واشنطن: إدانة والد الأفغاني زازي بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية

بينما ينتظر الابن السجن المؤبد

TT

بينما ينتظر نجيب الله زازي، الأفغاني الذي أدين السنة الماضية بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية في عدة مدن أميركية، إعلان الحكم بالسجن المؤبد، أدانت محكمة في نيويورك والده، محمد والي زازي، بتهمة تشجيع آخرين للقيام بأعمال إرهابية، والكذب في أوراق الهجرة إلى أميركا.

وأدانت هيئة المحلفين الوالد بعد اكتشاف أنه أخفى أدلة ضد ابنه، وذلك عندما علم بأن الشرطة سوف تحقق معه، وسوف تفتش منزله. وجاء الحكم في اليوم الثاني من المداولات في المحكمة الاتحادية في بروكلين التي استمعت إلى شهادات ضد زازي الأب من شرطة في مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، بالإضافة إلى أقارب ومعارف.وكانت الشرطة وجهت أصابع الاتهام إلى عدد من هؤلاء، منهم ابن أخ، وأخ، اعترفوا بأنهم مذنبون في جرائم خفيفة، مقابل التعاون مع المحققين والمدعين. وخلال المحاكمة، شككت محامية زازي الأب في شهادات هؤلاء الأقرباء. وأشار إلى أن شهاداتهم كانت بدافع المصلحة الذاتية. وقالت ديبورا كولسون، المحامية التي اختارتها المحكمة لأن زازي الأب لم يكن قادرا على استئجار محام «هؤلاء الأقرباء كذابون، وهناك أدلة تؤكد ذلك». وأضافت: «كذبوا على (إف بي آي)، وكذبوا على المحلفين في المحكمة». لكن بيريت بيرغر، المدعية الحكومية، قالت إن الشهود يمكن الثقة فيهم، ورفضت ادعاء المحامية. وقالت «التركيز ليس على ذنب الشهود. التركيز على إدانة هذا الرجل: محمد والي زازي». وقالت محامية زازي إنها سوف تستأنف الإدانة.

وكان زازي الابن اعترف، السنة الماضية، بأنه مذنب، للتآمر لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، ولارتكاب جريمة قتل في الخارج (أفغانستان)، ولتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية (القاعدة). وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة. وكان زازي الأب اتهم بالتخطيط لتدمير معدات لصنع قنابل، حتى لا تعثر عليها الشرطة. بما في ذلك مذيبات كيماوية، ومواد كيميائية أخرى، وأقنعة ونظارات، كان الابن تركها في ورشة لتصليح السيارات في كولورادو. وكشفت الشرطة أن هذه المواد تتبع نقيب جاجي، زوج شقيقة زازي الابن، وابنة زازي الأب.

وأيضا اتهم زازي الأب بالكذب على الشرطة حول علاقته مع إمام في نيويورك، وهو الإمام أحمد أفضلي. وفي الحقيقة، كان أفضلي عميلا للشرطة الأميركية، وتعهد مع الشرطة بجمع معلومات في سنة 2009 عن زازي الابن. لكنه، في نهاية تلك السنة، قال لزازي الأب إن الشرطة تحقق معه، وإنها ستأتي إلى منزله لتفتشه.وشهد أمام محكمة نيويورك مايكل كوبلاند، من شرطة «إف بي آي»، بأنه سأل زازي الأب عن علاقته بالإمام العميل أفضلي، وأن زازي الأب نفى وجود أي علاقة، رغم أن فواتير التليفونات تؤكد ذلك.

وأيضا، أدين زازي الأب لأنه كذب حول علاقته بأمان الله زازي، حيث قال إنه ابنه، لكنه في الحقيقة ابن أخته. وكان أمان الله زازي أدين العام الماضي بتهمة السفر إلى أفغانستان والاتصال مع منظمة القاعدة الإرهابية، وأيضا، تدرب في معسكراتها في أفغانستان.

وأمام المحكمة، شهد ضد زازي الأب الإمام العميل أفضلي. وأيضا، شهد ضده نقيب جاجي زوج ابنته، رغم أن جاجي نفسه شهد أمام المحكمة بأنه كان أدين السنة الماضية بأنه كذب على الشرطة. وقال مراقبون في واشنطن إن قضية والد زازي هي ثاني فرع لقضية زازي الابن، وإن الفرع الأول كان اعتقال مهاجرين تعاونا مع زازي لتفجير منشآت وقطارات تحت الأرض. والمعتقلان هما اديس مدونجانين (25 سنة) المهاجر من البوسنة، وزازين أحمد زاي (24 سنة) المهاجر من أفغانستان.

في ذلك الوقت، نقلت صحيفة «نيويورك بوست» على لسان روبرت غوتليب، محامي مدونجانين، أن «إف بي آي» صادرت جواز موكله، وأنه يعتقد أن من أسباب اعتقاله جمع مزيد من المعلومات عن خطة زازي، وذلك بسبب علاقته القوية مع الرجلين، وأن مدونجانين كان صحب زازي، عام 2008، إلى معسكر للتدريب في باكستان.

وفي ذلك الوقت، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن مدونجانين، عندما عاد إلى منزله ووجد شرطة «إف بي آي» في المكان، هرب بسيارته. ثم طاردته الشرطة، ولم تقبض عليه إلا عندما اصطدمت سيارته بسيارة أخرى في حي كوينز، القريب من حي بروكلين في نيويورك، وأصيب مدونجانين بجراح طفيفة، وقضى ساعات قليلة في مستشفى حي كوينز، قبل أن ينقل إلى السجن الفيدرالي في مانهاتن، في قلب نيويورك.

ونقلت الصحيفة على لسان المحامي أن موكله، مدونجانين، اعتقل في ظروف غامضة، وذلك لأن متحدثا باسم المكتب قال إنه اعتقل بينما كان يهرب جاريا، بينما قال متحدث آخر إنه اعتقل بعد أن صدمت سيارته سيارة أخرى. وأيضا، شكك المحامي في ظروف نقل موكله إلى المستشفى، ثم إلى السجن الفيدرالي، وقال إن «إف بي آي» تعمدت أن تسأل موكله أسئلة كثيرة في غياب المحامي.

وكانت قضية زازي الابن (25 سنة) أثارت الاهتمام الأمني والسياسي في وقتها، خاصة لأن «إف بي آي» قالت إن القنبلة كانت ستحدث خسائر كبيرة في الممتلكات والأرواح، وإن زازي كان يريد إصدار إعلان للشعب الأميركي في ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وإنه كان يتنقل بين نيويورك وولاية كولورادو حيث كان يعمل سائق حافلة في مطار دنفر.

وبينما قالت تقارير إن زازي خطط لسلسلة تفجيرات في مختلف أنحاء نيويورك، قالت تقارير أخرى إنه خطط لتفجير قنبلة واحدة كبيرة في «غراوند زيرو» (نقطة الصفر) في المكان الذي كان فيه مركز التجارة العالمي الذي انهار برجاه يوم 11 سبتمبر 2001.