اليمن: هجوم انتحاري في عدن.. ونائب صالح يكشف عن خارطة طريق قريبا

نائب الرئيس يلتقي السفير الأميركي في صنعاء ويرأس اجتماعا لقيادة الحزب الحاكم

يمنيون يتفحصون سيارة عسكرية إثر انفجارها في عدن أمس (إ.ب.أ)
TT

تضاربت الأنباء بشأن عدد الجنود الذين سقطوا قتلى في عدن، أمس، في عملية يعتقد أنها انتحارية، في وقت كشف فيه نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي، عن خارطة طريق سيعلن عنها الأسبوع المقبل من أجل حل الأزمة اليمنية، في ضوء جهود إقليمية ودولية وأممية لإخراج اليمن من أزمته الراهنة.

وفي الوقت الذي قالت فيه مصادر مستقلة إن 9 جنود قتلوا وجرح أكثر من عشرين آخرين في هجوم بسيارة ملغومة في مدينة عدن، قال مصدر أمني يمني إن 4 جنود قتلوا وجرح 21 آخرون في هجوم إرهابي غادر وجبان بسيارة مفخخة على رتل عسكري من قوة تابعة للواء 31 مدرع بمدينة المنصورة بمحافظة عدن.

ونقل مصدر رسمي عن مسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية عبر وكالة الأنباء اليمنية الرسمية القول، إن «الاعتداء الإرهابي نفذه أحد عناصر الإرهاب والتطرف من تنظيم القاعدة بسيارة مفخخة من نوع (هيلوكس غمارة) وهاجم الرتل العسكري خارج معسكر أبو حربة وفجر السيارة».

وأضاف المصدر أن الرتل العسكري كان في طريقه إلى محافظة أبين لدعم قوات اللواء 25 ميكا والوحدات العسكرية الأخرى من المنطقة العسكرية الجنوبية في المواجهات التي تخوضها منذ نحو شهرين ضد عناصر تنظيم القاعدة في المحافظة.

وأشار المصدر إلى أن منفذ الهجوم لقي مصرعه وأن جسده تناثر إلى أشلاء، وقال إن «الانفجار كان قويا جدا نتيجة قوة وشدة العبوة التفجيرية المستخدمة في هذا الاعتداء الآثم»، وإلى أن «هذا الهجوم الغادر والجبان لن يثني أبطال القوات المسلحة والأمن عن مواصلة أداء واجبهم الوطني في التصدي للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة ومواصلة تطهير المناطق التي سيطرت عليها تلك العناصر بمحافظة أبين واستئصال شأفتها وتخليص المحافظة والمواطنين من شرورها».

وأكد مصدر أمني في عدن، أن «التحقيقات جارية لمعرفة هوية الانتحاري والجهة التي تقف وراءه ووراء هذا الهجوم الغادر».

وفي سياق التطورات السياسية في اليمن، بحث نائب الرئيس اليمني، الفريق عبد ربه منصور هادي مع السفير الأميركي، جيرالد فايرستاين، التطورات على الساحة اليمنية. وقالت مصادر رسمية، إن المباحثات تطرقت إلى «اللقاءات والمشاورات التي تجري على مختلف الأصعدة من أجل إخراج اليمن من هذه الأزمة وبالطرق السلمية والديمقراطية». وأكد الجانبان أن «اللقاءات والمشاورات ترتكز على المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن الدولي الداعي إلى الحوار والخروج الآمن من الأزمة».

وقالت المصادر إن نائب الرئيس اليمني تحدث عن «الكثير من التصورات والأفكار التي تؤدي إلى تحقيق نفس الغرض وبالطرق الديمقراطية والدستورية»، فيما أكد السفير الأميركي اهتمام بلاده بمجريات الأحداث باليمن ودعم العمل الجاد والبناء للخروج من هذه الأزمة وبما يحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته.

وكان نائب الرئيس اليمني ترأس، أمس، اجتماعا، موسعا ضم الحكومة واللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وأعضاء الهيئة البرلمانية للحزب، وفي اللقاء جرى بحث التطورات على الساحة اليمنية. وقال في اللقاء «أريد أن أضعكم في صورة ما جرى ويجري، خصوصا بعد حادثة الاعتداء الإرهابي والإجرامي الذي استهدف فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ورؤساء مجالس النواب والشورى والوزراء ونائبي رئيس الوزراء وعددا من كبار المسؤولين في الدولة والحكومة في مسجد النهدين بدار الرئاسة في أول جمعة من شهر رجب الحرام».

وأضاف هادي، أن «أحداث صيف 94 من القرن الماضي كانت واضحة الأسباب والمعالم والدوافع وفهمها شعبنا وانتصر لوحدته وديمقراطيته وشرعيته الدستورية ولم يتعرض الوطن للمخاطر مثلما هو اليوم، فلدينا اليوم أزمات متعددة الجوانب، اقتصادية وأمنية وسياسية، تقابلها ظروف الفقر وصعوبة الحياة، حيث شملت هذه الأزمة كل الناس وتضرر منها الصغير والكبير، وذلك ما يتطلب من كل القوى السياسية الموجودة في البلاد الاستشعار الكامل بكل ما تعنيه الكلمة بالمسؤولية الوطنية والإنسانية لإنقاذ اليمن من الانهيار». كما كشف هادي عن إمكانية التوصل، الأسبوع المقبل إلى «خارطة طريق لحل كافة المشكلات أولا بأول، والأهم قبل المهم وبصورة جدية ومخلصة لا تقبل المواربة».

على الصعيد الأمني، قال الفريق هادي، فيما يتعلق بتنظيم القاعدة، إن هذا التنظيم «جمع عناصر من كافة المحافظات ومن بعض البلدان العربية والإسلامية مستغلا الأزمة السياسية، وذلك لإعلان إمارة إسلامية في زنجبار محافظة أبين»، مؤكدا أن «القاعدة» منيت بخسارة لم يسبق لها مثيل، حيث قتل العشرات من قادتهم وعدد كبير من عناصرهم الإرهابية وتم دحرهم في معظم الأماكن التي كانوا قد وصلوا للاستيلاء عليها.