ناشطون سوريون يتخوفون من تفجيرات يرتكبها النظام وتلصق بالمحتجين

قالوا إن النظام يريد من حادثة قطار حلب إيقاظ حوادث الثمانينات في ذاكرتهم

TT

مع إعلان معظم المحللين السياسيين المقربين من النظام السوري، اقتراب مرحلة الحسم العسكري العنيف ضد المتظاهرين، أبدى ناشطون سوريون عن مخاوفهم من حدوث موجة تفجيرات واغتيالات، يقوم النظام بإلصاقها على المحتجين، بعد يومين من حادثة القطار التي قال النظام إن مرتكبيها هم من المحتجين. وحسب هؤلاء الناشطين، فإن النظام يقوم بتنفيذ حوادث أمنية متفرقة في جميع أنحاء البلاد وإلصاق التهمة بالمتظاهرين، لإثارة الرأي العام ضدهم وتشويه حراكهم.

وأعلن التلفزيون السوري أول من أمس، عن حادثة انحراف قطار كان متوجها من حلب إلى دمشق عن مساره. واتهم التلفزيون مجموعات إرهابية بتدبير الحادث عبر فكفكة قطع من السكة الحديدية لقتل ما يقارب 480 راكبا كانوا يستقلون القطار. وفيما اتهمت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك» النظام السوري بالكذب وأكدت أن الحادثة كان نتيجة الإهمال وسوء الصيانة، رأى ناشطون أن النظام السوري انتقل إلى مرحلة جديدة في سياق مواجهته مع المحتجين.

ويلفت الناشطون إلى أنه «ليس من قبيل الصدفة أن يكون أول هذه الحوادث انحراف قطار عن مساره قرب مصياف، وثانيها إطلاق نار في الكلية الحربية في حمص». مشيرين إلى «تقاطع هاتين الحادثتين مع بداية حوادث الثمانينات في سوريا، حيث خيض صراع عنيف بين النظام السوري وتنظيم الإخوان المسلمين انتهى بمجزرة حماه المروعة». ومن أبرز الحوادث التي قام بها تنظيم «الإخوان المسلمين» آنذاك، مجزرة كلية المدفعية في حلب ضد جنود من الطائفة العلوية، وتفجير قطار كان متوجها من حلب إلى اللاذقية تسبب بخسائر بشرية كبيرة. ويلفت الناشطون إلى أن «النظام السوري يريد إيقاظ هذه الحوادث في ذاكرة السوريين، بواسطة تكرارها ولكن بخسائر أقل، للإيحاء بأن الجهة التي فجرت في الثمانينات هي ذاتها التي تخرّب اليوم. تمهيدا لعمل عسكري وأمني ضخم يسحق الانتفاضة الشعبية التي تعم جميع أنحاء سوريا». مضيفين «إن النظام فشل في جرّ الاحتجاجات إلى العنف لذلك فهو يعمد عبر فبركاته وإعلامه الكاذب إلى تصويرها بأنها عنيفة ودموية، ليسهل عليه قمعها».

ومن جهة ثانية يرى الناشطون أن «النظام السوري بتصرفاته هذا يعزز فكرة أنا أو الفوضى التي بدأها بتسويقها منذ بداية الأحداث ليرسخ الرعب في أذهان السوريين ويزيد من درجة الخوف الذي يشعرون به». ويتخوف الناشطون أن يوسّع النظام السوري عملياته الأمنية تلك، لتشمل تفجيرات لدور عبادة تخص أبناء الأقليات ولأماكن التجمعات كالمقاهي والمسارح وصالات السينما، وتنفيذ اغتيالات بحق شخصيات اجتماعية معروفة.

غير أن أحد المسؤولين في «تنسيقيات الثورة السورية» لفت إلى «أنه يمكن للنظام أن يستخدم هذا السيناريو، لكنه لا يستطيع أن يكمل فيه طويلا، خاصة أن الانتفاضة قد أثبتت للعالم سلميتها عبر الشهور الأربعة التي مضت وامتلأت خلالها شوارع سوريا بالمحتجين». ويضيف «السوريون جميعهم يعرفون حيل النظام ومعتادون عليها، هذا النظام جرّب جميع أساليبه خلال أربعين عاما من حكمه القمعي. فلم تعد تنطلي على الشعب السوري الألاعيب والفبركات القديمة». ويعطي المسؤول مثالا على ذلك «إن النظام في أحداث الأخوان المسلمين كانت عناصره تدخل إلى المنازل وترتكب المجازر ثم ترمي قطع السلاح بين الجثث وتأتي بكاميرا التلفزيون الرسمي للتصوير والقول إن هؤلاء مسلحون ومجرمون، هذا السيناريو حين استخدمه النظام السوري مؤخرا في درعا وجسر الشغور لم يصدق أحد من السوريين ما شاهدوه على شاشات التلفزيون مستعيدين من ذاكرتهم حيل هذا النظام ومكر أساليبه القديمة».