المعارض السوري مأمون الحمصي لـ «الشرق الأوسط» : المرحلة المقبلة في عمر الثورة هي الأخطر

دعا الدول العربية ومجلس التعاون للعمل من أجل حقن دماء السوريين

مأمون الحمصي
TT

بعد زيارات لعدد من الدول آخرها تركيا؛ عاد إلى القاهرة المعارض السوري محمد مأمون الحمصي، لكي يشارك عددا من زملائه المعارضين الموجودين بمصر وأبناء الجالية السورية من المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد في التحرك لمساندة ثوار الداخل ووقف سفك دماء السوريين، من خلال محاولاتهم كسر الصمت العربي تجاه ما يحدث في سوريا خاصة قبل حلول شهر رمضان الكريم.

يستهل الحمصي حديثة لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «المرحلة المقبلة في عمر الثورة السورية هي أخطر مراحل الثورة، وتظهر معالم ذلك من خلال زيادة الدعم الإيراني للنظام السوري وآخرها تخصيص المرشد الإيراني علي خامنئي مبلغ ستة مليارات دولار لدعم نظام بشار الأسد، إلى جانب وجود أشكال جديدة من الإرهاب يمارسها النظام ضد الشعب الأعزل، وحدوث الانشقاقات في الجيش السوري، وزيادة حدة الحملات العسكرية على المدن السورية وعلى رأسها حمص».

أما المظهر الأخير لهذه الخطورة فيتمثل - بحسب الحمصي - في المرسوم الأخير الذي أصدره بشار الأسد أول من أمس بتعيين العميد المتقاعد سمير عثمان الشيخ محافظا لمحافظة دير الزور (شرق سوريا) خلفا للمحافظ السابق حسين عرنوس الذي عُيّن محافظا لمحافظة القنيطرة (جنوب سوريا). مضيفا أن هذا المحافظ شغل مناصب عدة منها رئيس فرع الأمن السياسي في ريف دمشق، واشتهر بجرائمه ضد الإنسانية وفساده والتعذيب الوحشي وملاحقة النشطاء السياسيين، ووجوده في منصبه الجديد ليواصل نفس مسيرته ضد الثوار، خاصة أنه من أتباع ماهر الأسد. مضيفا: «كل تلك المظاهر تزيد خطورة الوضع في الداخل، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان الكريم، فكيف يمكن أن يقضي الشعب السوري هذا الشهر وسط تلك الظروف والأحداث والدماء المراقة».

ويبين المعارض السوري، أنه ترك منفاه في كندا وجاء إلى القاهرة للعمل مع المعارضين والنشطاء السوريين في مصر للتوجه إلى العرب حكومات وشعوبا مستنهضا فيهم قيم الشهامة والعزة قبل حلول شهر رمضان، موضحا مشاركته وعدد من المعارضين والأطفال السوريين بالوقوف أمام السفارة القطرية بالقاهرة لتوصيل رسالة إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بأهمية التدخل من أجل حماية أطفال سوريا، باعتبار أن قطر سوف تترأس الدورة 66 للأمم المتحدة اعتبارا من سبتمبر (أيلول) المقبل. ويشير الحمصي إلى تنظيم مسيرات ووقفات مماثلة إلى سفارات الدول العربية والأوروبية ومقر جامعة الدول العربية لمطالبتهم بتجاوز الصمت على ما يحدث في سوريا وباتخاذ موقف سريع يمنع قتل الأطفال واغتصاب النساء.

يتابع: «هناك مسؤولية كبيرة تقع على إخوتنا العرب، والتاريخ لن يرحم الصمت العربي، نحن نريد العون من الله ثم من عباده المخلصين، لا تدعوا دماءنا تسيل خلال شهر رمضان المبارك، الشباب السوري صمم على الحرية وصمم ألا تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية شريرة من أجل احتلال الوطن العربي، وفي شهر الرحمة نتمنى أن يقف هذا الدم المراق، وهذا لن يحدث إلا إذا وقف قادة العرب الكبار بالدفاع عن هؤلاء المظلومين المسحوقين». ويختم المعارض السوري بتوجيه نداء إلى مجلس التعاون الخليجي قائلا: «الشعب السوري ينتظركم يا قادة العرب، فكلمتكم بمثابة هدية شهر رمضان المبارك، نريد منكم موقفا يمنع قتل المدنيين الأبرياء وتقطيع الأطفال، دماء حمزة الخطيب وزملائه تستصرخ ضمائر مجلس التعاون الخليجي بأن يقف موقفا يتناسب مع مصاب الشعب السوري».