واشنطن: الأسد سبب عدم الاستقرار في سوريا.. وليس مفتاح استقرارها

الخارجية الأميركية تكرر أن الأسد فقد شرعيته وتصف أعمال القوى الأمنية بـ«الوحشية» > بيريس يصف الرئيس السوري بـ«السفاح» ويدعوه للرحيل

TT

اعتبرت الولايات المتحدة أن الرئيس السوري بشار الأسد بات مصدرا «لعدم الاستقرار» في سوريا، وكررت للمرة الثانية أنه «فقد شرعيته». وأدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في بيان صدر ليل أمس «العنف المستمر في سوريا، وخصوصا الوحشية التي تمارسها الحكومة السورية ضد شعبها من المتظاهرين السلميين والمتفرجين». وذكرت نولاند مقتل الصبي طلحة دلال البالغ من العمر 12 عاما، الذي قضى متأثرا بجروح أصيب بها السبت بعد أن أطلق عليه شرطي النار عن كثب خلال مظاهرة، بحسب منظمات إنسانية. وقالت إن «العالم شهد» مقتل دلال، بعد أن «أصابه شرطي سوري بالرصاص في رأسه».

وقالت المتحدثة الأميركية إن «موقف قوات الأمن السورية وخصوصا من خلال حالات أخرى لأشخاص قتلوا بطريقة وحشية، وتوقيف شبان وفتيان على صعيد واسع والقيام بعمليات تعذيب وحشية وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان الأساسية، هو موقف ذميم»، وأضافت: «يجب أن يفهم الرئيس الأسد أنه ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه ونعتقد أنه السبب في عدم الاستقرار في سوريا وليس مفتاح استقرارها. النظام عليه أن يعرف أن العالم يشاهد، وأولئك الذين يتحملون المسؤولية سيحاسبون على جرائهم».

واعتبرت أن العنف «لن يقمع المطالب الشرعية للشعب السوري الذي يمارس حقه بهدف رسم مستقبله». وقالت إن ما يحصل هو «إشارة أخرى واضحة إلى أن الأسد فقد شرعيته مع الشعب السوري، لأنه غير راغب بقيادة المرحلة الانتقالية للديمقراطية». وأضافت أن «العنف الذي يرتكب ضد المدنيين الأبرياء لا يخدم إلا عدم الاستقرار وتغذية التوترات الطائفية، وزيادة عدم ثقة السوريين وغضبهم من حكومتهم». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد ذكرت للمرة الأولى قبل نحو أسبوعين أن الأسد فقد شرعيته.

وأكدت نولاند أن «العالم يشعر بالإلهام من أولئك السوريين الذين يطالبون بمستقبل أفضل عبر المظاهرات السلمية، ونحن نشدد على أن اللجوء للعنف لن يحل التحديات التي تواجه سوريا اليوم أو يجلب مستقبلا أفضل». وحثت «كل السوريين على نبذ العنف والعمل سويا لسوريا ديمقراطية موحدة وحرة من العنف والانتقام ضد أي مجتمع من ضمن تركيبة الشعب السوري المتنوع».

وأعلنت نولاند في المؤتمر الصحافي اليومي في واشنطن أن وزارة الخارجية تجري اتصالات مع وجوه المعارضة السورية، وأن «هذا يشكل أولوية لدى سفارتنا في دمشق التي تحاول أن تتعرف على أكبر قدر ممكن من وجوه المعارضة السورية»، وأن تكون الأبواب مفتوحة لهم إذا أرادوا أن يتحدثوا عن رغبتهم برؤية سوريا ديمقراطية مزدهرة».

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصادر واسعة الاطلاع أن مدير إدارة الشرق الأوسط والشرق الأدنى في الخارجية الألمانية بوريس روغه الذي التقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم قبل 3 أيام، وكذلك عددا من وجوه المعارضة السورية في الداخل «كان قادما من العاصمة الأميركية واشنطن، لكنه بالتأكيد لم يحمل رسالة أميركية إلى السلطات السورية لأن السفير الأميركي روبرت فورد لا يزال على رأس عمله في سفارة بلاده في دمشق». وقالت المصادر إن «روغه التقى أيضا السفير فورد بدمشق بحضور السفير الألماني أندرياس رانكيه، حيث تباحثا في الوضع السوري وآخر المستجدات فيه داخليا وإقليما ودوليا».

وفي سياق متصل، رجحت مصادر غربية تحدثت لوكالة الأنباء الألمانية أن تطال العقوبات التي يجري الحديث عن اقتراب صدورها في اليومين المقبلين «شخصيات سورية لا سيما منها تلك التي تعمل في قطاع النفط كما أنه من المرجح أن تهدد العقوبات شركتي (توتال) و(شل) اللتين تعملان في سوريا إذا ما بقيت أعمالهما مستمرة في هذا القطاع». وأوضحت المصادر أن التقديرات الأولية تشير إلى أن أنشطة الشركتين، «توتال» و«شل»، «تسهمان في إدخال نحو 8 ملايين دولار يوميا إلى الخزينة العامة في سوريا».

من جهته، وصف الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس أمس الرئيس السوري بشار الأسد بـ«السفاح الذي يتعين عليه الرحيل»، وذلك تعليقا على القمع الذي تواجه به حركة الاحتجاجات في سوريا المناهضة لنظام الأسد. وقال بيريس في مؤتمر صحافي عقده في القدس وخص به الصحافيين الفلسطينيين: «الشعب السوري شعب عملاق وشجاع»، معتبرا أن «الطموحات الإنسانية التي تنادي بالحرية والازدهار ستتفوق على القمع»، وأنه «من غير المعقول أن يصدر أحد أوامره بإطلاق الرصاص الحي على شعبه لأنهم يتظاهرون».

ووصف بيريس الرئيس السوري بأنه «سفاح يتعين عليه الرحيل»، مضيفا: «لقد قتل ما يقرب من ألفي مواطن عزل، وزج بعشرات الآلاف في السجون، وأنا لا أراهن على حكم الأسد، فهو لن يتغلب على الشعب».