اليمن والمبادرة التي تقدمت بها المنظمة الدولية لحل الأزمة في اليمن والتي تنطلق من المبادرة الخليجية التي وافقت ووقعت عليها الأطراف اليمنية في السلطة والمعارضة، لكن الرئيس صالح لم يوقعها رغم قبوله بها. وقالت مصادر مطلعة في صنعاء إن بن عمر التقى، أمس، قادة أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة، بعد لقائه الشيخ حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر، من الطرف المعارض، ونائب الرئيس والقائم بمهامه، الفريق عبد ربه منصور هادي، وكانت السلطات اليمنية رحبت بالمساعي الأممية التي جاءت على شكل مبادرة تستوعب المبادرة الخليجية بعد تعديلات عليها، غير أن بنود هذه المبادرة لم تنشر حتى اللحظة.

على صعيد آخر، تبادلت المعارضة والسلطة الاتهامات بشأن مقتل سيدة وطفلة في قصف مجهول استهدف أحد أحياء مدينة تعز اليمنية، وقالت مصادر معارضة إن امرأة وطفلة قتلت في قصف لقوات الحرس الجمهوري، غير أن مصدرا أمنيا رسميا اتهم «ميليشيات مسلحة تابعة للقاء المشترك بتعز أطلقت اليوم قذيفتين (آر بي جي) باتجاه منزل المواطن عبد الرحمن أحمد سعد العديني وكذا منزل المواطن صادق علي سعيد في حارة الكمب الروسي شمال مدينة تعز». وأكد المصدر اليمني أن «هذا العمل الإرهابي الجبان أدى إلى مقتل فتاتين هما أسماء محمد الحاج (25) عاما ونجوى مقبل قائد (10) سنوات، وكذا إصابة الطفل ريان عبد الرحمن، 6 سنوات». وخرجت مسيرة نسائية غاضبة في تعز تندد بمقتل الشابة والفتاة في تعز، وهتفت المسيرة: «يا للعار يا للعار.. المرأة تضرب بالنار».

وفي موضوع آخر أعلن مصدر أمني يمني السبت أنه تم اعتقال 4 مشبوهين يمنيين إثر هجوم بسيارة مفخخة أودى بحياة بريطاني في عدن الأربعاء. وأوضح المصدر أن المشبوهين الأربعة يقطنون في حي المعلا حيث وقع الهجوم، من دون أن يستبعد توقيفات أخرى.

وقتل بريطاني مسؤول عن شركة بحرية في اعتداء بسيارة مفخخة في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن. وقالت السلطات إن الاعتداء يحمل بصمات «القاعدة». وتسعى القوى الغربية ودول الإقليم إلى احتواء الفوضى في اليمن بالضغط على صالح حتى يوقع اتفاقا توسطت فيه دول الخليج للتنازل عن السلطة. لكن الرئيس اليمني تراجع عن التوقيع على الاتفاق 3 مرات في اللحظات الأخيرة وتعهد بالعودة إلى اليمن.