المحمودي: لا حوار قبل وقف عمليات الناتو وإبرام هدنة

ليبيا: نظام القذافي يتشدد ويعلن أن تنحيه غير مطروح

TT

عاد المشهد السياسي في ليبيا إلى المربع رقم صفر مجددا، بعدما أبدى نظام العقيد معمر القذافي تشددا ملحوظا ولافتا للانتباه في مسألة إمكانية تنحي الزعيم الليبي عن السلطة، وفقا لخطة يقترحها عبد الإله الخطيب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، الذي عاد أمس من العاصمة الليبية طرابلس على ما يبدو، بخفي حنين، بعدما تحفظت طرابلس على خطته لتسوية الأزمة الليبية واعتبرتها غير ممكنة التطبيق.

ولم يلتق الخطيب وزير الخارجية الأردني السابق، كالمعتاد العقيد الليبي، واكتفى بمحادثته مع رئيس الحكومة الليبية الدكتور البغدادي المحمودي، الذي أعلن عقب اللقاء، أن نظام القذافي لن يبدأ أي محادثات بشأن وضع نهاية للصراع مع المجلس الانتقالي الممثل للثوار المناهضين للقذافي، قبل توقف الهجمات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما اعتبر أن قيادة القذافي غير مطروحة للتفاوض.

وقال المحمودي في مؤتمر صحافي مقتضب، عقده أمس في طرابلس، إن الهجمات الجوية التي يشنها حلف الناتو على نظام القذافي وتستهدف المدنيين العزل وتدمير البنية التحتية للدولة الليبية، على حد قوله، ينبغي أن تتوقف على الفور، ومن غير ذلك لا يمكن إجراء أي حوار أو حل أي مشكلة في ليبيا.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان قد أبلغ عبد الإله الخطيب المبعوث الأممي، أن وضع القذافي غير مطروح للتفاوض، قال رئيس الوزراء الليبي بشكل مقتضب «نعم، تماما».

وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات البغدادي المحمودي رئيس الحكومة الليبية، تعني أن نظام القذافي لن يبحث أي من بنود الخطة التي قدمها الخطيب، قبل إبرام هدنة لوقف إطلاق النار سواء بين قوات القذافي والثوار أو حلف الناتو. واعتبر في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس، أن التشدد الذي يتخذه النظام الليبي، يعول كثيرا على تصاعد الخلافات بين دول التحالف الغربي أو حلف الناتو، بشأن جدوى العمليات العسكرية على نظام القذافي لإجباره على التنحي عن الحكم، مع اقتراب موعد نهاية التفويض الممنوح للتحالف الذي يقوده حلف الناتو، بالتدخل عسكريا في ليبيا لحماية المدنيين في السابع والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وكشف النقاب عن أن السلطات الليبية دعت المبعوث الأممي إلى مخاطبة المنظمة الدولية، للسماح لنظام القذافي بتعيين من يمثله لدى لمنظمة، التي ما زالت ترفض، حتى الآن، محاولات القذافي تعيين خليفة لعبد الرحمن شلقم، مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، الذي انشق على نظام القذافي وأعلن انضمامه للثوار.

وكان الخطيب قد التقى قادة المجلس الانتقالي المناهض للقذافي في معقله بمدينة بنغازي المحررة من قبضة القذافي، قبل أن يتوجه إلى طرابلس في أحدث زيارة من نوعها، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة السياسية والعسكرية المحتدمة في ليبيا منذ نحو خمسة أشهر.

وعادت قضية تنحي القذافي من عدمه، لتسيطر على المشهد السياسي، بعدما أعلن محمود جبريل العضو البارز في المجلس الوطني الانتقالي، أن المعارضة لن تقبل أي مبادرة لا تتضمن خروج القذافي من السلطة كخطوة أولى نحو السلام.

لكن طفت أمس في المقابل، وجهات نظر متفاوتة بشأن الملاذ الذي يمكن أن يلجأ إليه القذافي إذا ما قبل عرض المعارضة بمنحه العفو العام والإقامة، إما داخل ليبيا أو خارجها وفقا لاشتراطات معينة، حيث عاد المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي ليقول إن الثوار من الممكن أن يتقبلوا فكرة بقاء القذافي وأسرته في داخل ليبيا إذا تنازل عن السلطة.

وقال عبد الجليل لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن هذا يمكن قبوله، مضيفا «القذافي يمكنه البقاء في ليبيا لكن لنا شروطا. سنقرر أين يبقى ومن سيراقبه. ونفس الشروط تنطبق على أسرته».

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الليبي الذي يقوم حاليا بزيارة إلى تونس، قد اجتمع أمس مع نظيره التونسي محمد المولدي الكافي، حيث أطلعه على آثار ما سمته بعدوان الناتو الذي يستهدف قتل المدنيين وتدمير والبنية التحتية لليبيا في خرق فاضح وصارخ لقراري مجلس الأمن 1970، 1973.

وأشارت إلى أن العبيدي استعرض المبادرات التي قدمت بشأن ما يجري بليبيا وفي مقدمتها المبادرة التي أقرها الاتحاد الأفريقي في قمته العادية السابعة عشرة التي عقدت بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو نهاية شهر مايو (أيار) الماضي بشأن ليبيا؛ والتي تهدف إلى وقف العدوان وعدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية الليبية.