مذبحة النرويج تعكس العداء للمسلمين في أميركا

خبير: يمكن أن تحدث هنا

TT

قال خبراء أميركيون أمس إن آراء أندرس بيرينغ برييفيك، النرويجي الأشقر الشعر والأزرق العينين، الذي قتل ما يقارب مائة من النرويجيين، وفصل في صفحته في الإنترنت كراهيته للإسلام، بل وحتى للتعددية الثقافية، وقال إن الإسلام والمسلمين يهددون الغرب والحضارة الغربية، إن هذه الآراء تعكس آراء نسبة ليست صغيرة وسط الأميركيين. وإنه أيضا استفاد من هذه الآراء، كما فصل في صفحته في الإنترنت.

وقال الخبراء إن أكثر من 1500 صفحة كتبها تأثرت كثيرا بآراء أميركية ظلت، لسنوات، تعادي الإسلام والمسلمين، وتحذر الغرب منهم.

وفي أكثر من مكان في صفحته، أشار برييفيك، الذي نسف مبنى الحكومة المركزية في العاصمة أوسلو، ثم قتل قرابة تسعين صبيا في معسكر في جزيرة قريبة، إلى آراء متطرفين أميركيين معادين للإسلام. وأكثر من ستين مرة أشار إلى آراء موقع «جهاد ووتش» (مراقبة الجهاد) الذي يكتبه الأميركي المتطرف روبرت سبنسر. ومثل سبنسر، اتهم السياسيين بالتقصير في مواجهة ما يسمونه «الخطر الإسلامي». وأشار إلى أن المهاجرين المسلمين إلى الدول الغربية جزء من الخطر.

وكتب سكوت شين في صحيفة «نيويورك تايمز» أن مذبحة النرويج «ركزت الأنظار على ثقافة فرعية، خاصة في الإنترنت، يقودها متطرفون ومعادون للإسلام ونشطاء يمينيون، وأن المذبحة تجدد النقاش حول مدى وأبعاد ونتائج الحرب ضد الإرهاب».

وقال مراقبون في واشنطن إن وزارة الأمن كانت أصدرت تقريرا قالت فيه إن الضوء المكثف حول تهديد المسلحين الإسلاميين انعكس على الأميركيين المسلمين، بينما قلل التهديد من هجمات من متطرفين محليين غير مسلمين. لكن هذا التقرير سحب سنة 2009 بعد انتقادات من المحافظين واليمينيين.

وأمس، كتب سبنسر في موقعه في الإنترنت، «جهاد ووتش»، أن «لعبة إلقاء اللوم علينا قد بدأت». وأضاف: «يبدو أن البعض يريد أن يقول إن قتل كثير من الأطفال هو جزء من الحملة ضد الجهاد الإسلامي العالمي، وضد الاستعلاء الإسلامي». لكن، لم يعلق سبنسر على إشارات النرويجي، أكثر من ستين مرة، إلى آرائه هو المتطرفة.

وأمس، أعلن موقع «فيينا غيتز» (أبواب فيينا، إشارة إلى محاولة المسلمين احتلال فيينا، عاصة النمسا، أيام الإمبراطورية العثمانية)، إغلاق أبوابه، وذلك بسبب «الوضع غير العادي الذي مؤخرا وجدنا أنفسنا فيه». وأضاف المسؤول عن الموقع: «في أي وقت من الأوقات لم تكن حملتنا ضد الجهاد الإسلامي تدعو إلى العنف».

وكان الموقع يرفع شعار «لا لسنة 1683»، إشارة إلى السنة التي حاصر فيها الأتراك فيينا. وقال الموقع إن تلك السنة ترمز إلى «استهداف المسلمين لأوروبا المسيحية». في موقعه، رفع النرويجي شعار «سنة 2083»، بعد ستين سنة تقريبا، إشارة إلى مرور أربعمائة سنة على حصار فيينا. وقال إنه، في تلك السنة، سوف يتحقق «انتصار القوات المسيحية في الحرب الأهلية الأوروبية ضد النفوذ الإسلامي».

لكن، قال مارك ساغمان، مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والآن هو خبير في شؤون الإرهاب، إنه ليس من الإنصاف لوم الذين كتبوا عن الخطر الإسلامي في مذبحة النرويج. لكن، في نفس الوقت، قال إن الأميركيين الذين يكتبون بأن السلفية الإسلامية هي أساس الإرهاب ومنظمة القاعدة «هم مصدر أفكار برييفيك. هذه تحليلات حماسية. إنها ليست من دون نتائج».

ومن بين المتطرفين الذين أشار إليهم النرويجي الأستاذ الجامعي الأميركي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد، تيد كازنسكي، بعد أن كان أرسل قنابل قتلت أساتذة جامعات ومثقفين. وكتب كتابات كثيرة عن «خطر اليسار». غير أن النرويجي غير عبارات «اليسار» و«الثقافة الماركسية» إلى «التعددية الثقافية» التي تشير إلى أهمية التسامح مع أصحاب الديانات والأعراق الأخرى، وأيضا، أشار النرويجي إلى 10 كتب كتبها المتطرف الأميركي سبنسر، منها: «كشف الإسلام» و«حقيقة محمد»، وأيضا، أشار إلى موقع «باميلا غيلر»، اليهودية النيويوركية التي تقود حملة منذ سنوات كثيرة ضد الإسلام والمسلمين. وقادت الحملة ضد بناء مركز إسلامي بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر (أيلول). وموقعها هو «أطلس شرغز». وأمس، كتبت في موقعها: «أي قول بأن ما كتبت، وما كتب ناقدون للجهاد، يتحمل مسؤولية أعمال أندرس برييفيك ليس إلا قولا سخيفا». وأضافت: «إذا كان هناك ناس حرضوه، فهم الذين يؤمنون باستعلاء الإسلام».

وأمس، رغم ما حدث، قال عضو الكونغرس بيتر كينغ إنه ليست لديه أي خطط لإلغاء جلسة تحقيق عن «تطرف الأميركيين المسلمين». وسيعقد الحلقة الثالثة كما كان مقررا يوم الأربعاء. وقال إن اللجنة تركز على «التهديدات الإرهابية التي لها صلة بالعلاقات الخارجية»، واقترح أن اللجنة القضائية في الكونغرس «قد تكون أكثر ملاءمة للنظر في التهديدات من غير المسلمين».

وقال داريل جونسون، خبير سابق في وزارة الأمن، وكان كتب التقرير الذي أشار إلى حملات اليمينيين والمتطرفين ضد الإسلام والمسلمين، وهو التقرير الذي سحبته الوزارة بعد ضغوط من هؤلاء: «بعد أن غادرت الوزارة في عام 2010، انخفض عدد المتخصصين في تطرف غير الإسلاميين إلى اثنين، وكنا ستة». وأضاف: «عمليات القتل في النرويج يمكن أن تحدث بسهولة هنا».

وقال إن منظمة «هوتاري»، إحدى الميليشيات المسيحية المتطرفة في ميتشيغان، وكانت قد اتهمت في العام الماضي بالتآمر لقتل ضباط الشرطة، وتفجير قنابل في جنازاتهم، تملك ترسانة أسلحة أكبر من كل أسلحة المسلمين الذين اعتقلوا في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، قبل 10 سنوات.