خادم الحرمين لعلماء المسلمين: نتألم إذا شاهدنا ابنا من ابناء الإسلام يتسبب في أذى الإسلام

رحب بهم ترحيبة «الأخ لإخوانه» وقال إن أبناء الإسلام هم «الخيرون لا المدمرون»

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله المشاركين في مؤتمر «العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول» في جدة أمس (واس)
TT

طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز علماء المسلمين بالدفاع عن العقيدة الإسلامية باعتبار أنهم كعلماء هم الأساس والقدوة، مؤكدا أن أبناء الإسلام هم «الخيرون لا المدمرون»، مشيرا في هذا الجانب إلى فئة من أبناء العالم الإسلامي «يدمرون العالم الإسلامي بالتفرقة وبالأشياء التي لا تمت إلى العقيدة الإسلامية». وأضاف العاهل السعودي «يتألم الواحد إذا شاهد ابنا من أبناء الإسلام يتسبب في أذى الإسلام، مع الأسف هذا يؤلم».

جاء ذلك لدى استقبال خادم الحرمين الشريفين في قصره بجدة أمس مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والمشاركين في أعمال المؤتمر العالمي الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين تحت عنوان «العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول» واختتم أعماله في وقت سابق أمس.

وألقى خادم الحرمين الشريفين أمام المشاركين الكلمة التالية:

إخواني.. إخواني الأشقاء..

أرحب بكم في بلدكم، بلد العالم الإسلامي، أرحب بكم من مكة المكرمة والمدينة المنورة، أرحب بكم ترحيبة الأخ لإخوانه.

أرحب بكم وأطلب منكم وأحثكم على عقيدتكم الإسلامية، فإذا ما دافعتم عنها يا أبناءها فمن يدافع عنها، من سيدافع عنها، أنتم. أنتم الأساس، أنتم القدوة، فشمروا عن أيديكم، وربكم فوق كل شيء.

ربكم معكم إن شاء الله، نعم، العالم الإسلامي عزيز إن شاء الله، عزيز بالله، عزيز بالله ثم بكم يا أبناءه، أبناءه الخيرين لا المدمرين، الآن فيه فئة من أبناء العالم الإسلامي ما ننكرهم أنهم من العالم الإسلامي، ولكنهم يدمرون العالم الإسلامي بالتفرقة وبالأشياء التي لا تمت إلى العقيدة الإسلامية. الآن أنتم يا أبناء الإسلام، أنتم مسؤولون، أنتم مسؤولون أمام الله ثم أمام شعوبكم وأمام العالم. ولله الحمد الإسلام منتصر، وأبشركم أنه في كل شهر يسلم ما بين أربعمائة وخمسمائة شخص والحمد لله، هذا مع ما فينا يالعالم الإسلامي من خراب ودمار مع الأسف من أبنائنا، من أبنائنا، من أبنائنا، ولهذا انفوهم، انفوهم، وعليكم بالعقيدة، عقيدة الإسلام الصحيح، عقيدة المحبة، عقيدة الوفاء، عقيدة الإخلاص، عقيدة الإيمان والعقيدة الإسلامية، هذا هو الإسلام، وأنتم يا أبناء الإسلام جميعا تتحملون هذه المسؤولية.

أرجو لكم التوفيق والنجاح، والمطلوب من المملكة العربية السعودية.. كل ما يطلب منها في خدمة الإسلام والمسلمين مستعدة، مستعدة، مستعدة.

إخواني أنا فرد من عالمي، عالمنا الإسلامي، ولكن أنتم يا قادة العالم الإسلامي تتحملون المسؤوليات، أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم تقوى الله فوق كل شيء، والعقيدة الإسلامية، هدفكم وغايتكم هي العقيدة الإسلامية فأتمنى لكم التوفيق، وأرجو لكم الحظ السعيد إن شاء الله، مع همتكم وأخوّتكم وتصادقكم، وكل عام وأنتم بخير.

يا أخ عبد الله أتمنى أن يكون هذا الاجتماع سنويا، بارك الله فيكم وأشكركم من بلدكم بلد الحرمين الشريفين، وشكرا لكم.

بعد ذلك عقب الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على كلمة العاهل السعودي منوها بلقائه بالعلماء ووصف اللقاء بأنه لقاء أخوة ومحبة.

ورد عليه خادم الحرمين الشريفين قائلا «هؤلاء كلهم أبناء الإسلام، يفتخر الواحد ويعتز بكم، لكن مع الافتخار لا بد من عمل، عمل أشياء مطلوبة منكم، من كل فرد منا، ومن الذين وراءنا إن شاء الله، مع الأسف يتألم الواحد إذا شاهد ابنا من أبناء الإسلام يتسبب في أذى الإسلام، مع الأسف هذا يؤلم، ومن أعداء الإسلام يعتزون ويريدون هذا الشيء في ظهور العالم الإسلامي، ولكن العالم الإسلامي إن شاء الله واع، واع ومنتبه، وهذه أمانتكم».

بدأ الاستقبال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، فيما ألقى مفتي عام المملكة كلمة جاء فيها: «في هذه الأيام عقدت الرابطة مؤتمرا لها بعنوان (العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول) واستقطبت لذلك أعدادا كبيرة من العالم الإسلامي لتمثيل العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية في أرجاء المعمورة، وحضر هذا اللقاء ما يزيد على مائتين وخمسين مدعوا، وجرى في هذا اللقاء تداول بحوث جامعة لعلاج مشاكل الأمة الإسلامية التي وقعت فيها والأسباب التي تخلص الأمة من هذه المشاكل وتبصر المجتمع المسلم بما يجب عليه، وأن هذا الانقسام وهذه الفرقة لا بد لها من علاج على ضوء الكتاب والسنة.. قدمت هذه البحوث ونوقشت في خلال هذه الأيام بروح من المحبة والأخوة الصادقة بين أفراد الحاضرين».

