زعيم «التنظيم السري» في السعودية يعترف بفكرة إنشاء «الجيش المسلم» ويعتبرها «مجرد كلام»

اعترافات الشهود تكشف صلته بجماعات مسلحة في العراق وسوريا وتمويله أعمالها الإرهابية بجمع التبرعات

TT

كشفت وقائع محاكمة ما يسمى «التنظيم السري»، الذي يعتقد بتورطه في مخططات كانت تسعى للوصول للسلطة في السعودية بالتعاون مع تنظيم القاعدة الإرهابي، معلومات جديدة، تفيد بصلة زعيم وقائد التنظيم بجماعات مسلحة في كل من العراق وسوريا، وتمويل أعمال تلك الجماعات الإرهابية من خلال جمعه للتبرعات في الداخل.

واستجاب قاضي المحكمة الجزائية المتخصصة بالنظر في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، لطلب المتهم الأول في هذه القضية، بمنع الإعلاميين من دخول وحضور وقائع جلسات المحاكمة، وهي المرة الثانية التي يستجيب لها القاضي للمتهم في إبعاد إعلاميين، بحجة أن التغطيات الصحافية للقضية أضرت بسمعته.

وبحسب المعلومات التي أوصلها لوسائل الإعلام مندوب وزارة العدل الذي حضر الجلسة، فإن المتهم الأول في قضية التنظيم السري، اعترف بأنه أفصح لبعض عناصر الجماعات المسلحة القادمة من العراق وسوريا خلال لقائه بهم، بنيته إنشاء جيش اسمه «الجيش المسلم»، وهو اعتراف ساقه أحد الشهود ضد المتهم الأول.

وأقر المتهم الأول في التنظيم السري، بأنه طرح فكرة إنشاء ما يسمى «الجيش المسلم»، على عناصر من الجماعات المسلحة في كل من العراق وسوريا، لكنه قال إن هذا الأمر «كان مجرد كلام»، وإنه «ليس من الغباء أن يعلن عن خططه وأهدافه»، على حد تعبيره.

وارتفع عدد الشهود الذين استمعت إليهم المحكمة الجزائية المتخصصة أمس في قضية التنظيم السري إلى 3، وذلك بعد أن كانت استمعت خلال الأسبوع الماضي لشهادة اثنين منهم.

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة، قد واصلت أمس (الأحد)، نظر القضية المرفوعة على 16 متهما بجمع التبرعات بطرق غير نظامية وتهريب الأموال وإيصالها إلى جهة مشبوهة توظفها في التغرير بالشباب السعودي وجرهم إلى الأماكن المضطربة، وإنشاء تنظيم سري يسعى للوصول إلى السلطة في السعودية بالتعاون مع تنظيم القاعدة.

وقد استكملت المحكمة عرض الأدلة على المتهم الأول وذلك من خلال الاستماع لأقوال المتهم العاشر والمتهم الثاني عشر التي تضمنت تأكيدهما على التقاء واتصال المتهم الأول بعناصر من جماعات مسلحة من العراق وسوريا وتمويل أعمالها الإرهابية من خلال جمع التبرعات. وحضر جلسة المحاكمة، أمس، محام عن المتهم الأول في هذه القضية، حيث اجتمع به لمدة نصف ساعة بعد شهادات الشهود، وطلب منه أن يرد على التهم الموجهة إليه كتابيا، كما طلب من القاضي تمكينه من إحضار مستندات أخرى في منزله ومنزل والده، حيث أمر القاضي بتمكينه من ذلك.

وقد وصف المتهم الأول أقوال المتهمين العاشر والثاني عشر بأنها افتراء وأن ما ذكروه تم بسبب خوفهما.

وفي إجابة المتهم الأول عن استفسار القاضي عن قول المتهم العاشر في الجلسة إن المتهم الأول ذكر لضيوفه من العراق وسوريا أنهم سوف ينشئون جيشا اسمه الجيش المسلم، أجاب المتهم الأول بأن ذلك «حصل لكنه كان مجرد كلام ونقاش ودراسة» وأنه ليس بالغباء أن يعلن عن خططه وأهدافه. وقال المتهم العاشر (وهو أحد الشهود) إن الحديث دار بين المتهم الأول وآخرين عن الأهداف، منها ما يتضح الآن والآخر فيما بعد، بخصوص ذات النقطة، ورد المتهم الأول على ذلك بأن اللقاء جاء فيه تحديد الأمور المالية والإدارية من أجل تقديم الموعظة والنصح.

وكانت وقائع جلسة المحاكمة في الأسبوع الماضي، قد كشفت عن علاقة الرجل الأول فيما بات يعرف بقضية «التنظيم السري»، بشخصيات حزبية إسلامية عربية، بعضها ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، مثل راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية.

وأقر المتهم الأول في قضية «التنظيم السري» في الجلسة الماضية، باستضافته لمجموعة من الشخصيات الحزبية والسياسية من الكويت والجزائر وتونس، وذلك في إطار النشاط الذي كان يقيمه بشكل دوري في «الديوانية» الملحقة في منزله بمدينة جدة.

وكشف أحد الشهود الذين استمعت المحكمة لهم خلال الجلسة التي سبقت جلسة الأمس في اعترافاته التي واجهه بها قاضي المحكمة، عن أن «ديوانية» المتهم الأول، جنحت منذ 6 سنوات نحو المواضيع السياسية الساخنة المعارضة لسياسة الحكام في العالم العربي، وذلك عبر استضافة مجموعة من رؤساء الأحزاب السياسية العرب.

وكشفت مجريات المحكمة، عن علاقة المتهم الأول في القضية، بكل من: عبد الله جاب الله رئيس حزب النهضة الجزائري، وراشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي عضو مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، وحاكم المطيري رئيس حزب الأمة الكويتي.