العبيدي في تونس للتهدئة ومعالجة الملفات الساخنة

الحدود.. ومعبر وازن ـ الذهيبة.. وسقوط صواريخ.. أبرز النقاط التي بحثها الطرفان

TT

زار عبد المعطي العبيدي وزير الخارجية الليبية تونس أمس، في سرية تامة، المولدي الكافي وزير الخارجية التونسية قبل العودة مجددا إلى ليبيا، عبر معبر رأس جدير الحدودي. ويبدو من خلال ما تسرب من معلومات أن موضوع التصعيد الأخير على الحدود بين البلدين، وخصوصا بالمعبر الحدودي وازن - الذهيبة، وسقوط صواريخ كتائب القذافي على الأراضي التونسية، كانا من بين أهم محاور اللقاء بين الجانبين، بالإضافة إلى الأزمة الليبية نفسها والبحث عن مخرج يرضي طرفي النزاع، التي قد تكون سيطرت بالفعل على إلقاء الطرفين. وكان مصدر في وزارة الخارجية التونسية أعلن عن الزيارة دون أن يذكر أية تفاصيل حولها.

ويبدو من خلال آخر الأحداث والتطورات التي استجدت على الحدود التونسية الليبية أن موضوع القصف الذي تعرضت له الأراضي التونسية خلال الأسبوع الماضي كان محورا أساسيا من بين محاور الزيارة، ومن المرجح أن تكون حكومة القذافي قد سعت لترضية الجانب التونسي والمحافظة عليه، خصوصا وأنه يمثل المنفذ الوحيد لها على العالم الخارجي ولا تريد خسارته في هذا الظرف الحساس من الصراع الدائر بين الطرفين.

وكانت أنباء تونسية قد أكدت وصول دبابات ومدفعية ثقيلة، كما تواترت أنباء عن طلعات قامت بها المقاتلات التونسية المدعومة بالمروحيات على معبر الذهيبة الحدودي، الذي يسيطر عليه الثوار منذ مدة، وعجزت قوات القذافي عن استرجاعه، مما جعلها تلجأ إلى القصف العشوائي بصواريخ «غراد»، وهذا ما أدى منتصف الأسبوع الماضي إلى إصابة أحد الجنود التونسيين. وكانت قوات الجيش التونسي قد حذرت قوات القذافي بمكبرات الصوت من مغبة معاودة قصف بوابة الذهيبة الحدودية. هذا الوضع المتأزم على الحدود التونسية الليبية قد يكون أبرز الدوافع التي تقف وراء زيارة المسؤول الليبي.

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أن زيارة وزير الخارجية الليبية قد تكون محاولة للضغط على الحكومة التونسية قصد إغلاق معبر وازن - الذهيبة ووقف الإمدادات الغذائية للثوار.

وكان العبيدي، الذي تولى حقيبة الخارجية على إثر انشقاق موسى كوسا في نهاية مارس (آذار) الماضي، قد زار تونس في 22 يونيو (حزيران) الماضي، ولقاؤه أمس هو الثاني الذي يعقده منذ اندلاع الثورة في ليبيا.