إضراب عام في حمص وانتشار عسكري.. وحصار أمني على باب السباع

الأسد يعين محافظين جديدين وسط الاضطرابات التي تشهدها البلاد

تشييع الشهيد فايز علي الساعور بمظاهرة ضخمة بضاحية دوما بدمشق
TT

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مرسومين بتعيين محافظين جديدين في البلاد. وقام الأسد بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا لمحافظة دير الزور، الواقعة شرق البلاد والقريبة من الحدود العراقية، التي شهدت احتجاجات حاشدة على مدار الشهر الماضي.

كما عين الرئيس السوري محافظ دير الزور، حسين عرنوس، في منصب محافظ محافظة القنيطرة، التي تقع جنوب غربي البلاد وتضم مرتفعات الجولان.

وكان ما يقرب من 15 ألف شخص شاركوا في اعتصام أمس السبت في دوار المدلجي بمحافظة دير الزور. وطالب المعتصمون بإسقاط الحكومة، وأحيوا ذكرى القتلى الذين سقطوا خلال أشهر الاحتجاجات.

ويقول ناشطون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان إن ما يربو على 1480 مدنيا و365 من أفراد الأمن لقوا حتفهم منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية ورحيل الأسد، في منتصف مارس (آذار) الماضي في سوريا.

وكان الأسد غير بالفعل محافظي محافظات حماه، وسط البلاد، ودرعا في الجنوب، وحمص في الغرب.

من ناحية أخرى، ذكر موقع «سيريانيوز» أن قبرص سحبت الجنسية التي منحتها في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي لرجل الأعمال السوري الشهير، رامي مخلوف، ابن خال الأسد. يأتي قرار قبرص في إطار العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المسؤولين السوريين البارزين.

إلى ذلك، انتشرت قوات عسكرية بكثافة، أمس، في بعض أحياء مدينة حمص (وسط) استعدادا لشن حملة أمنية فيها، بينما طالت حملة الاعتقالات التي تشنها الأجهزة الأمنية المئات منذ الخميس في دمشق, حسبما أفاد به ناشطون وحقوقيون.

يأتي ذلك في حين أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، مرسوما يقضي بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا لدير الزور (شرق)، التي شهدت يوم الجمعة الماضي مظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من 550 ألف شخص، بحسب ناشطين حقوقيين.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «قوات ومدرعات الجيش السوري انتشرت بكثافة في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين», مرجحا أن يكون ذلك «استعدادا لشن عملية عسكرية وأمنية في المنطقة».

وكان أكثر من خمسين شخصا قتلوا في مدينة حمص وسط البلاد خلال الأسبوع الماضي، بحسب الناشطين الذين يتهمون النظام بزرع الفتنة الطائفية بين أطياف المدينة.

كما عم إضراب عام أول من أمس مدينة حمص بالكامل، وتواصل الحصار الأمني على باب السباع، واستمر انقطاع الماء والكهرباء.

وأضاف ريحاوي أن «حملة اعتقالات واسعة طالت المئات في حي ركن الدين والقابون في دمشق», مشيرا إلى «انتشار أمني كثيف في الأزقة ومفارق الطرق ومداخل الأحياء في القابون، حيث يتم التدقيق في لوائح المطلوبين على الداخلين والخارجين من الحي».

من جهته، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن «عناصر الجيش في حي القابون انتشروا ونصبوا رشاشات 500 على مداخل الحارات الرئيسية وأمام المساجد».

وأضاف أن «قوات الأمن داهمت المنازل وقامت بحملة اعتقالات», مشيرا إلى أنها «حطمت الأثاث ومزقت المفروشات أثناء دخولها للمنازل بحجة البحث عن أسلحة، دون أن تجد شيئا». وذكر عبد الرحمن أن «ثلاث مظاهرات خرجت أمس في حي الميدان في دمشق؛ الأولى قرب مسجد الماجد في الزاهرة، والثانية بعد صلاة العشاء من مسجد الدقاق، والثالثة خرجت في شارع الكورنيش قرب مسجد المنصور».

ولفت إلى أن هذه المظاهرات «قامت بإغلاق طريق السيارات قبل أن تنفض من دون أن يسجل أي حالة اعتقال».

وذكر عبد الرحمن أن «مدينة سراقب الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) شهدت صباح الأحد حملة مداهمات واعتقالات».

وأضاف أن «عناصر من الجيش الموجودين على مشارف المدينة أطلقوا النار بكثافة لتفريق أهالي سراقب الذين تجمعوا لقطع الطريق الدولي المؤدي من حلب إلى دمشق، عند مدخل المدينة، احتجاجا على العمليات الأمنية».

وأضاف مدير المرصد: «قامت قوات الأمن بعد فتح الطريق بحملة اعتقالات في المدينة، اعتقلت على أثرها أكثر من 15 شخصا».

وأشار إلى أن «عناصر الأمن التي يرافقها (شبيحة) النظام عمدت إلى تكسير المحال وأثاث المنازل، كما باغتت الأهالي وأثارت حنقهم» في هذه المدينة التي تشهد مظاهرات بشكل شبه يومي.

من جهتها، أشارت صحيفة «تشرين» الحكومية الصادرة، أمس، إلى أن المشاركين في اللقاء الوطني للمغتربين السوريين الذي عقد في دمشق، السبت، تحت عنوان «وطني سوريا», أعربوا عن «تأييدهم الكامل لمسيرة الإصلاح الشامل في سوريا»، التي أعلن عنها الأسد. وأدان المؤتمرون في بيانهم «كل أشكال القتل والتخريب التي مارستها الجماعات المسلحة بحق السوريين، وطالبوا بمحاسبة مرتكبيها وفق القانون بأسرع وقت»، بحسب الصحيفة.