وأضاف آل الشيخ: «ولا شك يا خادم الحرمين الشريفين أن ارتباط العالم الإسلامي بهذا البلد ارتباط وثيق، فعلماء المسلمين في أرجاء المعمورة يرون أن هذه البلاد بيتهم ومرجعهم يرجعون إلى قادتها، لأن قادتها، ولله الحمد، حملة الكتاب والسنة ومحكمو الشريعة الذين جعل الله على أيديهم خدمة الحرمين الشريفين والقيام بواجبهما وخدمة المسلمين ودعم رابطة العالم الإسلامي».

وقال: «إن رابطة العالم الإسلامي وهي تقوم بهذا المؤتمر وأمثاله لتقدم خدمة للعالم الإسلامي، وهؤلاء المجتمعون يشكرون الله قبل كل شيء، ثم يشكرون خادم الحرمين لعنايته بـ(الرابطة) ودعمه لها ولمناشطها، وهذه اللقاءات المباركة التي تمر بنا كل عام لا شك أن لها أثرا عظيما لترابط الأمة، وأن صوتها واحد، وأن علماء الشريعة في هذا البلد صوتهم صوت حق، وصوت واحد يدل، ولله الحمد، على أصالة هذا البلد ومكانته الإسلامية». وقال المفتي العام: «لا شك أن هذه اللقاءات كلها خير، وأرجو من مقامكم الكريم التفضل بأن يكون اللقاء بهذا المؤتمر (العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول)، سنويا لأن المشاكل متعددة والحلول التي توضع وتنفع الأمة وتبصرها بأمر دينها ودنياها، لها من الأثر العظيم الفعال في ذلك».

من جانبه، أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في كلمته أن الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر هو تداول الرأي في ما يجري في بعض البلاد الإسلامية من أحداث مؤلمة مليئة بالفتن، والفوضى والقتل وتدمير الممتلكات، وإبداء الرأي الشرعي في هذه الأحداث، والإسهام في تجنيب الأمة الإسلامية، دولا وشعوبا، الفتن والاضطرابات، كذلك الإسهام في تحقيق ما يتطلع إليه المخلصون من أبنائها من استقرار وأمن وعدل ورفاهية، «ولا شك أن هذه القضايا في غاية الأهمية، خاصة حينما يجتمع علماء لهم تجربة ولهم خبرة، ويجتمع المثقفون لدراستها ومناقشتها وإبداء الرأي فيها»، مشيرا إلى أن الشيء الذي يركز عليه هذا المؤتمر وغيره من الجهود الإسلامية المخلصة هو «ربط الأمة بكتاب الله سبحانه وتعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبما سار عليه السلف الصالح في تاريخ الإسلام كله»، وقال: «لا يخفى على الجميع أن أكبر تحد يواجه المسلمين اليوم - وهو سبب الأحداث والفتن التي تقع في بعض البلاد الإسلامية - هو البعد عن الدين وعدم تطبيق الشريعة، ولو أن المسلمين تجاوزوا هذه المشكلة، وعبدوا الله سبحانه وتعالى حق العبادة، وأطاعوه في تعاملهم وفي أخلاقهم وفي سياستهم لما حصل هذا الأمر»، من جانبه، ثمن المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في كلمة المشاركين بالمؤتمر لخادم الحرمين الشريفين جهوده في خدمة الإسلام ومتابعة شؤون المسلمين وحل مشكلاتهم والحرص على وحدة الأمة والسعي الدؤوب لربطها بحبل الله المتين وإصلاح أوضاعها وفق النهج الإسلامي، وقال مخاطبا خادم الحرمين الشريفين «لقد ضربتم يا خادم الحرمين الشريفين مثلا في تطبيق أحكام الإسلام في المملكة العربية السعودية، وتابعتم النهج الإسلامي لمؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، مما حقق لهذه البلاد المباركة نهضة شاملة مشهودة، وجعلها كيانا موحدا يعتصم أهله بكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. وإن المملكة العربية السعودية هي الدولة المسلمة التي يتطلع إليها المسلمون في كل مكان ترعى قيادتها الحرمين الشريفين وملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين، وتواصل الخدمة تلو الأخرى للإسلام؛ وفي مقدمتها خدمة كتاب الله العظيم الذي طبعت الملايين من نسخه ونسخ ترجماته ووزعتها في أنحاء العالم، إلى جانب دفاعها عن الإسلام الذي تعرض للحملات المعادية، ونصرتها لنبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام، ودعمها لقضايا المسلمين».

وتابع القول: «إن الكلمة السامية التي خاطبتمونا بها في حفل افتتاح المؤتمر انطلقت من رؤية ثاقبة وحكيمة تضمنت منهاجا لعلاج المشكلات التي تتعرض لها الأمة، وحلا إسلاميا ناجعا للأزمات والتحديات التي تواجه بعض البلدان الإسلامية، وأبرزت حرص المملكة على وحدة المسلمين». وأعرب المشير سوار الذهب عن التطلع إلى مزيد من الدعم للرابطة لتؤدي رسالتها العظيمة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية، مشيرا إلى أن «الرابطة» مؤهلة لذلك لما لديها من رصيد ضخم في العلاقات الإقليمية والدولية وتجربة ثرية في التعامل مع الأحداث. واختتم كلمته بالقول: «وأملنا يا خادم الحرمين الشريفين أن تواصلوا مساعيكم الخيرة لإصلاح ذات البين في صفوف الأمة وحقن دماء أبنائها ودعوة قادة المسلمين لتطبيق الإسلام في حياة شعوبهم».

حضر الاستقبال الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه.