نتنياهو يحاول احتضان «ثورة الخيام» قبل أن تزعزع حكومته

أحد قادة الاحتجاج: لسنا ميدان التحرير المصري.. ومستعدون لقبول الحكومة إن تجاوبت مع مطالبنا

TT

في الوقت الذي أرسل فيه شرطته لقمع المتظاهرين أمام مقر الكنيست (البرلمان)، بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى احتضان قيادة «ثورة الخيام» المحتجين على رفع أسعار البيوت وأجور السكن. فأعلن أنه يعد خطة شاملة لتخفيض الأسعار فورا، وتوفير شقق سكنية رخيصة في جميع أنحاء البلاد. ودعا هذه القيادة إلى الاجتماع به لاطلاعهم على مدى جديته في التجاوب مع مطالبهم.

وبالمقابل، أعلن أحد قادة هذا النشاط، يغئال رمبام، أنه لا يرى أن نشاطهم الاحتجاجي يشبه مظاهرات الملايين في سوريا ومصر وتونس، ولا يرى في «ميدان الخيام في جادة روتشيلد في تل أبيب وغيرها ميدان التحرير المصري، فنحن لا نطالب بإسقاط النظام. وأنا شخصيا وكثيرون مثلي مستعدون لقبول أي حكومة ولا يهمنا أن يبقى نتنياهو رئيس حكومة إلى الأبد، إذا تجاوب مع مطالبنا وأشعرنا بأنه صادق في توجهه لحل معضلتنا. فالبيت هو الأساس. ومن يحم لنا البيت يكسب ثقتنا. ولكن، إذا شعرنا أن الحكومة تنوي خداعنا وتضليلنا وتخديرنا بخطط وهمية ووعود كاذبة، فإننا بالتأكيد لن نسمح لها وسنعمل حتى إسقاطها واستبدالها بمن يحقق لنا مطالبنا».

وكانت «ثورة الخيام» قد اتسعت في إسرائيل وشملت 15 مدينة، يفترش فيها آلاف الناس الأرض مطالبين بتخفيض أسعار السكن. وأقاموا مظاهرة ضخمة ليلة السبت/الأحد ضمت أكثر من 20 ألفا. وفي الليلة قبل الماضية قام نحو ألف شخص من «ثورة الخيام» في القدس بمداهمة باحة الكنيست بهدف إغلاق الطريق أمام النواب الذين يتوجهون إلى مكاتبهم صباح أمس. وتصدت لهم قوات الشرطة وفرقتهم بالقوة واعتقلت عددا منهم. وشكا المتظاهرون من «قوة بطش همجية» استخدمها رجال الشرطة. وأمس أقدم 120 طالبا جامعيا من المتظاهرين على دخول مقر الكنيست بشكل قانوني، كل واحد منهم التصق بعضو كنيست لإقناعه بوجهة نظر المتظاهرين وضرورة سن القوانين اللازمة لتغيير سياسة الحكومة في موضوع الإسكان.

ويتعمق النقاش ويشتد حدة وتوترا بين قادة الاحتجاج حول أسلوب العمل، حيث يطالب قسم منهم بأن يتبع أسلوب قانوني يمنع الاشتباك مع الشرطة، ويبقي المعركة مقنعة لغالبية الجمهور. بينما يرى آخرون أن هذه الحكومة بالذات هي حكومة مخادعين لا تفهم لغة النضال السلمي، والشعب لا يتحرك إذا لم ير «أحداثا غير عادية». ولكن الجميع متفقون على ضرورة التخطيط لنشاط كبير مرة في الأسبوع على الأقل، وهم يبحثون في نوعية النشاط ليوم السبت المقبل.

وقال رمبام، وهو أحد الذين يؤيدون النضال السلمي، إنه لا يخرج من حساباته التصعيد الصدامي، ولكن هذا ممكن فقط في حالة اتخاذ الحكومة إجراءات عنيفة مثلما يحصل في العالم العربي. وأضاف: «نحن الآن في مرحلة ابتدائية. نخطو إلى الأمام بخطوات مدروسة، أو قل نحاول أن تكون مدروسة. لا توجد لدينا قيادة منظمة تضع أهدافا واضحة، ونسعى لبلورة قيادة كهذه. أنا ممن يرون أن هدفنا الأساس هو قضية السكن.لكن هناك كثيرين يرون أن علينا توسيع أهدافنا لقضايا أخرى. يوجد بيننا من يريد إدخال قضية السلام والاحتلال، ويقولون شيئا منطقيا هو أن الحكومة تصرف الأموال على الاحتلال والاستيطان فإذا حولت هذه الأموال إلى الاقتصاد، فإن إسرائيل تصبح من أكثر دول العالم ازدهارا. وبالمقابل هناك من يرى أن قضية السكن المحرقة هي قضيتنا الوحيدة ويريد أن يتعاون مع الحكومة لتسويتها. وكلا الرأيين في نظري شرعي ولكنه متطرف. علينا أن نختار الوسط».