تشييع ضحايا «مذبحة النرويج».. والمتهم المناهض للاسلام يمثل امام المحكمة اليوم

حصيلة القتلى قفزت إلى 93.. ورئيس الوزراء: أعرف بعضهم بصورة شخصية

سيدتان تحملان الزهور في طريقهما للعزاء أمام مدخل كاتدرائية أوسلو، أمس (أ.ب)
TT

تصدر رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرغ والعائلة الملكية مراسم تشييع جنازة ضحايا الهجوم المزدوج الذي أدى لمقتل 93 شخصا على الأقل، وذلك بكاتدرائية العاصمة النرويجية أوسلو أمس. ونعت النرويج أمس 93 شخصا قتلوا في إطلاق نار وتفجير سيارة ملغومة على يد نرويجي يرى هجماته: «فظيعة لكنها ضرورية» لإحباط السياسات الليبرالية الخاصة بالهجرة ووقف انتشار الإسلام.

وقال شتولتنبرغ في القداس: «كل حالة وفاة تعبر عن مأساة، وهي جميعها تشكل مأساة قومية»، فيما أقامت الكنائس الأخرى في أنحاء البلاد أيضا مراسم مماثلة لتشييع الضحايا. وذكر شتولتنبرغ اثنين من الضحايا يعرفهما هو شخصيا وقال: «لا أستوعب أنهما ذهبا للأبد». وأضاف: «سنحصل على أسماء وصور الضحايا قريبا. وسيكون ذلك اختبارا جديدا، لكننا سنجتازه». وحضر القداس أيضا أعضاء رابطة الشباب بحزب العمال الحاكم، وتم بثه على التلفزيون وأيضا أعضاء الحكومة وكل الأحزاب السياسية وملك النرويج هارالد الخامس وأفراد من العائلة الملكية.

وبدت الدموع في عيني الملك هارالد الخامس وزوجته أثناء القداس، وقاما بعد ذلك بزيارة إلى مستشفى يعالج فيه الضحايا. وذكرت قناة «إن آر كي» النرويجية أن حصيلة القتلى قفزت إلى 93 قتيلا، بعدما لقي أحد المصابين في حادث إطلاق النار حتفه في مستشفى بأوسلو. ولا يزال خمسة أشخاص في عداد المفقودين في جزيرة أوتويا القريبة من أوسلو، وهي مسرح عملية إطلاق النار التي لقي خلالها 86 شخصا حتفهم. إلى ذلك قالت مصادر قضائية ان المتهم سيمثل أمام محكمة في اوسلو اليوم.

في الوقت نفسه، كشف اليوم محامي الدفاع عن الرجل النرويجي المتهم بشن هجوم مزدوج، أنه كان يريد أن «يغير المجتمع». وقال المحامي جير ليبستاد في مقابلة مع قناة «إن آر كيه» النرويجية إن الرجل، 32 عاما، أبلغ محققي الشرطة أنه أراد «توجيه ضربة للمجتمع وأساسياته وإلى كيفية إدارتنا المجتمع». والمشتبه فيه التي ذكرت وسائل الإعلام النرويجية أنه يدعى آندريس بهرنغ بريفيك متهم بإطلاق النار عشوائيا وقتل ما لا يقل عن 85 شخصا يوم الجمعة الماضي وكذلك تفجير قنبلة قبل ذلك بساعات في وسط أوسلو مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص آخرين. وبعد ظهر أمس، قامت شرطة أوسلو بعملية مداهمة مسلحة في شرق العاصمة على صلة بالهجومين رغم عدم توفر تفاصيل حتى الآن. ومن المقرر أيضا أن يقوم طبيب السجن بفحص بريفيك قبل جلسة الاستماع شريطة أن لا يدلي ليبستاد بتعليق عن الحالة العقلية لبريفيك.

وقال سفينونج سبونهايم القائم بأعمال رئيس شرطة اوسلو إن البحث مستمر في المياه قبالة الجزيرة، مضيفا أن الشرطة تقوم أيضا بالبحث في المباني في أوسلو ومن بينها المباني الحكومية التي تضررت بشدة من الانفجار. وأضاف أن نحو مائة شخص تلقوا أو يتلقون العلاج بالمستشفيات من إصابات، مشيرا إلى أن نحو تسعة أشخاص على الأقل في حالة خطيرة. وقال قادة سياسيون إنهم لا يزالون ملتزمين بالدفاع عن النظام الديمقراطي وذلك عقب اجتماع في البرلمان دعا إليه رئيس البرلمان. لكن الحملة للانتخابات المحلية التي ستجرى في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل ستتسم بالهدوء في الفترة الحالية على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد.

وقال رئيس البرلمان، داج تيرجي أندرسون إن «تلك الأعمال لن يتم السماح لها بكبت النقاش»، مرددا دعوات من جانب الشباب الذين نجوا من تلك الأحداث. وقالت إيرينا سولهبرغ، زعيم المعارضة المحافظة، إن النرويج واجهت «فترة عصيبة للغاية».

وكانت بعض التقارير ذكرت أن القنبلة التي استخدمت في تفجير الجمعة احتوت على 500 كيلوغرام من المتفجرات، رغم عدم وجود تأكيد رسمي لذلك من جانب الشرطة. وأكد سبونهايم للصحافيين أن بريفيك سيتمكن من التحدث أمام المحكمة. ولم يتضح ما إذا كانت الجلسة مغلقة أم علنية.

وقال سبونهايم: «لقد اعترف بوقائع كل من التفجير وإطلاق الرصاص، غير أنه لم يقر بالذنب الجنائي»، مضيفا أن بريفيك تصرف بمفرده. وذكر أن الشرطة تتحقق من هذا الزعم لأن بعض الشهود من الجزيرة تحدثوا عن أكثر من مسلح.

وقال محامي الشرطة لـ«رويترز» إن الشرطة المسلحة اعتقلت عدة أشخاص في مداهمة منزل صغير متصل بمخزن في شمال أوسلو. وأفرج عنهم في وقت لاحق لعدم وجود صلة لهما بهجومي الجمعة. ولم تعثر الشرطة على متفجرات في المداهمة. وقالت ترودي ميتي، 43 عاما، التي تعمل في أوسلو، وهي تبكي مع أطفالها: «لقد وضعنا ورودا اليوم لأن هذه المأساة التي أصابت النرويج والعالم أجمع تركت انطباعا سلبيا عنا، ونحن نريد أن نظهر تعاطفنا العميق». وأغلق الجنود المسلحون بالبنادق الذين يرتدون سترات واقية من الرصاص الشوارع المؤدية للمنطقة التي يوجد بها مقر الحكومة.