أول اتصال من نوعه منذ سنتين: كلينتون ترحب بزيارة مسؤول كوري شمالي

أعربت عن أملها في دفع المحادثات النووية المتوقفة

TT

قالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، أمس إن مسؤولا كبيرا من كوريا الشمالية سيزور الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وأعربت عن الأمل في دفع المحادثات النووية المتوقفة. لكن، كررت كلينتون الشرط الأميركي القديم: أن تكون كوريا الشمالية مخلصة لإنهاء نشاطاتها النووية. وقالت: «حسب الجولة الأولى من المفاوضات بين حكومتي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وجهت الحكومة الأميركية الدعوة إلى نائب وزير خارجية كوريا الشمالية لزيارة الولايات المتحدة للتفاوض حول أهمية إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

وقال مراقبون في واشنطن إن زيارة نائب وزير الخارجية، كيم كاي غوان، في نهاية الأسبوع، ستكون أول اتصال بين الجانبين منذ زيارة ستيفن بوسوورث، مبعوث الولايات المتحدة لشؤون شبه الجزيرة الكورية، إلى بيونغ يانغ في عام 2009.

وأضاف المراقبون أن الزيارة تأتي في أعقاب الاجتماعات الأولى من نوعها، منذ أكثر من عامين، بين المبعوثين النوويين ووزيري الخارجية في كل من كوريا الشمالية والجنوبية في الأسبوع الماضي. وكان الهدف هو إنهاء التوترات، وإعادة الآمال لبدء المحادثات السداسية، والأساسية، التي تأخرت لأكثر من سنتين.

وأعاد المراقبون في واشنطن للأذهان أن كوريا الشمالية كانت انسحبت من محادثات نزع السلاح النووي في عام 2009 بعد أن فرضت الأمم المتحدة جولة جديدة من العقوبات لأن كوريا الشمالية كانت أجرت تجارب في الأسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات. غير أن كوريا الشمالية كررت مرات كثيرة أنها مستعدة للعودة إلى المفاوضات.

وتوترت العلاقات أكثر، ووصلت مرحلة لم تصلها منذ ما يقرب من عقدين في العام الماضي بعد هجمة بحرية مميتة، قتلت أكثر من 50 من جنود وضباط كوريا الجنوبية كانوا في سفينة بحرية أغرقتها كوريا الشمالية، رغم أن كوريا الشمالية ظلت تنفي ذلك.

وقال بروس كلنغر، خبير في معهد «هيرتدج» المحافظ في واشنطن: «هذه تطورات مثيرة أن يتغير اتجاه كوريا الشمالية. لكن، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا تزالان تشككان في نوايا بيونغ يانغ بأنها ليست لديها أي نية نحو الوفاء بالتزاماتها بنزع السلاح النووي». وأضاف: «أعتقد أن هذه مجرد وعود غامضة بهدف استئناف المحادثات السداسية، وأنها وعود لا تدعو إلى التفاؤل الكثير».

وقال كيرت كامبل، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا، إن واشنطن لم تغير شروطها لاستئناف المحادثات السداسية، والتي تشمل أيضا الصين وروسيا واليابان، وأن المحادثات التي ستعقد هذا الأسبوع ليست إلا «أولية». وينبغي أن تعتبرها الأطراف مجرد خطوة نحو استئناف المحادثات السداسية. وأضاف: «لدينا شروط أولية واضحة جدا تتعلق بالمسائل النووية، ويتعين علينا أن نرى بوضوح أن الكوريين الشماليين يريدون الاستمرار في المفاوضات الجادة».

وفي كوريا الجنوبية، قال أحد مساعدي رئيس الجمهورية، طلب عدم الكشف عن اسمه: «إننا مستعدون للتحدث معهم في أي وقت، وفي أي مكان، على شرط أن تعبر كوريا الشمالية عن استعدادها للتخلي عن برنامجها لتطوير أسلحة نووية».

وقال مراقبون في واشنطن إن كلا من واشنطن وسيول تتفقان على أن كوريا الشمالية تراجعت عن وعودها مرارا وتكرارا خلال مفاوضات صفقات نزع السلاح النووي على مدى العقدين الماضيين.

وأمس، كررت واشنطن دعوتها لكوريا الشمالية بأن بيونغ يانغ يجب أن تتخذ «خطوات ملموسة لإثبات أنها جادة». وأن عليها السماح بعودة مفتشي الأسلحة النووية الدوليين الذين طردوا في عام 2009.

وكانت واشنطن أشارت في الماضي إلى أن برنامج كوريا الشمالية النووي أنتج فعلا قرابة 10 قنابل ذرية. ووعدت أن كوريا الشمالية ستتلقى مساعدات اقتصادية، واعترافا دبلوماسيا من الولايات المتحدة، ومعاهدة رسمية لإنهاء الحرب الكورية، إذا ألغت كل برامجها النووية.