مديرة العمليات الطارئة للفاو: حدوث مجاعة في القرن الـ21 أمر «غير أخلاقي»

اجتماع روما نداء للسياسيين لدراسة جذور مشكلة انعدام الأمن الغذائي

TT

أعلنت مديرة العمليات الطارئة في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، كريستين أمارال، أن حدوث مجاعة في القرن الحادي والعشرين أمر «غير أخلاقي»، وذلك قبل اجتماع في روما. وقال في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يزال لدينا أطفال يموتون جوعا، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، وأضافت: «رسالتنا هي أننا لا يمكن أن نعالج المشكلة على المدى القصير فقط؛ يجب الاهتمام بشركات تربية المواشي وتعليمها المحافظة على صحة حيواناتها في فترة الجفاف»، كما أضافت: «لا يخرج السكان من دوامة الجفاف في غضون عام أو عامين، الأمر يتطلب 5 أو 6 سنوات». وقالت أمارال: «جرت مفاوضات مع حركة الشباب بقيادة الفاعلين في الصومال والمنطقة وقُطعت وعود، لكن ذلك ليس مرضيا بعد». وأضافت: «من دون سلام وديمقراطية لن يكون ممكنا وضع حد للمجاعة في الصومال». وعن اجتماع روما قالت أمارال إنه «نداء إلى السياسيين لينكبوا على دراسة جذور مشكلة انعدام الأمن الغذائي.. نحن بحاجة إلى استثمارات على المدى الطويل للسماح للسكان بالعيش طيلة سنوات حتى عندما لا تمطر»

* بعد المجاعة في الثمانينات والتسعينات الناجمة عن الجفاف في القرن الأفريقي، لماذا لا تزال هناك مثل هذه المآسي في الصومال وكينيا وإثيوبيا؟

- إعلان مجاعة في القرن الحادي والعشرين أمر غير أخلاقي؛ لا يزال لدينا أطفال يموتون جوعا، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر. ولجهة الوفيات، لم نصل بعد إلى المستوى المأسوي لعام 1981 أو 1991 وخصوصا أن لدينا اليوم قدرة رد أفضل، لكننا نخشى أن تتفاقم الأمور إذا لم نفعل شيئا اليوم.

وفي القرن الأفريقي، لم يحصل ما يكفي من استثمارات في النظام الإنتاجي. لم يعط ما يكفي من اهتمام للأبحاث والتغيرات المرافقة للجفاف. يجب إيلاء اهتمام بشركات تربية المواشي وتعليمها المحافظة على صحة حيواناتها في فترة الجفاف. رسالتنا هي أننا لا يمكن أن نعالج المشكلة على المدى القصير فقط.

لا يخرج السكان من دوامة الجفاف في غضون عام أو عامين، الأمر يتطلب 5 أو 6 سنوات. عانينا من الجفاف هنا في 2008 والآن موجة أخرى في 2011، في حين لم تسنح الفرصة للسكان حتى الآن للتعافي من الموجة السابقة. ينبغي وضع آلية على المدى الطويل.

* أين أنتم من مسألة الوصول إلى جنوب الصومال الذي يقع تحت سيطرة حركة الشباب، التي تمنع وصول المنظمات الإنسانية إليه؟

- من دون الوصول إلى جنوب الصومال، لا نرى سوى القسم العائم من جبل الجليد، وهم هؤلاء اللاجئون الذي يصلون إلى كينيا وإثيوبيا.

هناك كثيرون أيضا - يقدر عددهم بـ3.7 ملايين - الذين يعيشون بلا شك في حالة أسوأ أيضا. جرت مفاوضات مع الشباب بقيادة الفاعلين في الصومال والمنطقة وقطعت وعود، لكن ذلك ليس مرضيا بعد. نأمل أن تتطور المفاوضات السياسية وأن يدفع الوضع الإنساني المجموعات في الصومال إلى التفاوض بهدف تسهيل وصول الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة. ويتوقف الحل على المدى الطويل، على الصوماليين مع عملية سلام وحوار بين مختلف القوى السياسية. من دون سلام وديمقراطية لن يكون ممكنا وضع حد للمجاعة.

* ماذا تتوقعون من اجتماع اليوم في روما؟

- إنه اجتماع وزاري طارئ تمت الدعوة إليه بسبب تفاقم المجاعة. الهدف الرئيسي هو جذب اهتمام قادة العالم وكل أعضاء الفاو. إنه نداء إلى السياسيين لينكبوا على دراسة جذور مشكلة انعدام الأمن الغذائي. إنه أيضا اجتماع حول الجفاف. نحن بحاجة إلى استثمارات على المدى الطويل للسماح للسكان بالعيش طيلة سنوات حتى عندما لا تمطر.

سنناقش أيضا مسألة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات التي تجعل، مضافة إلى الجفاف، من الوصول إلى الغذاء أمرا دونه مشكلات.

في مجال الأموال لا تزال هناك، بالنسبة إلى المنطقة المعنية، فجوة من 135 مليون دولار (94 مليون يورو) في المساهمات التي وعدت بتقديمها الدول الأعضاء في الفاو.

نعرف ما يجب القيام به، لكن جمع الأموال لا يعمل إلا عندما نجذب اهتمام وسائل الإعلام. لقد أصبحت الحرب أمرا روتينيا هناك. فلا يتم الحديث عن الصومال إلا بسبب قراصنتها.