السعودية تعبر عن القلق لاستمرار سقوط ضحايا من المدنيين والنساء والأطفال في بعض الدول العربية

مجلس الوزراء دعا كل الأطراف لتغليب الحكمة والحوار والإصلاح وصون كرامة الإنسان العربي

TT

ثمن مجلس الوزراء السعودي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، القاضي بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لشراء مواد غذائية للاجئين الصوماليين، تقدم عن طريق برنامج الغذاء العالمي، بالإضافة لعشرة ملايين دولار لتأمين الأدوية واللقاحات، بالتنسيق بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، فيما وجه الملك عبد الله بتأمين كميات من التمور لهؤلاء اللاجئين، بالتنسيق بين وزارتي المالية والزراعة.

جاء ذلك في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في مدينة جدة، أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، وقد عبرت المملكة العربية السعودية عن مشاعر القلق والأسى؛ لاستمرار سقوط ضحايا من المدنيين والنساء والأطفال في الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية، وتدعو كل الأطراف المعنية لتغليب الحكمة والحوار والإصلاح وصون حقوق وكرامة الإنسان العربي.

وأعرب المجلس عن ألم السعودية لما يتعرض له شعب الصومال من ظروف أمنية ومعيشية بالغة السوء، نتج عنها مقتل الآلاف، معظمهم من الأطفال، ونزوح ولجوء مئات الآلاف من المواطنين بحثا عن الطعام والماء، مناشدا المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته، التدخل السريع، وتضافر الجهود لإيقاف هذه الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب الحروب الأهلية، وموجة الجفاف التي تجتاح منطقة القرن الأفريقي، كما ناشد جميع المتقاتلين الصوماليين نبذ الخلافات والوقف الفوري لعمليات القتال؛ لفتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية لإنقاذ الشعب الصومالي.

وكان خادم الحرمين الشريفين أطلع المجلس على المباحثات التي أجراها مع الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، منوها بعمق العلاقات بين البلدين، وحرصهما على تعزيزها بما يخدم الشعبين والأمة الإسلامية، وكذلك على مضمون الرسالة التي تلقاها من الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية.

وأوضح الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن المجلس استعرض تقارير عن مستجدات الأحداث وتداعياتها في عدد من الدول العربية، وتطورات الأوضاع العالمية، حيث استنكر استيلاء السلطات الإسرائيلية على سفينة الكرامة الفرنسية، التي تحمل مساعدات إنسانية ومتضامنين مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، وقرار الحكومة الإسرائيلية بناء 336 وحدة سكنية في مستوطنات في الضفة الغربية، مؤكدا أن هذه الممارسات التي تتزامن مع تصعيد العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، ومواصلة الاعتقالات العدوانية المختلفة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، تستوجب مواقف حازمة وواضحة من المجتمع الدولي، تجاه ما تقوم به إسرائيل من جرائم متكررة، وتعد على القوانين والقرارات الدولية.

كما عبر المجلس عن استنكاره الشديد للأعمال الإرهابية التي تعرضت لها النرويج، وأدت إلى مقتل وإصابة الكثير من الأشخاص، وجدد إدانة السعودية الشديدة للإرهاب بكل أشكاله وصوره، أيا كان مصدره أو هويته، معربا عن تعازي المملكة للنرويج حكومة وشعبا ولأسر الضحايا.

وبين وزير الثقافة والإعلام، أن المجلس تطرق بعد ذلك إلى جملة من المواضيع في الشأن المحلي، وقدر عاليا صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بزيادة دعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50 في المائة عما هو معمول به حاليا، والقاضي كذلك بأنه على جميع الجهات المعنية اتخاذ اللازم بتشديد مراقبتها للأسواق وأسعار السلع، وإيقاع أقصى العقوبات على كل مخل أو متكسب جشع.

كما وقف المجلس على الاستعدادات والخدمات التي هيأتها مختلف الجهات في مكة المكرمة والمدينة المنورة لاستقبال شهر رمضان المبارك؛ خدمة للزوار والمعتمرين الذين تتضاعف أعدادهم في هذا الشهر الكريم، ووجه خادم الحرمين الشريفين بمضاعفة الجهود في هذا الشهر خير الشهور، وتوفير كل ما يحتاج إليه زوار الحرمين الشريفين والمعتمرون منذ قدومهم إلى أرض الوطن حتى مغادرتهم.

ونوه المجلس بافتتاح المؤتمر العالمي الذي عقدته، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، بعنوان «العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول»، وشدد على المضامين المهمة التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام المؤتمر، ودعوته لوضع برنامج عمل إسلامي لعلاج مشكلات الأمة وإصلاح أحوالها، وأهمية تضافر جهود العلماء الراسخين في العلم مع جهود المؤسسات الرسمية في الدول الإسلامية لتحقيق هذا الهدف، من خلال علاج مشكلة الجهل بالإسلام وتطبيق وسطيته العظيمة في كل مجالات الحياة، ووضع الآليات العملية الكفيلة بتحقيق وحدة الصف الإسلامي، ونبذ الفرقة، وتفعيل العمل المشترك، والتواصل بين قادة الأمة وعلمائها.

وفي الشأن المحلي أفاد الدكتور عبد العزيز خوجه، أن المجلس قرر بعد الاطلاع على ما رفعه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 34/ 33 وتاريخ 20/ 6/ 1432هـ، الموافقة على الاتفاقية المعدلة للتعاون العربي في مجال تنظيم وتيسير عمليات الإغاثة بالصيغة المرفقة بالقرار، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.

كما قرر مجلس الوزراء الموافقة على إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية غيانا بممثل «سفير غير مقيم» وتفويض وزير الخارجية، أو من ينيبه، بالتوقيع على «بروتوكول» بذلك، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار.

وبعد الاطلاع على ما رفعه وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 32/ 31 وتاريخ 13/ 6/ 1432هـ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على مذكرة تعاون بين معهد الإدارة العامة في المملكة العربية السعودية، والمدرسة الوطنية للإدارة في الجمهورية الفرنسية، الموقع عليها في مدينة باريس بتاريخ 9/ 1/ 1432هـ- الموافق 15/ 12/ 2010م، بالصيغة المرفقة بالقرار، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.

أيضا، وبعد الاطلاع على ما رفعه رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 29/ 29 وتاريخ 6/ 6/ 1432هـ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية أوكرانيا؛ للتعاون في البحوث والاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، الموقع عليها في مدينة الرياض بتاريخ 26/ 11/ 1431هـ - الموافق 3/ 11/ 2010م، بالصيغة المرفقة بالقرار، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك، كذلك قرر مجلس الوزراء اعتماد الحساب الختامي لصندوق تنمية الموارد البشرية للعام المالي 1430 - 1431هـ.

إلى ذلك، وافق مجلس الوزراء على تعيين كل من الدكتور أحمد بن حمود بن غيثان الروضان، على وظيفة «مدير عام إدارة العمليات» بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الداخلية، وعبد المجيد بن عبد الرحمن بن سليمان الشميسي، على وظيفة «وكيل مساعد» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الداخلية، ومحمد بن مصلح بن حسين الحربي، على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، وفواز بن محمد بن فواز الفواز، على وظيفة «مدير عام فرع وزارة الخدمة المدنية بمنطقة الرياض» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الخدمة المدنية.