اغتال مسلحون مجهولون عصر أمس في طهران العالم النووي الإيراني داريوش رضائي، وتجري الشرطة الإيرانية تحقيقاتها في الحادث الذي أدى أيضا إلى إصابة زوجته بجروح. وفي غضون ذلك، صرح قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي بأن الخليج وبحر عمان منطقة حرة ومستقلة اليوم بفضل «الحضور الإيراني القوي» فيها.
واغتال مسلحون عصر أمس بطهران الدكتور داريوش رضائي أستاذ الفيزياء النووية بجامعة المحقق الاردبيلي والذي كان يعد لأطروحة الدكتوراه بالفيزياء النووية في جامعة فردوسي بمدينة مشهد، حسبما أوردته وكالة مهر الإيرانية.
وأفادت الوكالة أن داريوش رضائي ولد في عام 1965 في قرية اوجبلاغ بمجني أردبيل (شمال غرب) وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية بطهران.
وفي عام 1988 تم قبوله بجامعة تبريز فرع الفيزياء التطبيقية، وفي عام 1993 أكمل دراسته بجامعة أمير كبير (بلي تكنيك) فرع الهندسة النووية قسم هندسة المفاعل.وحصل على شهادة الماجستير في مجال فيزياء النيوترون في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في قسم المفاعل، وأصبح في عام 1996 عضوا في الهيئة العلمية بجامعة المحقق الاردبيلي. وأفادت وكالة إسنا للأنباء أن رضائي خبير يرتبط بالهيئة الإيرانية للطاقة الذرية.
وأكد مصدر مطلع في شرطة طهران نبأ اغتيال عالم الفيزياء أمام منزله، مشيرا إلى أن زوجته أصيبت أيضا في الحادث وتم نقلهما إلى المستشفى، وأضاف أن الشرطة بدأت التحريات للكشف عن منفذي عملية الاغتيال الذين استخدموا دراجة نارية في تنفيذ العملية.
ويذكر أن الحادث ليس فريدا من نوعه فقد وقعت حوادث مماثلة في الآونة الأخيرة، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قتل عالم إيراني وأصيب آخر في طهران. وألقت إيران خلال الأشهر القليلة الماضية القبض على عدد من «الجواسيس النوويين» محذرة مواطنيها من تسريب أي معلومات إلى أجهزة مخابرات سرية أجنبية.
وتواجه إيران أزمة مع الولايات المتحدة وحلفائها بسبب أنشطتها النووية التي يرى الغرب أنها غطاء سلمي لمشروع نووي عسكري سري وهو ما تنفيه طهران.
وفي سياق منفصل، قال خامنئي إن الخليج وبحر عمان منطقة حرة ومستقلة اليوم بفضل الحضور الإيراني «القوي» فيها، وأكد خامنئي في كلمة له أمس أمام قادة وكوادر القوة البحرية للجيش الإيراني في مدينة بندر عباس جنوب إيران، إن وجود الأساطيل البحرية الأميركية والأوروبية في المنطقة أمر مضر وغير مطلوب.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن خامنئي قوله إن «زمن سيطرة القوى الكبرى على مصير الشعوب بواسطة حضورها العسكري قد ولى بعد أن أصبحت الشعوب واعية».
وأضاف خامنئي «إن شعوب المنطقة باتت واعية وتعتبر الوجود العسكري الأجنبي سببا لغياب الأمن والاستقرار فيها»، وتابع «إيران لم ولن تشجع أي بلد على المواجهة والحرب وإنها ستتجنب أي مواجهة مصادفة أو ممنهجة ولكن يجب على الذين يوظفون تقدمهم العسكري للسيطرة والغطرسة أن يعلموا بأن هناك شعبا قويا يقف أمام غطرستهم».إلى ذلك، احتجت طهران أمس على قيام ألمانيا بالسماح بوجود زعيم مجموعة بيجاك الكردية الإيرانية المعارضة على أراضيها.
وذكرت وكالة مهر للأنباء أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت أمس القائم بأعمال السفارة الألمانية بطهران كادن باخ وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة بشأن ممارسات مجموعة بيجاك وإقامة زعيمها في ألمانيا. وأضافت «رئيس الدائرة الأولى لغرب أوروبا بوزارة الخارجية أشار في هذا اللقاء إلى ممارسات مجموعة بيجاك الإرهابية خلال السنوات الماضية والتي أدت إلى استشهاد وإصابة العديد من مواطني إيران».
وقال المسؤول الإيراني «وجود زعيم بيجاك في الأراضي الألمانية يمثل انتهاكا للالتزامات الدولية للحكومة الألمانية وتشجيعا للإرهابيين في الاستمرار بجرائمهم ضد الإنسانية» وطالب برلين باتخاذ الإجراءات الجادة لمنع نشاطات عناصر مجموعة بيجاك.
من جانبه، قال القائم بأعمال السفارة الألمانية إنه سينقل احتجاج إيران إلى حكومته وسيبلغ الخارجية الإيرانية بردها.