قنصل أسبق تحول إلى المعارضة: الأسد يتعاطى بعنف غير مسبوق مع المتظاهرين

قال إن السعي لإنشاء حكومات ظل خطأ.. ودعا لإجراء انتخابات نيابية مبكرة

TT

يشرح بدر جاموس، قنصل سوريا الفخري الأسبق في منغوليا لما يزيد على عشر سنوات، أسباب انضمامه لصفوف المعارضة بعدما كان يرى في الرئيس السوري بشار الأسد رجل إصلاح، ويقول: «كنا نتوقع من الرئيس الأسد رد فعل مختلفا كليا عما شهدناه في عام 1982 ولكن المفاجأة أن رد فعله جاء أعنف. هو يضرب بكل المواثيق الدولية عرض الحائط بعد كل ما شهدناه من عمليات قتل أطفال ونساء في أنحاء سوريا كافة».

ويوضح جاموس لـ«الشرق الأوسط» أن «العنف غير المسبوق الذي يتعاطى به الأسد مع المتظاهرين كان عنصر وحدة للم صف المعارضة السورية في الخارج»، مشددا على أن «مطلب المعارضة الأول اليوم هو الحرية والتعددية». ويضيف: «نحن نرفض أي تدخل عسكري ومن أي جهة أتى لأننا واثقون أن التغيير قادم على أيدي الثوار. مطالبنا مع انطلاقة الثورة كانت محدودة ومنطقية جدا؛ الحرية الديمقراطية والتعددية، لكن الأسد جابهها بالعنف».

ولا يخفي جاموس أن «المعارضة السورية تعيش في نوع من الفوضى، فهي ليست منظمة وليس لها أهداف موحدة»، ويرد ذلك للنظام السوري الذي منع التعددية. ويضيف: «نحن اليوم وخلال المؤتمرات التي نعقدها في تركيا وغيرها نتعرف على وجهات نظر بعضنا البعض، نسمع لبعضنا البعض ونعيش الديمقراطية الحقيقية التي لطالما افتقدناها وهذا بحد ذاته تطور كبير».

ويعتبر جاموس أن «مطالبة البعض وسعيه لإنشاء حكومات ظل خطأ»، لافتا إلى أننا «لم نصل بعد لهذه المرحلة»، ويضيف: «يجب أن يقتصر عملنا كمعارضة خارجية حاليا على إيصال صوت شعبنا للرأي العام الدولي ولدعم أهلنا ماديا في الداخل وأهلنا اللاجئين في تركيا ولبنان. ليس نحن من ينشئ الحكومات بل الشارع السوري المقاوم، فهو من دفع الضريبة وبالتالي أصواته في صناديق الاقتراع هي من ستحدث الفرق».

ويدعو جاموس «لإجراء انتخابات نيابية مبكرة تكون كفيلة بإنتاج حكومة جديدة»، معتبرا أن «المعارضة في الخارج لا تمثل كل الشعب السوري وبالتالي لا يحق لها إنشاء حكومات هنا وهناك»، ويضيف: «انبثق عن المؤتمرات السابقة لجنة تجول على بعض العواصم الدولية بهدف حثّ حكومات هذه الدول على عدم التصدي لقرارات قد توقف هدر دماء الشعب السوري».

ويرى جاموس أن «الحراك الدولي الحاصل ليس كما هو مطلوب وبطيء على الرغم من أنه يتخذ منحى تصاعديا». ويقول: «أما فيما خص الحراك العربي فنحن أصلا لا نعتمد عليه لأن الأنظمة العربية كافة تخاف من أن تفتح باب التغيير فيطالها ما طال الأسد. أما جامعة الدول العربية فهي التي أنشئت لتمثيل الشعوب العربية نراها صورة طبق الأصل عن الأنظمة القائمة».

ويلفت جاموس إلى أن «رد الفعل العربي الرسمي كان منتظرا ولم نكن نعول عليه ولكن عتبنا على الشارع العربي، فسوريا استضافت على مدى 50 سنة لاجئين عربا وساعدت الشعوب العربية فقدمت لها المساعدات والأسلحة وحتى حاربت معها فأتى رد فعل هذا الشارع العربي نفسه في المحنة السورية ضعيفة جدا». ويتابع قائلا «نحن على يقين أن الشارع السوري هو من سيقود التغيير، ولكن كل ما كان مطلوب من الشعوب العربية دعم معنويا لا أكثر ولا أقل».

وجدد جاموس الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة يشارك فيها الأسد، وقال: «في حال حظي بـ51 في المائة من أصوات الشعب السوري فليعد إلى الحكم. لكننا على يقين أنه لم يعد يمثل أكثر من 10 في المائة من هذا الشعب بعدما أمعن في قتله وشجع الطائفية سعيا لإشعال حرب أهلية».