«ناسا» ترسل عربة آلية جديدة نحو المريخ

برنامج جديد لاستكشاف الكواكب

TT

بعد يوم من إسدال الستار على برنامج إطلاق مركبات المكوك الفضائي، أعلنت وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أنها تستعد لإرسال عربة آلية جوالة جديدة للسير على سطح المريخ. وتعتبر هذه العربة العاملة على الوقود النووي مختبرا علميا جديدا موجها لاستكشاف كوكب المريخ، ومكونات الحياة عليه.

وقال علماء «ناسا» إن المختبر الآلي الذي يسمى «مختبر المريخ العلمي» ويبلغ حجمه حجم سيارة من المركبات الوعرية، يجري إعداده للإطلاق في 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، وسوف يحط في أغسطس (آب) العام المقبل قرب جبل في حفرة «غايل كريتر» من الكوكب التي يبلغ قطرها 96 ميلا (154.5 كلم)، قريبة من خط الاستواء للمريخ. ويرتفع الجبل عموديا إلى نحو 3 أميال (4.8 كلم) تقريبا.

وجاء الإعلان بعد اختتام برنامج مركبات المكوك الفضائي الذي ظلت تسيره «ناسا» منذ 30 عاما بهبوط المكوك «أتلانتس» يوم الخميس الماضي في مركز كيندي للفضاء.

وقال جون غروتزنغر، العالم المسؤول عن مشروع المختبر العلمي الجديد في متحف سميثسونيان للطيران والفضاء في واشنطن، في حديث نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» إن الجبل عريض ومنخفض ويمكن لعربة الفضائية الجوالة الجديدة صعوده. وأضاف أن مهمة العربة الجديدة ستستغرق سنتين يعبر فيها المختبر طبقات جيولوجية متنوعة تماثل طبقات الأخدود العظيم. وستدقق العربة بشكل خاص في وجود طبقات الطين ومركبات الكبريت التي تشير إلى وجود المياه.

ويعتبر هذه المختبر الآلي الجوال أكبر حجما وأكثر وزنا من العربتين الجوالتين اللتين أطلقتهما «ناسا» نحو كوكب المريخ، وهما «سبيريت» و«ابورتشنتي» اللتان كانتا تعملان على الطاقة الشمسية. وسوف تتولد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل العربة الجديدة من الطاقة الحرارية الناتجة من 10 أرطال (4.53 كلغم تقريبا) من البلوتونيوم. وكان من المقرر إطلاق هذا المختبر الآلي قبل عامين.

ويخشى الكثير من الأميركيين أن تمثل نهاية برنامج المكوك تنازل الولايات المتحدة عن ريادتها في مجال الفضاء. لكن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قال إن الهدف هو بناء سفن فضاء جديدة يمكنها السفر لأبعد من المدار القريب من الأرض الذي وصلت إليه مركبات المكوك، وفي النهاية إرسال رواد فضاء إلى كواكب مثل المريخ وغيرها من المواقع في قلب الفضاء.

إلى ذلك، من المقرر أن يبحث مسؤولون في الوكالة، يوم الأربعاء المقبل، في كيب كنافيرال، الاستعدادات لمهمة سفينة «جونو» الفضائية غير المأهولة إلى كوكب المشترى، التي يتوقع لها أن تصل إلى مدار المشترى في يوليو (تموز) 2016، بعد إطلاقها المقرر في أغسطس المقبل، بهدف التعرف عليه وعلى بدايات النظام الشمسي بالكشف عن أصل وتطور أكبر كواكبه.

ونقلت وكالة «رويترز» عن وليد عبد العاطي، كبير العلماء في «ناسا»، القول إن «الكثير من الاهتمام أعير للحدث الذي انتهى أمس بهبوط مكوك الفضاء الذي يمثل طي هذه الصفحة، والانتقال إلى فصل جديد من استكشاف الإنسان للفضاء». وأضاف عبد العاطي في متحف الطيران والفضاء: «تتغير الأشياء وتتطور، ولكن ما يظل ثابتا هو الدافع للاستكشاف والوصول لما هو أبعد، وفهم ما يحيط بنا، وموضعنا فيه».

وتخطط «ناسا» لنقل مركبات برنامج المكوك الـ3 إلى المتاحف والاستعداد لتطوير برنامج جديد للاستكشاف المأهول الذي يهدف لاستكشاف قلب النظام الشمسي الذي لم يستكشف حتى الآن سوى بأجهزة روبوتية فقط.