الحريري يتهم حزب الله وأمينه العام بتنظيم حملات إعلامية ضده مبنية على الكراهية الشخصية

حوري لـ «الشرق الأوسط» : إذا استمروا في تجاوز الحدود سنفتح الملفات الشخصية لنصر الله وبري

سعد الحريري
TT

يبدو أن العلاقة بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتيار «المستقبل» من جهة، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والحزب، ذهبت إلى مزيد من التأزم والافتراق، وتجلى ذلك من بيان المكتب الإعلامي للحريري الذي شن هجوما عنيفا على حزب الله والسيد نصر الله، متهما إياهما «برعاية وتنظيم حملات إعلامية ضد الحريري وعائلته مبنية على الكراهية الشخصية، وعلى خلفية تمسكه بالمحكمة الدولية والعدالة». ومعتبرا أن «سلاح الأضاليل يضاف إلى ترسانة الأسلحة التي سينتهي مفعولها عاجلا أم آجلا».

فقد لفت المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري في بيان إلى أن «بعض وسائل الإعلام يلجأ لتنظيم حملات معروفة الأغراض لا تنفصل عن المحاولات المستمرة للإساءة إلى كل ما يمت للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته ونهجه السياسي والوطني، وآخر هذه الحملات ما أعدته وسائل إعلام مكتوبة ومرئية من تقارير وتحقيقات ومقالات مسمومة لم تجد وسيلة للرد على مقابلة الرئيس سعد الحريري التلفزيونية الأخيرة سوى التعرض لمسائل شخصية وعائلية لا تمت إلى السياسة بصلة، تارة عن طريق رصد التحركات التي يقوم بها الرئيس الحريري في الخارج والإجازة التي يمضيها مع عائلته، وتارة أخرى عن طريق تجميع الأضاليل حول وجود مشكلات في الشركات التي يملكها آل الحريري، وطورا بالدخول إلى دائرة المحرمات التي تتناول العلاقات العائلية الداخلية بين الأهل والإخوة».

وأكد البيان أن «هذه الحملات التي تنظمها وتفبركها وتعمل على تعميمها وسائل إعلام معروفة الانتماء والولاء، مجرد خطوات في مسلسل طويل بدأ مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويعملون اليوم على استكمال حلقاته تنفيذا لأمر عمليات سياسي يتولاه ويرعاه حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، الذي اختار أن يرد على الرئيس الحريري عبر أدواته الإعلامية بالوسائل التي أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها ضرب من ضروب الكراهيات الشخصية لكل ما يمت إلى الرئيس الحريري وعائلته بصلة». وأشار إلى أن «كل ما ينشر ويذاع ويفبرك لن يغير من الحقيقة في شيء، وإن هذا السيل من الأضاليل الصحافية والإعلامية سيذهب أدراج الرياح أمام إصرار الرئيس سعد الحريري على مواصلة المسيرة والتمسك بالعدالة وبالمحكمة الدولية وبروح الرابع عشر من آذار التي دفع في سبيلها والده الرئيس الشهيد الدم فداء للبنان وعروبته وحريته وسيادته، وهم يستخدمون سلاحا يضاف إلى ترسانة من الأسلحة التي سينتهي مفعولها عاجلا أم آجلا».

وأعلن عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، أن «الرئيس سعد الحريري وفريقنا السياسي (14 آذار) أعطيا حزب الله فرصتين ذهبيتين، الأولى من خلال الحلف الرباعي إثر انتخابات عام 2002، والثانية من خلال حكومة الوحدة الوطنية بعد انتخابات 2009». وقال حوري لـ«الشرق الأوسط» «في المرتين وبدل أن يغتنم حزب الله أي فرصة، وبدل أن يبادلنا بخطوة إيجابية ذهب إلى انقلابه عبر القمصان السود وحكومة اللون الواحد، ولم يقف عند هذا الحد، إنما ذهب إلى حد التجريح الشخصي بالرئيس الحريري وعائلته، وتجريد حملات في وسائل الإعلام التي يملكها وتلك التي تأتمر بأمره، بتحريض مباشر من السيد حسن نصر الله، وأمام هذا الواقع وبعد أن طفح الكيل كان البيان الصادر عن مكتب الرئيس الحريري الإعلامي، للفت نظر حزب الله والسيد نصر الله، بأن سياسية النعامة التي يتبعانها لم تعد تنطلي على أحد». وردا على سؤال عما إذا كانت لديهم أدلة عن علاقة السيد نصر الله بهذه الحملة، لفت إلى أن «الإثباتات لا تحتاج إلى كثير من التمحيص، وذلك من هوية وطبيعة وسائل الإعلام التي تتولى مهاجمة الرئيس الحريري، والدخول في الأمور الشخصية». وأكد حوري أنه «إذا ما استمروا في هذه الحملات، وأصروا على تجاوز الحدود والتصويب على الأمور الشخصية، فإن ذلك سيشرع الباب على مصراعيه لفتح الملفات الشخصية لكل الزعماء في الفريق الآخر، بدءا من السيد نصر الله والرئيس (المجلس النيابي) نبيه بري وصولا إلى كل الشخصيات». وعما إذا كان بيان مكتب الرئيس الحريري «كسر الجرة» بين تيار المستقبل وحزب الله، قال حوري «لم نكن في أي وقت دعاة تقوقع، بل نحن دائما أهل للحوار والتلاقي، لكن حزب الله يضع كل العراقيل في وجه هذا الحوار وهذا يعرفه ويراقبه كل إنسان محايد».

في المقابل رأى عضو كتلة حزب الله النائب علي فياض «أن الفريق الآخر يدير مواقفه وأداءه على النحو الذي يفاقم التحديات التي تستهدف هذا الوطن، وهو غير مكترث بالتحديات». وقال «إن لبنان يحتاج إلى أن نهدئ اللعبة السياسية لنحمي الاستقرار ونحيد هذا الوطن ونسيجه من كل ما يستهدفه». ودعا الجميع إلى أن «يعوا حجم المخاطر التي تتهدد هذا الوطن، وأن يمارسوا دورهم السياسي من أي موقع كان من موقع بناء وهادف إلى حماية الاستقرار والأمن، وإلى العمل على معالجة المشاكل الكثيرة التي تثقل كاهل اللبنانيين التي يحتاجها كل اللبنانيين بمختلف مكوناتهم، وإلى أن يعالجوها خدمة لهذا الوطن أولا وأخيرا».